الإثنين 12/مايو/2025

خربة مكحول.. الحياة في الظرف المستحيل

خربة مكحول.. الحياة في الظرف المستحيل

“فجأة وبدون مقدمات وجدنا أنفسنا في مواجهة مباشرة مع جرافات الاحتلال العسكرية وهي تهدم منازلنا دون سابق إنذار.. لتتتركها حطامًا ولا تبقي على شيء” .. بهذه الكلمات بدأ المواطن سعيد بشارات من سكان خربة مكحول في وادي المالح في الأغوار الشمالية حديثه عن عمليات الهدم الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال في الخربة قبل أيام.
 
ويضيف بشارات لمراسلنا: “لم يبق أي شيء لم يهدم، هدموا المنازل والبركسات والمضارب والخيام، لقد أزالوا الخربة من الوجود؛ حيث وصل عدد المنشآت التي هدمت إلى 100 منشأة وفرضوا عليها طوقًا عسكريًّا.. لديهم قرار عسكري بإنهاء وجود الخربة بشكل نهائي، وهذا ما حدث بالفعل”.
 
وأردف: “على عكس ما أشيع في وسائل الإعلام، فنحن لم نتلق أية إنذارات بالهدم كما تفعل قوات الاحتلال عادة، إذ لم يسبق أن أنذرنا بإخطارات لهدم منازلنا، كما أنها المرة الأولى التي يتم فيها هدم منازل في الخربة على عكس مناطق أخرى في المالح والأغوار الشمالية”.
 
وأشار إلى أنه حتى القانون العسكري الصهيوني يمنع هدم منازل دون تسليم إخطارات بشكل مسبق، ولكن ما حدث عندنا هو هدم مفاجئ دون تلك الإخطارات التي دأبوا على تسليمها لمواطني الأغوار؛ إنها سياسة عنصرية جديدة: الهدم دون إنذارات.
 
ونوه إلى أن قوات الاحتلال كانت اقتحمت الخربة عام 2009 وسلمت سكانها إخطارات بمنع البناء الجديد ومنع أي توسع للخربة؛ ولكنها لم تسلم إخطارات هدم لما هو قائم، ومنذ 2009 وحتى اليوم لم يتم إضافة أي بناء جديد داخل الخربة.
 
صامدون ويؤكد المواطن وليد دراغمة أننا لن نغادر خربة مكحول وسنبقى فيها حتى لو داستنا الجرافات بأسنانها، مشيرا إلى أن عشر عائلات كانت تقطن الخربة تضم نحو 70 مواطنا يعيشون على رعي الأغنام.
 
وأضاف دراغمة لمراسلنا: لقد أرسنا أبناءنا وزوجاتنا إلى طمون وطوباس بعد هدم كل شيء لأن بقاء النساء والأطفال  في الخربة أصبح مستحيلا في العراء، ولكننا نحن الرجال بقينا هنا وسنبقى هنا لنواجه مخطط الاحتلال ولن نجعله يحقق مراده في تفريغ المنطقة من سكانها.
 
وأشار إلى أننا قمنا مرتين منذ عملية الهدم ببناء خيام أدخلناها للمنطقة، وفي كل مرة يأتي جنود الاحتلال ويهدمون الخيام ويعتدون علينا ليفرضوا علينا مغادرة المنطقة.
 
وشدد على عدم مغادرة الخربة مهما كان الثمن كي لا يتحقق المخطط الصهيوني بتفريغ المنطقة، مطالبًا بدعم صمود سكان المنطقة بشتى الوسائل.
 
تهويد الأغوار  بدوره قال رئيس مجلس قروي المالح عارف دراغمة أن خربة المحكول هي إحدى سبع خرب تشكل وادي المالح وهي: الحديدية، وخلة مكحول، وسمرا، والحلوة، وادي المالح، والفارسية، والحمة.
 
 ونوه بأن خربة مكحول تقع بين مجموعة من المستوطنات الصهيونية منها، مستوطنتا روعي وحمدات بالإضافة الى معسكر لوحدة كفير.
 
وأشار إلى أن الاحتلال لم يكتف باستهداف الخرب البدوية في منطقة المالح بعمليات الهدم والإبادة بل حوّل  70% من أراضي واد المالح إلى مناطق تدريبات عسكرية ومناطق مزروعة بالألغام الأرضية التي باتت تنتشر بين ثنايا بيوت ومزارع البدو البسيطة والمصنوعة بالأصل من الصفيح والخشب محولة المنطقة إلى وضع أشبه بالثكنة العسكرية. 
 
وأكد أن الوضع  ينذر بكارثة كبيرة تتركز في سرقة ما يزيد عن 10 آلاف دونم في الأغوار الشمالية إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم من حرب إبادة في الأغوار الشمالية تحت صمت المجتمع الدولي المطبق الذي ينادي بحقوق الإنسان وحق الأفراد بالعيش الكريم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات