الأربعاء 08/مايو/2024

بيراوي: المسيرة العالمية للقدس تستنهض شعبنا وأمتـنا

بيراوي: المسيرة العالمية للقدس تستنهض شعبنا وأمتـنا

أكد زاهر بيراوي الناطق الرسمي باسم المسيرة العالمية إلى القدس أن رسالة المسيرة الأساسية مفادها أن القدس خط أحمر، ولا يمكن استمرار حالة السكوت والتنديد فقط بما يجري من تطهير عرقي بحق أهلها، ومن انتهاكات لمقدساتها ومصادرة لأراضيها.

وأضاف البيراوي في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إذا كانت حكومات العالم قد عجزت حتى الآن عن حماية القدس ووقف تهويدها؛ فإن شعوب العالم لن تبقى صامتة، وستحاول بخطوات عملية أن تشكل حالة ضغط حقيقي على الاحتلال، لكي يعرف أن شعوب العالم قادرة على التحرك، وبالتالي فإن إرادة الشعوب يجب أن تحترم”.

وأشار البيراوي إلى أن المسيرة تواجه صعوبات على المستوى الفلسطيني وخصوصا في الضفة الغربية، لأن فصائل منظمة التحرير وخاصة حركة فتح، لا تبدي اهتماما بالمسيرة وفعالياتها في الضفة، علما بأن هذا النوع من النضال الشعبي يتماشى مع (موضة المرحلة)، وهناك كثير من النشطاء الذين يرغبون بالتحرك لتنظيم فعاليات لنصرة للقدس في هذا اليوم، ولكنهم يخشون من احتمال الاعتقال من قبل الاحتلال، أو حتى من قبل أجهزة أمن السلطة. كما يزعمون.

وأهاب الناطق باسم المسيرة بجميع الفصائل أن تتوحد على قضية العمل للقدس، قائلاً: “إن لم تكن القدس وما يجري فيها قادرة على توحيد جهود الفلسطينيين، فمتى وعلى ماذا يمكن أن يتحدوا؟! “.

وتوقع البيراوي أن تزيد المسيرة وفعالياتها من درجة الاهتمام الشعبي والرسمي بقضية القدس، وأن تتبلور حركات شبابية جادة تعمل للقدس وحمايتها وتحريرها بالقدر الذي يليق بالقدس والأراضي المقدسة، كما نتوقع من الأنظمة العربية أن تعيد حساباتها، وتراجع نفسها، وتقيِّم عملها لنصرة القدس، وأن تعلم علم اليقين أن شعوبها لن تبقى ساكتة على خذلانهم للقدس والمقدسات، وأن صبر الشعوب قد ينفد، وعندئذ لا ينفع الندم.

وفيما يلي نص الحوار:

“المركز”: كيف بدأت فكرة المسيرة العالمية نحو القدس؟
بدأت الفكرة من الشعور بالتقصير تجاه القدس وأهلها، وبأن القدس لم تأخذ حقها من الحراك الشعبي على المستوى العالمي التضامني، ومن الشعور والقناعة بأن القدس هي أصل الصراع مع المحتل، وأنها مفتاح الحرب والسلام، وقد أكد على أهمية الفكرة والتوجه ما نراه من انتهاكات مستمرة بحق المدينة المقدسة، والمحاولات المتصاعدة من قبل المتطرفين اليهود لانتهاك حرمة المقدسات، وخاصة المسجد الأقصى المبارك.

وفي العام الماضي تم تنظيم المسيرة في الذكرى السنوية ليوم الأرض الفلسطيني، ولكن قيادة المسيرة وبعد تقييم الفعاليات في السنة الماضية، وبناء على رغبة أهلنا في مناطق الـ48، الذين فضلوا الإبقاء على يوم الأرض مناسبة خاصة، ولها خصوصيتها، الأمر الذي جعل قيادة المسيرة هذا العام تنظمها في الذكرى السنوية لاحتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، واحتلال المقدسات المسيحية والإسلامية فيها. ومن المؤمل أن تصبح المسيرة محطة سنوية كبيرة لاستنهاض الأمة، وجعلها مناسبة للتضامن العالمي مع القدس والمقدسات، ولكشف الوجه العنصري لدولة الاحتلال، وفضح ممارسات المحتل ضد القدس وأهلها وهويتها العربية والإسلامية.

“المركز”: ما هي أهداف المسيرة؟ وإلى أين ستنتهي في آخر المطاف؟
المشاركون في المسيرة يجمعهم القلق على مدينة القدس، والخوف على مستقبلها من إجراءات التهويد والتطهير العرقي، بعضهم ينطلق في ذلك من دافع ديني أو سياسي، وبعضهم يعتقد أن القضية إنسانية؛ لأن القدس تراث حضاري للبشرية جمعاء، وأن ما يجري ضدها من ممارسات لا تعتبر جريمة بحق الفلسطينيين فحسب؛ بل هي جريمة بحق الإنسانية. البعض الآخر يرى أن إجراءات التهويد هي قمة العنصرية، والجميع يقف صفا واحدا لحماية القدس والمطالبة بحريتها، وبوقف الممارسات الصهيونية والعنصرية ضدها، وهذا هو الهدف المشترك لكل من يشارك في المسيرة العالمية للقدس.

أما أين ستنتهي في آخر المطاف، فإن الأمل كبير أن لا يطول الانتظار حتى تنتهي المسيرات الشعبية إلى ساحات الأقصى، ولا أقول ذلك من باب الإفراط في الأمل، ولكن تصاعد فعاليات التضامن، وشعور شعوب الأمة بمسؤوليتها تجاه قبلتها الأولى ومسرى نبيها، وحصولها على حريتها الحقيقية في أقطارها المختلفة، وتخلصها من الأنظمة التي تمتهن حماية دولة الاحتلال، سيسرع في تحقيق هذا الأمل.

ألا ترى أن شعوب دول الربيع العربي عندما ملكت إرادة التغيير؛ استطاعت أن تخلع عروش الحكام الفاسدين بعد أن ظن البعض أنهم مخلدون في الحكم، وأنه لا مجال للخلاص منهم؟ وبالتالي أنا على يقين أنه عندما تتخلص الأمة من الطغاة؛ فإن شعوبها لن تقبل استمرار الاحتلال لأعز مقدساتها، ولا أظن الأمة ستبخل على القدس والأقصى، بل ستقدم الغالي والنفيس من أجل استعادتهما، وهي عندئذ لن تصبر حتى يتخذ الحكام قراراتهم للدفاع عن القدس، بل سيكون الشعب هو صاحب القرار.

“المركز”: يعني في نهاية المطاف… هل يمكننا القول أن مسيرة القدس ستساهم في تحريرها؟
بالتأكيد، فإن هذه المسيرات العالمية سيكون لها بلا شك دور في حشد طاقات الأمة وتحريض شعوبها جنبا إلى جنب مع أحرار العالم للوصول إلى هدف التحرير الذي جعلته المسيرة شعارا مركزيا لها، ألا وهو: “شعوب العالم تريد تحرير القدس”، “شعوب العالم تريد إنهاء الاحتلال”. باعتبار أن الاحتلال هو أصل الداء وأن كل ممارساته ما هي إلا أعراض لهذا الداء. ولكن لا بد أن تدرك الأمة بشكل واضح: أن القدس غالية الثمن، ولن يتم تحريرها بالشعارات، أو بالحد الأدنى من الجهود، بل لا بد أن تصبح القدس هي همنا اليومي، وأن تملك علينا شغاف قلوبنا، وأن نجعلها أولوية الأولويات، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، الرسمي أو الشعبي، وعندئذ  نستطيع أن نملكها ونعيش فيها.

“المركز”: ما هي الرسالة التي تحملها المسيرة إلى العالم العربي والإسلامي؟
القدس خط أحمر، ولا يمكن استمرار حالة السكوت والتنديد فقط بما يجري من تطهير عرقي بحق أهلها، ومن انتهاكات لمقدساتها ومصادرة لأراضيها، وإذا كانت حكومات العالم قد عجزت حتى الآن عن حماية القدس ووقف تهويدها؛ فإن شعوب العالم لن تبقى صامتة، وستحاول بخطوات عملية أن تشكل حالة ضغط حقيقي على الاحتلال، لكي يعرف أن شعوب العالم قادرة على التحرك، وبالتالي فإن إرادة الشعوب يجب أن تحترم.

أما رسالة المسيرة إلى العالم العربي والإسلامي فتتلخص بـ(ضرورة التحرك العملي وعدم الاكتفاء بالتنديد)؛ لأن مجرد التنديد لا ينفع مع إجراءات التهويد، وأنه لا بد من خطوات عملية لحماية القدس والمقدسات.

“المركز”: هل من صعوبات ومخاطر تواجه تطبيق الفكرة ميدانيًّا؟
لا شك أن هناك صعوبات تواجه تطبيق الفكرة؛ لأنها تحتاج إلى تعاون كل من يهمه أمر القدس لأجل حشد طاقات الأمة، وهذا التعاون ما زال في حده الأدنى، والسبب في ذلك هو انشغال شعوب الأمة في قضايا داخلية ووطنية تلهي الجميع عن القدس وما يجري فيها. ونحن في المسيرة العالمية إذ نقدر ظروف الآخرين؛ إلا أننا على قناعة بأن اهتمام الأمة بتحرير القدس كأولوية سيجعل حل المشاكل الداخلية للأقطار العربية والإسلامية أسهل، لأن رأس الأفعى التي تشغل الأمة داخليا هي دولة الاحتلال ومن يقف وراءها في أمريكا وبعض دول الغرب الاستعماري. خذ مثلا ما يجري في مصر أو في تونس أو في ليبيا أو العراق أو سوريا، ألا ترى العبث الصهيوني الأمريكي واضحا؟ وبالتالي أظن أنه لو أدركت الأمة على مستوى الشعوب والحكومات ما يأتيها من خير من تحرير القدس، وجعلت القدس أولويتها لما تأخرت لحظة واحدة عن حشد كل الطاقات والجهود لأجل تحريرها.

“المركز”: ما الصعوبات التي تواجه المسيرة على المستوى الفلسطيني والعالمي؟
على المستوى الفلسطيني نواجه صعوبة حقيقية في تحشيد الجماهير في الضفة الغربية خصوصا، لأن فصائل منظمة التحرير وخاصة حركة فتح، لا تبدي اهتماما بالمسيرة وفعالياتها في الضفة، علما بأن هذا النوع من النضال الشعبي يتماشى مع موضة المرحلة، وهناك كثير من النشطاء الذين يرغبون بالتحرك لتنظيم فعاليات لنصرة للقدس في هذا اليوم، ولكنهم يخشون من احتمال الاعتقال من قبل الاحتلال، أو حتى من قبل أجهزة أمن السلطة. كما يزعمون.

ولذلك نحن نهيب بجميع الفصائل أن تتوحد على قضية العمل للقدس، وإن لم تكن القدس وما يجري فيها قادرة على توحيد جهود الفلسطينيين، فمتى وعلى ماذا يمكن أن يتحدوا؟! إنها مسؤولية الجميع، ولن يرحم التاريخ أي مفرط أو مقصر تجاه المقدسات.

وهناك صعوبة أخرى تواجه المسيرة هذا العام، وهي حالة الانقسام الشديد في الحركة التضامنية العالمية بسبب الوضع السوري وتداعياته على المنطقة؛ حيث يوجد عدد كبير من هذه المجموعات غيرت من أولوياتها ومن تحالفاتها، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على حجم وعدد الفعاليات في خارج العالم العربي والإسلامي.

“المركز”: ما هي آخر التحضيرات للمسيرة مع اقتراب موعد انطلاقها؟
تقريبا اكتملت الاستعدادات للمسيرة في معظم الأقطار المشاركة، وقد عقدت مؤخرا اللجان الوطنية للمسيرة في كل من غزة، والأردن ومصر مؤتمرات صحفية تؤكد على برامج فعالياتها واستعدادها لهذا الحدث العالمي، والتي تشمل فعاليات ثقافية وفنية وتوعوية، وتوزيع نشرات عن القدس والمخاطر المحدقة بها، وكذلك تخصيص صلوات الجمعة في مئات بل آلاف من المساجد في العالم للحديث عن القدس وأهميتها، ودور الأمة في حمايتها وتحريرها. وكذلك مهرجانات خطابية ومسيرات، في عشرات من الدول، من أهمها بالإضافة لفلسطين ودول الطوق، الدول المغاربية ودول أوروبية ومدن أمريكية.

“المركز”: المسيرة ستنطلق خارج فلسطين من دول الطوق… ألا يعزز ذلك احتمالية المواجهة مع الاحتلال من جهة، ومن الدول التي تنطلق منها المسيرة من جهة أخرى؟
نحن لا نهدف -على الأقل في هذه المرحلة- إلى المواجهة المباشرة مع الاحتلال، بل نحرص على سلمية المسيرات حتى تلك التي ستقترب نسبيا من الحدود مع فلسطين. وبالتالي لا يوجد ما يبرر أي استفزاز من قبل الاحتلال لهذه المسيرات.

 “المركز”: قد يرى البعض أن مثل هذه الفعاليات مجرد “فرقعات إعلامية” تمر وتنتهي دون ثمرة حقيقية؟ كيف تردون على ذلك؟
نحن نعتقد أن هذه المسيرات هي حراك شعبي سلمي يساهم بشكل كبير في كشف جرائم الاحتلال وتحفيز شعوب العالم للتفكير الجاد بكيفية تخليص القدس والمقدسات من دنس الاحتلال العنصري البغيض، وهي حملة عالمية للضغط السياسي على دولة الاحتلال، وعلى كل الأنظمة التي تساندها في عدوانها على مدينة السلام. وهي أيضا مرحلة لا بد منها من مراحل تهيئة الأمة واستعدادها لمرحلة التحرير، إن لم يكن عبر الأنظمة والأدوات التقنية المتوفرة لها، فعبر الشعوب التي يتم تهيئتها لمرحلة قد تتطلب السير على الأقدام والدخول إلى الأراضي المحتلة بصدورها العارية، ولو اقتضى الأمر أن يقضي من أجلها المئات أو الآلاف من الشهداء. ولكي تصل الأمة إلى تلك المرحلة، لا بد من التوعية والتحفيز وبذل الجهد لجعل القدس روحا تسري بالأمة، وهذا ما تقوم به المسيرة وفعالياتها في كل عام.

“المركز”: كيف ستؤثر فعاليات هذه المسيرة على تفعيل مشاركة فلسطينيي الشتات في النضال الف

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات