الجمعة 17/مايو/2024

عقدتان في مواجهة المصالحة الفلسطينية

رأفت نبهان*

انطلق حراك جديد للمصالحة الفلسطينية بمبادرة من وفد الشخصيات الفلسطينية المستقلة التي دفعها إحساسها وشعورها بالمسؤولية الوطنية  بضرورة العمل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي مرعليه ما يزيد عن ثلاث سنوات بين فتح وحماس .

هذا الحراك جاء على الرغم من تراجع الرئيس محمود عباس منذ أسبوعين عن تكليفه لهذا الوفد بالعمل على تذليل العقبات التي تحول دون الوصول إلى المصالحة وذلك بعد عودته من واشنطن والقاهرة مباشرة !، إلا أن ذلك لم يثن عزيمة وإصرار هذا الوفد على العمل للم الشمل الفلسطيني.

يتنقل هذا الوفد بين دمشق والقاهرة ورام الله وغزة برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري يشاركه الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي ورئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر والأكاديمي هاني المصري، في مسعى لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات التي تقف حائلاً دون تحقيق المصالحة ، فهل سينجح الوفد في مهمة فشلت فيها دول كبيرة ووازنة في المنطقة ؟ .

للإجابة على هذا التساؤل لا بد من القول إن الانقسام الفلسطيني في جوهره ليس خلافاً على السلطة بين فتح وحماس – كما يرى البعض – إنما الخلاف والانقسام سببه وجود رؤيتين سياسيتين مختلفتين تجاه عدد من القضايا الأساسية في مشروع التحرر الوطني ومعادلة الصراع مع الاحتلال كالاعتراف بإسرائيل، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، إضافة إلى الخلاف حول المقاومة ومشروعيتها كوسيلة للتحرير.

إننا نعتقد أن فرصة  نجاح الحراك الحالي للمصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ميؤوس منها لوجود  عقدتين رئيسيتين تجلتا بشكل واضح في ظل التجارب السابقة :

العقدة الأولى : خضوع القيادة الفلسطينية لضغوطات وإملاءات خارجية تمثلت بشروط الرباعية والفيتو الأمريكي على المصالحة الفلسطينية الذي يستخدم أموال المساعدات وسيلة للابتزاز والتحكم بالقرار الفلسطيني .

العقدة الثانية : وهي الوثيقة المصرية والتوقيع عليها كما هي دون تعديل أو إضافة ، وكأنها كتاب مقدس نزل من السماء لا يمكن المساس به أو تعديله، فالغريب في الأمر أن مصر التي تلعب دور الوسيط أصبحت وساطتها وورقتها السياسية عائقاً أمام المصالحة، أليست الورقة المصرية وثيقة صيغت بنودها من أجل المصالحة وتحقيق الوحدة الفلسطينية؟، فلماذا تحولت إلى عقدة وجدار فاصل  يقف عائقاً أمام لم الشمل الفلسطيني؟ ولماذا تحول الوسيط المصري من راع لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس وتليين شروطهما إلى واضع للشروط على المصالحة ؟! فهل أصبحت مصر طرفاً في الانقسام الفلسطيني وجسرا لإملاء شروط الرباعية على حركة حماس؟ .

وخلاصة القول أن المصالحة الفلسطينية يمكن أن تتحقق بإنهاء التدخلات الخارجية في الشأن الفلسطيني الداخلي ، وتوسيع إطار الرعاية والوساطة العربية للمصالحة إلى جانب الوسيط المصري وليس بديلاً عنه ،كما أن المصالحة بحاجة إلى إرادة و قرار فلسطيني مستقل من رام الله لإنهاء حالة الانقسام ، فالفلسطينيون لا تنقصهم الحكمة والحنكة إن توفرت النوايا الصادقة.
 
________
*كاتب فلسطيني مقيم في دمشق .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن أسفها مما جاء في كلمة رئيس السلطة محمود عباس أمام القمة العربية...

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام في غمرة الكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني رفضاً للاحتلال، وطلباً للحرية، ودفاعاً عن المقدسات، تتواجد ثلّة...

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان الختامي الصادر عن القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت...