عشرون عاما من التنسيق الأمني والحصاد المر

لم تعد اتفاقية أوسلو مجرد معاهدة سياسية تنظم العلاقات بين الدول الموقعة عليها ووسيلة لعودة الحقوق الوطنية المشروعة، وإنما اختزلت من أجل هدف واحد تمثل في توظيف كل الجهود والكفاءات العسكرية والأمنية والنضال الطويل لقيادات وعناصر منظمة التحرير وحركة فتح في خدمة الأمن الصهيوني .
اتفاقيات مذلة
فقد نصت رسالة التطمينات التي أرسلها عرفات إلى رابين عام 1993م قبيل توقيع اتفاق أوسلو على تعهد منظمة التحرير بملاحقة الإرهاب والإرهابيين (المقاومة)، وبعد توقيع أوسلو كان الالتزام واضحا وصريحا في الملاحق الأمنية التي نصت على الملاحقة الساخنة والتنسيق الأمني، كما نصت اتفاقية طابا الموقعة عام 1995م على التزام السلطة الفلسطينية بمنع الإرهاب ضد الصهاينة واتخاذ الاجراءات الأمنية المناسبة بحقهم .
ولم يعد هذا التنسيق الأمني مثلا واتفاقيات ، وإنما أصبح واقعا على الأرض، فقد كشفت وثائق (ويكلكس الجزيرة) عن اعترافات وزير داخلية السلطة نصر يوسف الذي تلقى الأوامر من موفاز لقتل قائد كتائب شهداء الاقصى في قطاع غزة ( حسن المدهون ) وقد تم ذلك .
وفي مقابلة مع الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري لتلفزيون وطن المحلي في رام الله يوم (28-2-2011)م حيث قال: “التنسيق الأمني مصلحة وطنية تنص الاتفاقيات الأمنية عليها ، وتلزم القيادة الفلسطينية على عدم وجود أعمال عدائية من قبلنا تجاه إسرائيل” .
التزام حديدي بالتنسيق
وكانت معاريف الصهيونية قد ذكرت في تقرير لها إنه حتى نهاية عام 2012م قد جرت 467 عملية تنسيق أمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والصهيونية.
والتزمت سلطة رام الله بهذه الاتفاقيات التزاما مخلصا وحديديا رغم استمرار الاستيطان والاعتقالات وسياسة القتل ضد الفلسطينيين، وليس أدل على ذلك من تصريحات نبيل شعث عضو مركزية فتح يوم (13-6-2013)م أمام الصحفيين في رام الله التي قال فيها: إن السلطة تنفق على أمن “إسرائيل” والمستوطنين أكثر مما تنفق على التعليم !!!!!.
ملاحقة المجاهدين
ساهمت أجهزة السلطة بملاحقة العشرات من قادة المقاومة بالتنسيق مع الشاباك الصهيوني ، فقد ذكر القيادي في حماس ( أبو عبد الرحمن ) من محافظة الخليل والذي رفض الكشف عن اسمه أن العديد من قيادات القسام تم تصفيتهم بالتعاون ما بين جهاز الوقائي على وجه الخصوص وجهاز الشاباك كان على رأسهم اغتيال القائد عبد الله القواسمي، والقيادي في القسام جميل جاد الله، والقائد القسامي عبد المجيد دودين، وعماد البطاط وشهاب القواسمي وغيرهم .
وأضاف أبو عبد الله: “يكفي الاستدلال على هذا التنسيق من الحدث الكبير الذي تمثل في تسليم جبريل الرجوب قائد جهاز الوقائي السابق لخلية صورف لحاجز عسكري صهيوني هذه الخلية التي تكونت من جمال الهور ، وعبد الرحمن اغنيمات وإبراهيم غنيمات” .
كما ساهمت أجهزة السلطة في اغتيال قائد كتائب الأقصى في الخليل مروان زلوم أبو سجى ، ومحمد سدر من سرايا القدس ، كما كشفت أجهزة أمن السلطة الحراك الجهادي للقساميين مأمون النتشة ونشأت الكرمي بعد تنفيذهما لعملية كريات أربع الشهيرة .
وأشار أبو عبد الله أن أجهزة السلطة تتبعت كاميرات الشوارع والحوانيت وكشفت عن السيارة التي نفذت بها العملية وقامت بإبلاغ الشاباك والأمريكان ، ولم تتوقف ملاحقة النتشة والكرمي عند هذا الحد بل قامت عناصر الوقائي برصد مكانهم في منطقة جبل جوهر في البلدة القديمة وإبلاغ الشاباك بذلك حيث تم قصفهم فورا واستشهادهم ، ولا زالت تحقيقات الوقائي تجري حتى اليوم مع نشطاء حماس حول علاقتهم مع النتشة والكرمي .
ملاحقة الأسرى والمحررين
على نفس الصعيد يقول المجاهد الأسير محمد غانم ( أبو خالد ) من بلدة سعير قضاء الخليل: “اعتقلت لدى جهاز الوقائي في الخليل يوم (3-4-2011)م وجرى تعذيبي والتحقيق معي لمدة 27 يوما ، وبعد هذه الرحلة الشاقة أفرج عني بكفالة مالية مقدارها ألفي دينار أردني ، وبعد سبعة أيام من الإفراج عني ، وبينما كنت عائدا إلى بلدتي سعير ، استوقفني حاجز طيار على مدخل بلدة حلحول وقام الجنود باعتقالي ونقلي فورا إلى مركز تحقيق عسقلان” .
وأضاف غانم في حديث خاص لمراسل المركز: “جرى التحقيق معي في مركز عسقلان حول ما جرى معي في اعتقال الوقائي ، وقال لي الكابتن الصهيوني أبو نهاد: قل لي ما قلته لجهاز الوقائي في الخليل بالحرف ، فقلت له لم أقل شيئا ، فقال لي أنت تكذب ، وسحب جارور مكتبه ليخرج لي محضر التحقيق الذي جرى معي في أقبية الوقائي بالخليل .. صورة طبق الأصل عن المحضر وهو مروس بشعار الوقائي ، إضافة إلى النص الكامل وعليه توقيعي”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...