الأحد 11/مايو/2025

يوسف العارف.. رحيل القائد الوحدوي

يوسف العارف.. رحيل القائد الوحدوي

أفلت شمس القيادي في حركة الجهاد الإسلامي يوسف العارف (64 عاما) قبل نحو أسبوعين، تاركا خلفه مبادئ زرعها في قلوب أبنائه وأحفاده وكل من تعلم منه حرفا وعايشه داخل السجون وخارجها. 

رحل ذلك الرجل الذي عرفته السجون وزنازين التحقيق المظلمة، ومن حفظت شوارع الوطن وقع أقدامه وهو يشارك في فعاليات نصرة الأسرى، غاب ذلك الرجل المعطاء، الذي بكت عليه عيون الرجال، الذين عرفوه شامخا في أكثر المحن قسوة على النفس البشرية.

تقول “أم مالك” زوجة الراحل، أكثر المواقف إيلاما في حياته رحمه الله، كانت عندما تلقى خبر وفاة ابنه عاصم، بعد أن ألم به مرض مفاجئ وهو على مقاعد الدراسة في قسم الصحافة في الجامعة، حينها كان أبو مالك في زنازين العزل الانفرادي في سجن الرملة، ويعلم أن عاصم مريض، لكنه كان يتوقع أن يصله خبر وفاتي أنا خوفا من ألا أتحمل مرض عاصم في ظل اعتقال والده وشقيقه حمزة”. 

وتتابع: “طلبت إدارة السجن أبو مالك، وقالت له إحدى المجندات هناك: “هل لديك ابن مريض؟ لقد مات عاصم”، حينها شعر أبو مالك بأن الله سكب في نفسه بردا وصبرا، وربط على قلبه، وسمع صوتا يقول له: “ستلقى الله مع الصابرين”، حاولت المجندة أن تعطي أبو مالك بعض الماء لكنه رفض، وعاد لزنزانته دون أن تذرف دمعة من عيونه محتسبا ابننا عند الله سبحانه وتعالى”. 

طيفه لا يغيب: 

تستذكر أم مالك زوجها في كل لحظة بعد وداعه، وتقول: “لا أكاد أصدق أنه رحل لعالم آخر، ففكره وطيفه أمامي في كل وقت، كلماته لا تغيب عني وعن الأبناء، حتى أحفادنا العشرة افتقدوا حنانه وعطفه عليهم”. 

وهب أبو مالك نفسه ووقته لمساعدة الناس، ومشاركة كل من يعرفهم بأفراحهم وأتراحهم، حتى أن لحظة رحيله كانت عند مشاركته في حفل زفاف أحد الأقرباء في قرية جالود، عندما ألمت به سكتة قلبية أدت لوفاته على الفور قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك. 

تقول زوجته: “برحيله فقدت الأب والملهم والزوج والمربي، كان إنسانا لكل الناس قبل أن يكون لعائلته، الكل يعرفه بحبه وسعة صدره وعمله للغير، عندما وصلني خبر وفاته شعرت أن شيئا ما هدم فوق رأسي، خاصة وأني أعيش لوعة رحيل ابني عاصم، الذي انتزع من قلبي قطعة برحيله قبل سنوات، لكن عزاؤنا هو الذكر الحسن الذي تركه وراءه، وقد رأينا من أحبوه وعرفوه من كل المناطق والمدن جاؤوا ليشاركونا لحظة فقدانه ويلقوا نظرة الوداع عليه”.

قائد وحدوي:

وعن نشاطه وعمله السياسي، فقد عاش أبو مالك رجلا وحدويا، وعرفه كل من عايشه وشاركه في المناسبات الوطنية بهذا الأمر، فهو لم يكن يتخذ للتحزب شعارا، فطالما كان ينادي بالوحدة، ويشارك بكل الفعاليات الوطنية خاصة ما يتعلق بقضايا الأسرى. 

تقول أم مالك: “كان رحمه الله يرفع شعار المقاومة لا المساومة، يؤمن بأحقيتنا بكل فلسطين دون التنازل عن شبر واحد منها، وكان جريئا في قول الحق، حتى أنه كان يجبر أعداءه على احترامه في فترات اعتقاله وعرضه على المحاكم، وكان غالبا ما يدافع عن نفسه بنفسه”.
 
ولرحيل أبي مالك غصة أخرى في قلب أم مالك، فابنها حمزة المعتقل في سجون الاحتلال لم يتمكن من وداع والده، حيث يقضي حكما بالسجن 33 عاما، أمضى منها ثمانية سنوات. 

وعن أثر خبر وفاة الوالد على حمزة تقول أم مالك: “سمحت إدارة سجن هداريم لحمزة بأن يكلمنا هاتفيا، وبصراحة تفاجأنا مدى الصبر الذي يتحلى به حمزة، كان يرفع معنوياتنا ويصبرنا، هذا ما رباه عليه والده، الصبر عند الشدائد”.

وشارك الأسرى في سجن هداريم حمزة عزاءه في والده، ووقفوا لجانبه في مصابه، وكلهم يعرف القائد الراحل، الذي عاش بينهم سنوات في الاعتقال الإداري، وكان لهم الأب والمعلم والملهم. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....