السبت 11/مايو/2024

القيادي الأسير عبد الله البرغوثي يكشف تلاعب الاحتلال بصفقة شاليط

القيادي الأسير عبد الله البرغوثي يكشف تلاعب الاحتلال بصفقة شاليط
أكد قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” في الضفة الغربية والقدس الأسير عبد الله البرغوثي أن “قيادة الحركة لن توافق على التنازل عن أي أسير ورد اسمه بالقائمة التي سلمت عبر الوسيط الألماني للاحتلال حول صفقة التبادل بالجندي الأسير جلعاد شاليط “.

وشدد البرغوثي خلال مقابلة مع المحامية بثينة دقماق رئيس مؤسسة مانديلا للأسرى أن الصفقة يجب أن تشمل كل المذكورين في القائمة أيًّا كانت شخوصهم ـو تنظيماتهم أو توجهاتهم السياسية مهما تعرضت قيادة الحركة داخل السجون للضغوط.

تفاصيل تنشر لأول مرة:

وفي التقرير الذي نشرته ج”ريدة القدس” قالت المحامية دقماق إن البرغوثي ورغم ظروف العزل القاسية وحرمانه من كافة حقوقه والمضايقات التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة من الزيارة التي سبقها تفتيش شخصي له ولزنزانته حضر وهو يتمتع بمعنويات عالية ورباطة جأش.

وروى لها تفاصيل أكثر من 7 لقاءات عقدتها جهات صهيونية عليا معه حول صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس”.
ونقلت عن البرغوثي قوله: “إن سلطات الاحتلال رغم ادّعائها أن قيادة حركة حماس داخل السجون تعطل صفقة التبادل إلا أنها قامت بإجراء مفاوضات معه حول الصفقة بصفته قائد كتائب القسام في الضفة والقدس وصاحب أكبر ملف أمني منذ قيام الكيان الصهيوني.

وأكد أنه على مدار 5 سنوات من أسر الجندي شاليط كان يرفض التدخل بالموضوع جملة وتفصيلا وفي أي شكل من الاشكال، حتى عندما تم نقله دون علمه إلى سجن هداريم للقاء الأسرى والتفاوض حول الصفقة فقد رفض ذلك رغم علمه بمحاولات مفاوضة الأسرى من قيادة الحركة حول الصفقة.

وأضاف “وفي أواخر شهر أيار وعلى مدار أسبوع كامل لم تتوقف سلطات الاحتلال من محاولة التفاوض حول الصفقة وقائمة الأسرى المقدمة من الحركة، وذلك في عدة لقاءات عقدتها معي داخل الزنزانة أو في مكاتب إدارة السجن استمر بعضها لثلاث ساعات دون جدوى”.

ومضى يقول “وقد أكدت لهم في كل لقاء بصفتي قياديًّا عسكريًّا أنه لن توافق قيادة الحركة على التنازل عن أي أسير ورد اسمه بالقائمة”.

مفاوضات داخل السجن:

وكشف البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد 68 مرة النقاب عن أن “المباحثات حول الصفقة بدأت منذ أواخر أيار واستمرت حتى السادس من حزيران المنصرم بحيث تم رفع مضمون هذه الجلسات بشكل رسمي من قبل المخابرات “الإسرائيلية” إلى رئيس الهيئة الخاصة في جهاز (الموساد) الذي عينه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مبعوثًا خاصًّا له في ملف شاليط دافيد ميادن، وكانت الجلسات بحضور نائب مدير السجن ومدير الاستخبارات ومبعوث عن الشباك (المخابرات) وممثل استخبارات الجنوب ومبعوث عن وزارتي الداخلية والخارجية للاحتلال”.

وأضاف البرغوثي “أن أولى الجلسات بدأت مع مدير السجن الذي اتهم قيادة الحركة بتعطيل الصفقة وأن الرد سيكون مزيدًا من العقوبات على قيادة الحركة، إلا أن رد الأسير البرغوثي كان بأن من تدعون أنه يعطل الصفقة لن يتمها لو خرج أسير واحد من القائمة ناقصًا إصبعًا واحدًا وأن أي أسير يتنازل عن حقه بالإفراج عنه سيكون أول شخص يفرج عنه، وإذا أراد العودة للسجن فليعد بعد الإفراج عنه”.

وذكر أن إدارة السجون أبلغته بأن القيادي الأسير إبراهيم حامد قد تنازل عن حقه بالإفراج عنه، فقال “إن هذا مجرد كذب وادعاء من المخابرات الاسرائيلية، ولقطع الطريق على الاحتلال فإن أي حدث كهذا لن يكتب له النجاح لأن الرأي الأول والأخير لقيادة الحركة وكل الضغوط الممارسة على الأسرى وعائلاتهم لن تكون ذات نتيجة”، موضحًا أن هذا قرار موحد لقيادة الحركة داخل السجون لن يسمح بالخروج عليه.

وروى البرغوثي للمحامية دقماق، أنه وفي جلسات التفاوض الموسعة طرح الاحتلال وممثلو (الشاباك) موضوع ما يقارب 120 – 125 من الأسرى المطروحة أسماؤهم بالقائمة وتقدموا بعروض مختلفة كاستبدال الأسرى من الفصائل الأخرى بأسرى جدد من حركة “حماس”، وهو ما تم رفضه.

وشدد في حديثه لهم أن “الأسماء التي أدرجت بالقائمة ثابتة هي أمر مقدس لا مجال للنقاش فيه نهائيًّا”، وذكر أن كبار المسؤولين الصهاينة عرضوا عليه موضوع الاستغناء عن الأسير عاهد أبو غلمي -قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري (للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)- المحكوم مؤبدًا والمتهم بالوقوف خلف عملية اغتيال وزير السياحة السابق رحبعام زئيفي – مقابل أعداد لأسرى من حركة “حماس”، فكان الرد بالرفض وأنه لن تتم الصفقة دون الأسير أبو غلمي ولن يتغير أي اسم تحت أي ظرف ومهما كانت النتائج.

حلول إبداعية:
وأكد البرغوثي بحضور الطرف الصهيوني في المفاوضات أن حركة حماس تملك حلولا إبداعية فيما يخص الأسرى الذين بالقائمة ويعترض الاحتلال على إطلاق سراحهم، موضحًا أن “قيادة الحركة العسكرية ستطرح هذه الحلول بالوقت المناسب”، مؤكدًا أن كافة هذه الحلول تؤدي نتيجة واحدة هي إطلاق سراح كافة الأسرى الـ 450 الوارد ذكرهم بالقائمة.
وأضاف “لكن يجب على إسرائيل أولا وقبل كل شيء أن تقوم بإحضار هؤلاء الأسرى 450 إلى سجن واحد، وأن يتسلمهم هو بنفسه ثم تفاوض إسرائيل على المقترحات” ، مشددًا على أن هذه القائمة ليست للتفاوض، وقال “أبلغتهم بشكل واضح بأنه إما أن تقبل إسرائيل أو ترفض وأن القرار والكلمة الفصل بهذا الخصوص تعود لقيادة الحركة العسكرية وحدها فقط، وأنه يتحمل كامل المسؤولية عن هذا الكلام ولا يسمح لأحد بالتراجع أو الخروج عنه”.

لا مبادرات حسن نية:
ونقلت دقماق عن قائد القسام البرغوثي قوله: “إن إسرائيل طلبت منه بادرة حسن نية وذلك بأن يطلب من الحركة بالخارج عرض شريط مصور جديد للجندي الإسرائيلي”، فكان رد الأسير البرغوثي بأنه لن يسمح بخروج أي معلومة عن الجندي الاسرائيلي لأن هذا معناه عند حكومة الاحتلال عامان آخران من اللعب والمناكفة والمحاولات الفاشلة للوصول للجندي الأسير”.

مؤكدًا إنه “عندما تكون إسرائيل وحكومتها جادة ومستعدة فعلا للصفقة وللإفراج عن الأسرى ستتحدث الحركة حول شاليط”.

إجراءات تعسفية:
وحول ظروف الزيارة قال الأسير البرغوثي إنه عندما تم ابلاغي بوجود المحامية الدقماق بالخارج لزيارتي قمت بتجهيز نفسي للقائها وعند حضور ضابط الأمن لإخراجي أوقفني وفتش زنزانتي لمدة 45 دقيقة بحجة أن زيارة المحامية الدقماق جاءت مفاجئة جدًّا جدًّا وبوقت حساس على حد قوله.

وذكرت دقماق إنه من ضمن المضايقات التي يتعرض لها الأسير ما حصل معه في يوم 3 آب من شهر رمضان؛ إذ تم إخراجه لساحة الفورة واحتجز تحت الشمس الحارقة لمدة 4 ساعات بحجة أنه لا يوجد ضابط لإدخاله.

وذكر أنه يتعرض للقمع والتفتيش المستفز وسوء المعاملة؛ إذ تقوم إدارة السجن بإجراء تفتيش داخل زنزانته مرتين بالأسبوع تقلب فيها الزنزانة رأسًا على عقب وتستمر عملية التفتيش لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات بحجة أن ثمة وسائل اتصال لديه في زنزانته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات