الإثنين 12/مايو/2025

مواطنون: المفاوضات مصلحة صهيونية

مواطنون: المفاوضات مصلحة صهيونية
ما زال المواطنون في الضفة الغربية ينظرون بمزيد من السخرية والسخط في آن واحد تجاه تجدد المفاوضات مع الكيان الصهيوني، معتبرين ذلك التفافًا على الإرادة الشعبية التي لا ترى جدوى من هذه المفاوضات وتعتبرها مصلحة صهيونية.

المواطن عمر عبد العال استخفَّ بحديث كبير مفاوضي سلطة رام الله صائب عريقات حين قال: “إننا نتفاوض مع الأمريكان وليس مع الصهاينة، في محاولة للتملُّص من الموقف المحرج حول عبثية هذه المفاوضات وعقمها”.

وقال: “دأب مسئولو “السلطة” في الأيام الأخيرة -بعد موجة الانتقادات الحادة التي توجه لهم بسبب موافقتهم على العودة للمفاوضات غير المباشرة- على الحديث عن أنهم يتفاوضون الآن مع الإدارة الأمريكية، وفي ذلك عدم إخلال بموقفهم القاضي بعدم المفاوضات مع الاحتلال في ظل استمرار الاستيطان”.

وأضاف: “هم دائمًا يستخفُّون بعقول الناس، انظر إلى تعابير وجوههم حين تستضيفهم وسائل الإعلام للتعليق على موضوع المفاوضات؛ تفهم مدى المأزق الكبير الذي يمرون به”.

من جهة أخرى قال أحد الضباط في أجهزة “أمن السلطة” إن ما تسمى دائرة التوجيه السياسي شرعت مؤخرًا في تكثيف اللقاءات التعبوية للعناصر حول الوضع السياسي الراهن، ويحاولون من خلالها غرس مفاهيم  لدى عناصر الأمن؛ أن المفاوضات مصلحة فلسطينية من أجل تفويت الفرصة على انتفاضة ثالثة ضد السلطة.

ويضيف: “هم يعتبرون أن أي عمل مقاوم ضد الاحتلال هو مؤامرة عليهم، وأية عملية مفاوضات هي ذكاء سياسي وحنكة منقطعة النظير، ويستغلون المستوى التعليمي المتدني وجهل هؤلاء الأفراد لتسويق هذه الأفكار”.   

وقال المواطن سالم عفانة: “كلما جاءت حكومة صهيونية جديدة أعادت المفاوضات لنقطة الصفر، ورفضت أن تبدأ المفاوضات من النقطة التي انتهت إليها الحكومة التي سبقتها، وهذه عبثية سياسية مقصودة، وفي كل مرة يعود المفاوض الفلسطيني لنقطة الصفر”.

وأضاف: “إذا كانت المفاوضات المباشرة لعقدين لم تأت بنتيجة، فماذا ستأتي به المفاوضات الغير مباشرة التي وضعت الأمن عنوانًا لها؟”.

وأشار إلى أن حالة من النقمة والاستهزاء تسود أوساط الفلسطينيين حتى الموالين لمسيرة التسوية نتيجة قناعة جميع الأطراف أن هذه مفاوضات عقيمة لا تخدم سوى الاحتلال ولن تعود بالفائدة على الشعب الفلسطيني.

من جاننبه اعتبر المواطن خالد أبو خيزران أن الكيان الصهيوني لا يريد من العلاقة مع الفلسطينيين سوى جملة واحدة فقط يروجها للعالم وهي “وجود مفاوضات سلمية مع الفلسطينيين”.

وقال: “لقد عشت في أوروبا لسنوات، وهناك يعتقدون أنه لا يوجد مشاكل في المنطقة إذا سمعوا عن مفاوضات ولقاءات، وهذا ما يريده الكيان الصهيوني لا أكثر؛ لأن عدم وجود مفاوضات يعني وجود مشكلة وتوتر”.

وأكد أن سلطة رام الله والكيان الصهيوني ذهبا لهذه المفاوضات بمصلحة مشتركة، وهي ملء الفراغ السياسي حتى لا تنفجر الأمور مع الصهاينة وتتجدد المقاومة بسبب حالة الجمود السياسي، وهي حالة يسعى الطرفان لمحاربتها لقناعة سلطة رام الله أن أي مواجهة مع الصهاينة سوف تنهي الحالة الأمنية غير الطبيعية التي أوجدت في الضفة الغربية خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وأبدى المواطن وائل عودة استهجانه للحديث عن مفاوضات غير مباشرة في المجال السياسي، وفي نفس الوقت عن تنسيق أمني عالي المستوى في الشق الأمني.

وقال: “هذا استخفاف بالناس، فماذا يعني أنك لا تفاوض شخصًا بشكل مباشر في مجال سياسي، وفي نفس الوقت تنسق معه أمنيًّا في الميدان كل يوم وكل ساعة وعلى كافة المستويات؟!”.

وطالب محمود عباس بأنه إذا كان فعلاً يحتج على “الاستيطان”؛ أن يوقف التنسيق الأمني للضغط على الاحتلال وحكومة نتنياهو بدل التستر بالعباءة الأمريكية من أجل خداع شعبه وتمرير مصالح اقتصادية لمجموعة قليلة في مقاطعة رام الله ومن يدور في فلكها.

وقال: “إنهم يسعون إلى الحفاظ على هذه السلطة الهزيلة بأي ثمن حتى لو كان الثمن الأسرى واللاجئين والأرض والمقدسات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات