الإثنين 12/مايو/2025

انتفاضة الأفراد الصامتة تثير رعب الأوساط الصهيونية

انتفاضة الأفراد الصامتة تثير رعب الأوساط الصهيونية

أكّد قائد منطقة “بنيامين” في قيادة المنطقة الوسطى بالجيش الصهيوني جوزيف بينتو، حصول العديد من العمليات الخاصة والسرية التي يقوم بها الجيش الصهيوني في مدن الضفة الغربية، لمنع وقوع هجمات مسلحة بناء على المعلومات التي يجمعها جهاز “الشاباك”.

وتأتي هذه العمليات تعبيرا عن القلق الذي يسود أوساط الجيش الصهيوني من احتمال مواصلة عمليات المقاومة الفريدة التي ينفذها مقاومون فلسطينيون بالضفة، وهو ما أطلق عليه الجيش الصهيوني “انتفاضة الأفراد الصامتة” في الضفة الغربية.

وتتضمن العمليات جمع كافة الصور للمقاومين لملاحقتهم على يد القوات الخاصة، واعتقالهم، أو قتلهم، حسب ما يتطلب الأمر لمنع تنفيذ “هجمات معادية”. 

كما لم تكتف قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الصهيوني بتتبع الحالة الأمنية للعمال الفلسطينيين في الضفة الغربية، وعمليات تفتيشهم، واحتجازهم على المعابر، وإطلاق النار عليهم، واعتقالهم في أحيان كثيرة، فراحت تمنعهم من العمل داخل المستوطنات التي أقيمت على أراضيهم، بدعوى وجود “خطر أمني” يدفعها لذلك، رغم أنها تسمح لهم بالعمل في أماكن أخرى.

وكثف الجيش الصهيوني من سياساته بالعزل والفصل، وإنشاء طرق يسلكها المستوطنون، بينما يحظر على فلسطينيين عبورها، خوفاً من عمليات مسلحة.

وأعرب ضابط بارز في هيئة الأركان الصهيونيّة، عن القلق الذي يسود أوساط الجيش الصهيوني من احتمال مواصلة ما أسماها “انتفاضة الأفراد الصامتة” في الضفة الغربية، معتبراً أنّ المنطقة تشهد تغييرات مفاجئة، وأن هناك أسلوبا آخر للعمليات لم يعهده الاحتلال من قبل.

وأوضح الضابط في تقرير نشره موقع الجيش الصهيوني أنّ الفلسطينيين يفضلون العمل بشكل فردي، لأنه يصعب على جهاز “الشاباك” عملية تعقبهم، والوصول إليهم، لافتاً إلى أنّ هذه العمليات كافيّة لتشجيع الشبان الآخرين على الإقدام على هكذا أفعال، بما أن الأجواء مواتية للعمليات.

من جانبه، أشار المراسل العسكريّ الصهيوني “يوحاي عوفر”، إلى أنّ إعلام الجيش الصهيوني استخدم تكتيكاً جديداً في الإعلان عن “العمليات الفردية” التي حدثت في الضفة الغربيّة، وهو “التناقض والضبابية”، ولم يستخدم أسلوبه المعتاد، وهو التهويل، لافتاً إلى أنّ الجيش لم يعط تفسيرات حقيقية لهذه الأحداث حتى اليوم، وأبقاها ضبابية.

وتسائل عوفر “أنّه لماذا يُخالف ضباط الأمن تكتيكاتهم السابقة، واضعاً جملة من التساؤلات التي تدور في أروقة “الشاباك” والجيش الصهيوني منها الحديث عن مشروع يهدف لعدم إثارة الرأي العام الصهيوني في هذا الوقت بالذات على الفلسطينيين، لغرض تحويل الإثارة لملفات أكثر خطورة، كالنووي الإيراني، والكيميائي السوري، وصواريخ “حزب الله”.

 أو أن “لهذا الموقف علاقةً بمباحثات السلام، وبأن هناك تعهداً مسبقاً قبل الشروع فيها، وبضمانة أمريكية، بألّا يكترث الجانبان بما يجري من أحداث صهيونية وفلسطينية، وألا يضخموها في الإعلام، لإدامة سير المفاوضات، ومنع تفجيرها”.

كما أضاف أنه من المحتمل أن تكون المخابرات الصهيونية تريد من وراء تفسيراتها الغريبة للأحداث بأنها أحداثٌ فردية، وخلايا صغيرة نائمة، لتتمكن من الردَّ عليها بأشكال فردية متفرقة.

ونقل عن ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش قوله إن “لهذا السلوك الإستخباري وجهاً مختلفاً آخر، وهو الخوف من تحويل الضفة الغربيّة لساحةٍ انتفاضة شعبية ثالثة، تحرق الأخضر واليابس”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات