مضارب الأغوار: عيد على خط النار

لم يكن العيد في المضارب البدوية في الأغوار الشمالية عاديا، سيما مع التصعيد الصهيوني المتعمد عليها عشية العيد، والذي جعل أيام العيد أيام ترقب واستنفار لدى المواطنين البدو في التجمعات البدوية في وادي المالح.
 
يقول المواطن حسين أبو زهو من سكان خربة الميتة في الأغوار الشمالية لمراسلنا: “سلمت قوات الاحتلال يوم عرفة سكان خرب الميتة والبرج وبزيق في الأغوار قرارات بإخلاء مساكنهم يوم العيد بحجة إجراء تدريبات عسكرية، وهو ما فهم على أنه فبركة للتنغيص على سكان المنطقة خلال العيد”.
 
وأضاف أن الأهالي قرروا عدم الرحيل، وتدخلت منظمات دولية وحقوقية استفزها هذا التوقيت الملتبس، فاضطرت قوات الاحتلال لتأجيل الإخلاء لما بعد عيد الأضحى المبارك.
 
وتساءل أبو زهو “ما معنى العيد حين ينذر بالرحيل والتشرد في الجبال بسبب أن قوات الاحتلال تريد إجراء تدريبات عسكرية بالمنطقة، يريدوننا أن نرحل ولكننا لن نرحل”.
 
وتؤكد المواطنة هنية أبو زهو من سكان خربة الميتة أنهم قاموا بكل شعائر العيد رغم كل تلك التهديدات الصهيونية؛ “أدخلنا الفرحة لقلوب أطفالنا، وذبحنا الأضحية ولن نترك أرضنا، عشنا عقودا بين الرصاص الطائش للاحتلال في الأغوار جراء تدريباتهم وسنكمل حياتنا كذلك إلى أن يحين فرج الله”.
 
رباط ويقظة
وأشار عارف ضراغمة رئيس مجلس قروي المالح والأغوار الشمالية لمراسلنا إلى أن الاحتلال أخطر نحو عشرين عائلة من البرج والميتة بوادي المالح وبزيق قرب طوباس بضرورة مغادرة خيمهم ومضاربهم صباح أول أيام العيد، من الساعة الخامسة صباحا حتى الساعة التاسعة لمدة 4 ساعات”.

وأضاف أن “الإخطارات تفيد بضرورة مغادرة الخيام والبركسات ابتداء من الساعة الخامسة فجر الثلاثاء ولغاية الساعة التاسعة صباحا بحجة تنفيذ تدريبات عسكرية في المنطقة وتشمل 70 مواطنا بينهم 35 طفلا كانوا ينتظرون بهجة العيد كما باقي الأطفال”.
 
وأردف “ما معنى أن تختار قوات الاحتلال وقت صلاة العيد والساعات الأولى ليوم العيد لتكون ساعات إخلاء وتشريد في المضارب البدوية؟”.
 
وأكد أن صمود الأهالي وتدخل عدد من المنظمات الدولية أحرج الاحتلال وأظهره بصورته البشعة، فحتى في الحروب لا تكون أعمال عدائية يوم العيد، فما بالك بتهجير سكان مدنيين!.
 
ترقب لما هو آت
ويؤكد المواطن رضوان زواهرة من سكان خربة البرج القرية أنه يعيش وأفراد عائلته حالة طوارئ على مدار الساعة، استعدادا لتنفيذ أي قرار احتلالي يلزم العائلات البدوية في خربة البرج بإخلاء مساكنهم ربما ليوم أو عدة أيام تقضيها في العراء، بانتظار انتهاء المناورات العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال، ويستخدم خلالها المروحيات القتالية والدبابات وناقلات الجند المدرعة.
 
وتابع “في مرات سابقة عشنا في العراء في منطقة حددها جيش الاحتلال لحين انتهاء المناورات العسكرية التي غالبا ما تحصد الأخضر واليابس، وفي كل مرة تضطر فيها تلك العائلات لإخلاء مساكنها، تكتفي بأخذ بعض من أمتعتها وتترك مساكنها تحت رحمة الله”.

وبدروه، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب خالد منصور لمراسلنا: إنّ التدريبات العسكرية المتكررة لجيش الاحتلال في مناطق سكن الفلسطينيين بالأغوار تشكل وسيلة للتضييق عليهم لإجبارهم على الرحيل.
 
وأكمل أن الكيان الصهيوني يمارس على الأرض في مناطق الأغوار أبشع سياسات التطهير العرقي، بهدف الاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض، وتقليل عدد الفلسطينيين فيها إلى أدنى حد، تمهيدا لفرض تصورها للحل السياسي الذي يطالب باستئجار مناطق الأغوار وإبقائها تحت السيادة الصهيونية لـ99 سنة.
 
وأكد أن تعمد قوات الاحتلال القيام بالتدريب في مناطق سكن المواطنين في أجواء العيد ورغم وجود مناطق شاسعة أخرى فارغة من السكان وإجبارهم بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ على النزوح والإقامة في الأودية والمناطق الوعرة بدون ماء أو كلأ لمواشيهم، أمر مستفز يتطلب من أحرار العالم لحظة ضمير.