الإثنين 12/مايو/2025

هل ينجح المنهاج الصهيوني في تشويه عقول المقدسيين

هل ينجح المنهاج الصهيوني في تشويه عقول المقدسيين

بكل وسيلة، يسعى الاحتلال الصهيوني إلى تفريغ الفلسطيني من كافة مقومات الوطنية والأخلاقية والإنسانية، ليصبغه بصبغة صهيونية، تنسجم مع رؤاه، وتخضع لإملاءاته، ومن ذلك، محاولاته المتواصلة والمحمومة لفرض المنهاج الصهيوني في بعض مدارس القدس المحتلة.

وإزاء ذلك، ما زالت الأوساط التعليمية والاتحادات الشعبية ولجان أولياء الأمور في القدس المحتلة تبذل جهودها لإلغاء قرار بلدية الاحتلال بتغيير المنهاج الفلسطيني في بعض المدارس العربية التابعة لبلدية الاحتلال واستبداله بالمنهاج الصهيوني.

وكان قرار البلدية الرامي لتغيير المنهاج في عدد من المدارس المقدسية قد أثار استياء واسعا في الأوساط المقدسية، التي اعتبرته تعديا على الثقافة والفكر والتاريخ الفلسطيني، وقررت إفشال هذا المخطط الصهيوني بكل الوسائل.

إصرار على التحدي
وقال سمير جبريل مدير التربية والتعليم في القدس المحتلة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الوزارة بالتعاون مع أولياء الأمور والناشطين التربويين نجحت في إلغاء هذه الخطوة الصهيونية في مدرستين من أصل خمسة مدارس، والمدرستان هما: ابن خلدون في بيت حنينا وبنات صور باهر.

وأضاف أنه بقيت ثلاث مدارس جار العمل على إلغاء المناهج الصهيونية منها، وهي: عبد الله بن الحسين للبنات وابن رشد الشاملة وصور باهر الأساسية للذكور.

واعتبر جبريل أن تغيير المنهاج الفلسطيني أمر لا يمكن أن نرضى به، فهو تشتيت وخلخلة لوعي الطلبة ومس بالهوية الفلسطينية.

وقال: إنه لا حق للصهاينة في العبث بمنهاج الطلاب الفلسطينيين، داعيا بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الصهيونيتين إلى عدم التدخل في منهاج التعليم الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، ليبقى وفق المنهاج العربي الذي كان يدرس قبل الاحتلال سواء كان أردنيا أو فلسطينيا.

سيطرة على العقول
واعتبر الناشط في الشؤون التعليمية راسم عبيدات المخطط الصهيوني بمثابة محاولة للسيطرة على الطلاب الفلسطينيين وتشويه لوعيهم وانتمائهم، مؤكدا أن الهدف من المنهاج الصهيوني هو فرض الرواية الصهيونية ليس فقط على المنهاج التعليمي الفلسطيني بل على التاريخ بأكمله.

وأورد عبيدات خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بعض المصطلحات الخطيرة الواردة في المنهاج الصهيوني، من ضمنها ما يدعيه بأن مدينة القدس ليست محتلة بل عاصمة لدولة الاحتلال كما لا توجد فيه عبارة جبال الضفة الغربية بل جبال “يهودا والسامرة””.

والأخطر حسب عبيدات، أنه لا يتحدث عن المسجد الأقصى بل عن “جبل الهيكل”، كما لا يتحدث عن النكبة الفلسطينية بل عن استقلال دولة الاحتلال، ويتناول حديثا مفصلا عن قادة الاحتلال الذين كان لهم دور في طرد وتهجير وقتل الشعب الفلسطيني أمثال بيغن وبن غوريون وشامير وغيرهم.

وقال: إننا “بصدد اتخاذ خطوات عملية وتنفيذ نشاطات جماهيرية وشعبية من أجل إفشال هذا المخطط الصهيوني الرامي إلى السيطرة على وعي طلبتنا وذاكرتهم”.

 السلطة مسئولة
بدوره، قال عبد الكريم لافي رئيس اتحاد لجان أولياء الأمور في القدس المحتلة إن قوات الاحتلال تسعى إلى سلخ المجتمع المقدسي عن الجسم الفلسطيني وبالتالي تغيير ثقافة المقدسيين وخاصة الطلاب من أجل تجهيل الأجيال القادمة.
وحمل لافي خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله مسؤولية الأوضاع التي آل إليها جهاز التعليم في القدس، على إثر عدم تطوير منهاج التوجيهي حتى يتلاءم مع حياة الإنسان المقدسي في هذه المدينة التي تخضع للاحتلال.

وقال: إن كل الطلاب الذين حولوا لدراسة المنهاج الصهيوني كان هربا من امتحان التوجيهي الذي أصبح كابوسا على كل ولي أمر طالب في مدينة القدس”.

وأضاف إن اتحاده سيطالب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بإعطاء وضع خاص للمدينة المقدسة وضرورة تطوير امتحان التوجيهي نظرا للتحديات التي تواجه المقدسيين”.

واشتكى لافى من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مدينة القدس المحتلة، والتي أجبرت العديد من الطلاب على ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بسوق العمل لتامين متطلبات الحياة اليومية لعائلاتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات