عقدتان في مواجهة المصالحة الفلسطينية

انطلق حراك جديد للمصالحة الفلسطينية بمبادرة من وفد الشخصيات الفلسطينية المستقلة التي دفعها إحساسها وشعورها بالمسؤولية الوطنية بضرورة العمل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي مرعليه ما يزيد عن ثلاث سنوات بين فتح وحماس .
هذا الحراك جاء على الرغم من تراجع الرئيس محمود عباس منذ أسبوعين عن تكليفه لهذا الوفد بالعمل على تذليل العقبات التي تحول دون الوصول إلى المصالحة وذلك بعد عودته من واشنطن والقاهرة مباشرة !، إلا أن ذلك لم يثن عزيمة وإصرار هذا الوفد على العمل للم الشمل الفلسطيني.
يتنقل هذا الوفد بين دمشق والقاهرة ورام الله وغزة برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري يشاركه الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي ورئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر والأكاديمي هاني المصري، في مسعى لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات التي تقف حائلاً دون تحقيق المصالحة ، فهل سينجح الوفد في مهمة فشلت فيها دول كبيرة ووازنة في المنطقة ؟ .
للإجابة على هذا التساؤل لا بد من القول إن الانقسام الفلسطيني في جوهره ليس خلافاً على السلطة بين فتح وحماس – كما يرى البعض – إنما الخلاف والانقسام سببه وجود رؤيتين سياسيتين مختلفتين تجاه عدد من القضايا الأساسية في مشروع التحرر الوطني ومعادلة الصراع مع الاحتلال كالاعتراف بإسرائيل، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، إضافة إلى الخلاف حول المقاومة ومشروعيتها كوسيلة للتحرير.
إننا نعتقد أن فرصة نجاح الحراك الحالي للمصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ميؤوس منها لوجود عقدتين رئيسيتين تجلتا بشكل واضح في ظل التجارب السابقة :
العقدة الأولى : خضوع القيادة الفلسطينية لضغوطات وإملاءات خارجية تمثلت بشروط الرباعية والفيتو الأمريكي على المصالحة الفلسطينية الذي يستخدم أموال المساعدات وسيلة للابتزاز والتحكم بالقرار الفلسطيني .
العقدة الثانية : وهي الوثيقة المصرية والتوقيع عليها كما هي دون تعديل أو إضافة ، وكأنها كتاب مقدس نزل من السماء لا يمكن المساس به أو تعديله، فالغريب في الأمر أن مصر التي تلعب دور الوسيط أصبحت وساطتها وورقتها السياسية عائقاً أمام المصالحة، أليست الورقة المصرية وثيقة صيغت بنودها من أجل المصالحة وتحقيق الوحدة الفلسطينية؟، فلماذا تحولت إلى عقدة وجدار فاصل يقف عائقاً أمام لم الشمل الفلسطيني؟ ولماذا تحول الوسيط المصري من راع لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس وتليين شروطهما إلى واضع للشروط على المصالحة ؟! فهل أصبحت مصر طرفاً في الانقسام الفلسطيني وجسرا لإملاء شروط الرباعية على حركة حماس؟ .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الداخلية بغزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية لتأمين الجبهة الداخلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية، اليوم الأحد، أن وزارة الداخلية في قطاع غزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية على غرار القوة التي تأسست عام...

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....

الإعلام الحكومي يحذر: 3500 طفل بغزة على وشك الموت جوعًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار...

عدوان أميركي واسع على محافظات صعدة والحديدة ومأرب اليمنية
المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات أميركية حربية، فجر اليوم الأحد، 26 غارة على اليمن استهدفت محافظات صعدة والحديدة ومأرب. وأفادت وسائل إعلام يمنية...

الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة أربعة آخرين من وحدة النخبة التابعة لسلاح الهندسة إثر تفجير نفق في رفح...

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....