الإثنين 12/مايو/2025

رسالة القسام كما رآها مواطنون وإعلاميون

رسالة القسام كما رآها مواطنون وإعلاميون

شهدت مدينة نابلس صباح اليوم حديثًا مكثفًا بين المواطنين وحتى الإعلاميين حول الرسالة الإعلامية لـ”كتائب الشهيد عز الدين القسام” -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- الموجَّهة إلى المجتمع الصهيوني، والتي تضمَّنت إمكانية تحوُّل مصير الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط إلى المجهول.

وأجمع الصحفيون والنقاد والمحللون -على الرغم من اختلاف خلفياتهم الفكرية وحتى السياسية- أن خطاب هذا الكرتون كان له الأثر البالغ في إثارة الرأي العام الصهيوني باتجاه دفع حكومته للتعاطي بشكل أكبر مع ملف صفقة التبادل.

إبداع فني

وقال أحد مصمِّمي رسوم الـ3d -وهي الطريقة التي اعتمدتها “القسام”-: “إن إتقان فيلم الكرتون أظهر أن مصمِّميه يمتلكون مهاراتٍ كبيرةً في مجال الإخراج الفيلمي، إضافةً إلى صعوبة القيام بهكذا عمل، عدا عن كونه يحتاج إلى متخصصين في برامج الـ3d، وأضاف: “ليس من السهولة بمكان توصيل رسالة إعلامية لمجتمع أجنبي عن طريق رسوم متحركة”.

 
رسالة إعلامية ناجحة

أما الصحفي “م. ش”، وهو صحفيٌّ يعمل في مدينة نابلس، فقال: “لقد كانت المعادلة في أغلب الأحيان أن الرسائل الإعلامية “الإسرائيلية” هي التي تتحكَّم في مجتمعنا الفلسطيني، وخصوصًا مدينة نابلس”، مضيفًا: “لقد كان الاحتلال يبثُّ رسائله للناس عن طريق عملائه للحديث عن اجتياحات محتملة، ولذلك كنا ضحيةً لرسائل الاحتلال الإعلامية، أما اليوم فإن طرفًا فلسطينيًّا استطاع أن يرسل رسالةً إعلاميةً مميزةً ومتسمةً بالإبداع لمجتمع “إسرائيلي” لا يسمع إلا من خلال ما يقال له عبر وسائل إعلامه”.

 
أما الصحفي “ج. س” -وهو يعمل في إذاعة محلية في نابلس- قال: “لقد شاهدت الفيديو مراتٍ ومراتٍ، وفي كل مرة أجد رسالةً جديدةً تؤكد مطالب آسري الجندي”.
 
                                          
نوع جديد من المقاومة!
ويقول “م. ق” أحد مصوِّري الوكالات في نابلس: “لقد استغلَّت الحركة الصهيونية أهمية الصورة، وقامت باستخدامها منذ بدايات القرن الماضي؛ من أجل إثبات أن فلسطين خاليةٌ من شعبها، ولذلك نجحت في توظيف الصورة”.

وأردف قائلاً: “إن أهمية الصورة تكمن في المشاهد التي تحويها أو اللوحة التي تعبِّر عنها، وهذا ما أدركناه بعد عقود عديدة من استغلال الحركة الصهيونية للصورة”، وقال: “هذه خطوةٌ ممتازةٌ، ونقلةٌ نوعيةٌ من “حماس” باتجاه هكذا نوع من أنواع المقاومة”.
 
                                                
حرب نفسية!


وقالت إحدى محاضرات علم النفس في “جامعة النجاح”: “إن المجتمع “الإسرائيلي” معروفٌ بتركيبته المعقدة القابلة للاهتزاز في أية لحظة؛ بسبب اختلاف ثقافاته وخلفياته الجغرافية والعرقية؛ ولذلك فإن هذه الرسالة تعتبر جزءًا من الضغط النفسي على المجتمع، والذي بدوره سيقوم بالضغط على الجانب الرسمي من “الدولة”؛ لأجل الشروع في التبادل”.
وأضافت: “إن الأثر النفسي شديدٌ على محيط الجندي الاجتماعي الذي بدوره سيقوم بالضغط على كل من يعرفه من أجل التسريع في إنجاز الصفقة”.
                                        أهالي الأسرى فرحون

 

ولم يكن أهالي الأسرى بمعزل عن هذا الفيديو، فقد عبَّر “ب. ط”، وهو والد أحد الأسرى -الذي يقضي نجله حكمًا بالسجن 20 عامًا في سجن شطة- عن أنَّ الذي فهمه من الفيديو هو أن تبادل الأسرى في أيدٍ أمينةٍ، وأنه ليس قلقًا من هذه الناحية.

وتابع قائلاً: “لقد شاهدت الفيديو مع زوجتي وأولادي.. لقد بكيت أمام أطفالي؛ لأنني أدرك أن من قام وعمل هذا العمل بالطبع لن يخذلنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات