نظام شنينة.. سلمته السلطة للاحتلال واختطفته فور الإفراج عنه

ربما يعتبر الزج بالمجاهدين في سجون الاحتلال شهادة كافية لإثبات وطنيتهم وحبهم قضيتهم والدفاع عن شعبهم، إلا أنهم عند بعض من يدَّعون الوطنية، يصبحون المصدر الأول والمهم للمعلومات مهمة وهدفًا إما للقتل أو المطاردة أو السجن.
تفاصيل رواية القصة التالية التي كشف عنها “المركز الفلسطيني للإعلام” لم تكن غريبة على فريق مقاطعة رام الله، ولكنها غريبة على أعراف الشعب الفلسطيني المقاوم المجاهد؛ فما جاءوا به لم يأتٍ به أحد من قبل؛ فقد طوَّعوا أنفسهم ليكونوا خدما للاحتلال الصهيوني.
نبذة تعريفية
نظام محمد شنينة (25 عامًا) من سكان مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة)، عمل هذا الشاب منذ بلوغه في صفوف جهاز الأمن الوطني التابع لـ”السلطة الفلسطينية” منذ العام 2004؛ حيث أرسلته قيادة الجهاز آنذاك للعمل في الضفة الغربية المحتلة، وعمل في مقاطعة رام الله هناك، وبعد فترة من الزمن تمَّت إحالته إلى العمل في أريحا بحجة أن “تصرفاته غير لائقة”.
بهذه النبذة التعريفية افتتح وحيد حديثه عن شقيقه نظام لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”؛ حيث أكد أن نظام ملتزمة أخلاقه، ومخلص لدينه ووطنه وقضيته.
عمالة متجذرة
بدأت قصة متابعة نظام منذ أن أحالته قيادة جهاز الأمن الوطني إلى العمل في أريحا بحجة أن “تصرفاته غير لائقة وخارجة عن النظام الذي يعمل به الجهاز”، فيقول شقيقه وحيد: “إن قيادة الأمن الوطني اكتشفت أنه مقرب من المقاومة، وأنه قد يكون له عمل مقاوم”.
ويضيف وحيد أن “هذا يؤكد أن قمع المقاومة وضربها لم يكن هدفًا لسلطة رام الله منذ اليوم، بل كان منذ أن نشأت هذه المقاومة أصلاً”.
ويتابع: “بعد مضي فترة قصيرة جدًّا اشترى نظام جهازًا محمولاً جديدًا، وبعد استخدامه إياه مدة ليست بالقصيرة سُرق؛ ما دفعه إلى تقديم شكوى إلى ضابط في جهاز الأمن عن الجوال، ولم يحدث أي شيء، وبعدها بفترة قصيرة اعتقلت قوات الاحتلال نظام على أحد الحواجز العسكرية؛ وذلك في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2006 وزجت به في سجونها”.
ومضى يقول: “حققت قوات الاحتلال مع نظام، إلا أن الغريب أن الضابط المحقق سرد عليه كل المعلومات على جهازه المحمول الذي كان قد سُرق منه، وتفاخر الضابط بأنه يعرف هذه المعلومات الخاصة؛ ما يعني أن أجهزة السلطة هي من سرقت الجهاز وأمدت الاحتلال بما فيه من معلومات”.
ويفتخر وحيد بأن شقيقه نظام يحفظ كتاب الله، وأنه قد حصل على سند متصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سجون الاحتلال.
معاناة مستمرة
بعد مكوث نظام أربع سنوات في سجون الاحتلال أفرجت عنه قوات الاحتلال بتاريخ (7-2-2010)، وكان يعتقد نظام أنه سيقابل استقبال الأبطال الذين قهروا الاحتلال بصبرهم وجلدهم في سجونه، إلا أن قوات الاحتلال لم ترحله إلى غزة حيث مسقط رأسه، بل ألقت به على حاجز الظاهرية في الخيل، وكان شرف استقباله من بعض الأهالي في الخليل.
ويضيف وحيد شنينة: “ذهب نظام إلى رام الله ليستأجر شقة ليسكن فيها، وكان بموازاة ذلك يجهز أوراقه للسفر إلى الأردن ومنها إلى مصر ليعود إلى مسقط رأسه في غزة، إلا أنه بعد ترتيبه أموره واستعداده للسفر تم استدعاؤه من قِبَل استخبارات السلطة في نابلس، وحققوا معه وسألوه عن “حماس” وعن أميره في السجن وغيرها من المعلومات”.
ويتابع وحيد: “بعد أن انتهوا من التحقيق معه أعطوه ظرفًا مغلقًا، وعندما فتح الظرف، وعلم أن به أمر اعتقال أقسم على ألا يسلم نفسه وأن يواصل إجراءات السفر، وبالفعل واصل ذلك”.
يوم السفر
يضيف شقيقه وحيد: “في يوم (30-3-2010) جهز نظام نفسه للسفر، واتجه نحو جسر اللنبي للسفر إلى الأردن، فما كان من جهاز الاستخبارات التابع لسلطة رام الله إلا أن ألقى القبض عليه”، مؤكدًا أنهم منذ ذلك التاريخ وهم لا يعرفون شيئًا عن مصير نظام.
ويقول وحيد: “إن والده متزوج من فلسطينية في رام الله، اتصلوا بها، وحاولت زيارة نظام، إلا أنها كانت تفشل، إلى أن نجحت محاولتها اليوم الثلاثاء (27-4-2010)، وكان ذلك لأول مرة منذ اعتقاله”.
وأضاف أن “زوجة والده أكدت أن نظام غير طبيعي، وعليه آثار تعذيب واضحة، وأنه تحدث معها بلا وعي كامل”، مُحمِّلاً سلطة رام الله المسؤولية الكاملة عن حياة شقيقه.
تحذير
وحذر وحيد خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” سلطة رام الله من المساس بشقيقه نظام، مهددًا بردة فعل غير متوقعة إذا ما حدث أي مكروه لشقيقه.
ويؤكد وحيد أنه لم يترك باب أية مؤسسة حقوقية أو غيرها إلا وطرقه؛ من أجل وقف معاناة شقيقه، مبينًا أنه يتواصل بشكلٍ شبه يوميٍّ مع مؤسسات حقوقية وشخصيات في الضفة الغربية.
وشدد قائلاً: “لكن للأسف هذه المؤسسات الحقوقية شكلية، وليس لها أي فعل الأرض بشكلٍ جدِّيٍّ تجاه المعتقلين في سجون السلطة”، مؤكدًا أن مؤسسات حقوق القطط والكلاب في أوروبا أفعالها أقوى من تلك المؤسسات في الضفة!!.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...