الإثنين 12/مايو/2025

ميدان المغربي.. إرثٌ أضاعته فتح وحفظته حماس

ميدان المغربي.. إرثٌ أضاعته فتح وحفظته حماس

قد لا يعلم كثيرون أن فكرة مشروع ميدان دلال المغربي وتمويله في مدينة البيرة بالضفة الغربية صدرت عن المجلس البلدي لمدينة البيرة، والذي تسيطر عليه الحركة الإسلامية، ويرأسه الشيخ جمال الطويل رئيس البلدية أحد القيادات البارزة في الحركة الإسلامية في محافظة رام الله والبيرة.

وكان الشيخ الطويل قد أشرف وتابع بشكلٍ شخصيٍّ كلَّ مراحل العمل في مشروع ميدان الشهيدة دلال المغربي من أول حجرٍ وُضع له وحتى آخر تفاصيل حفل الافتتاح الذي كان مقررًا أن يُعقد في ذكرى استشهادها بتاريخ (11-3 -2010م)؛ وذلك في دلالةٍ رمزيةٍ على أن هذا الشعب يبقى وفيًّا لشهدائه، وفي دلالةٍ أخرى على أن المقاومين حين يتحوَّلون إلى شهداء يصبحون ملكًا للشعب الفلسطيني بكل أطيافه.

يقول أحد كوادر حركة “فتح”: “حين خرجت الماكينة الإعلامية “الإسرائيلية” تحرِّض ضد ميدان دلال المغربي قبل ثلاثة أشهر تقريبًا من موعد افتتاحه، وكنا حينها في الشبيبة الطلابية ننظِّم أيامًا تطوعية في موقع الميدان الذي أردنا له أن يكون حدثًا رمزيًّا له دلالته.. سألت أحد القيادات في مكتب التعبئة والتنظيم: هل سيسير الحفل كما هو مخطط له؟ فأجابني بكل ثقة: لم يصل بنا الحد إلى إلغاء حفلٍ لشهيدٍ بسبب مواقف الاحتلال، خاصة هذه الحكومة الصهيونية المتطرفة.. إنها من عجائب الزمان”.

ويشير هذا الكادر الفتحاوي إلى أنه لم يخطر بباله أن يصل الهوان بقيادة سلطة رام الله والحركة إلى حد القبول بإلغاء حفل افتتاح ميدانٍ لشهيدة، فكيف إذا كانت الشهيدة دلال المغربي وما تحمله من رمزيةٍ داخل الحركة؟!.. لقد كان مقررًا أن يكون هذا الحفل بداية الدعاية لحركة “فتح” للدخول في الانتخابات البلدية في رام الله والبيرة، ولكنه تحوَّل إلى انتكاسةٍ حقيقيةٍ.

ويقول أحد الكوادر البارزين في حركة الإسلامية “حماس” في البيرة: “كلما حاولنا أن نلتقيَ مع حركة “فتح” على قاعدةٍ مشتركةٍ نسفتها من جذورها؛ فقد كان هذا الحفل عودةً إلى الجذور، ورسالةً أن المقاومة والشهداء يوحِّدون ولا يفرِّقون، ولكنهم أرسلوا إلينا رسالة بهذا العمل غير المبرَّر أن المقاومة لم تَعُد في قاموسهم؛ لا فكرًا ولا ممارسة”.

ويضيف: “هناك سخطٌ عارمٌ، خاصةً في مدينتَيْ رام الله والبيرة؛ ليس على الحدث بحد ذاته بقدر ما هو على نهج السلطة وقيادتها التي تفرِّط في كل شيء، خاصة أن حركة “فتح” تعمَّدت أن تحيط مهرجان الافتتاح بهالةٍ كبيرةٍ وضخَّمته أكثر من اللازم على أمل أن يحسن صورتها أمام المواطنين، وتكون انطلاقتها للانتخابات البلدية المقبلة، فانعكس عليها ما حدث بشكلٍ سلبيٍّ”.

وأضاف: “هم لا يفهمون من خطة “خارطة الطريق” سوى محاربة المقاومة، والشق الأمني، ووقف “التحريض”، ولكنهم لا يتكلَّمون شيئًا حين يتعلَّق الأمر بوقف “الاستيطان”، والذي نصَّت عليه “خارطة الطريق” أيضًا”.

ويقول أحد المواطنين معقبًا على تأجيل حفل الافتتاح: “إن إلغاء حفل ميدان دلال المغربي يأتي في سياق سياسة الخذلان وطعن المقاومة في الظهر، وليس غريبًا على هذه القيادة التي رهنت نفسها بالكامل للإملاءات الأمريكية والصهيونية؛ فمن العودة إلى المفاوضات غير المباشرة إلى تأجيل عرض “تقرير غولدستون”، إلى القفز عن تقرير ريتشارد فولك، إلى أن صار التنازل نهجًا لديهم في كل شيء”.

يُذكَر أن وزير الإعلام والجاليات الصهيوني “يولي أدلشتاين” وجَّه رسالة إلى بنيامين نتنياهو طالبه فيها بالتعامل بحزمٍ مع حفل افتتاح ميدان الشهيدة دلال المغربي.

وقال “أدلشتاين” في تصريحٍ صحفيٍّ: “إن نتنياهو، وكذلك وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان، نقلا رسالة احتجاجٍ إلى الولايات المتحدة حول هذه القضية؛ ما حدا بمحمود عباس إلى إلغاء الحفل”.

وأخيرًا يجب القول إنه إذا كان تكريم الشهيدة دلال المغربي تحقيرًا لقاتلها إيهود باراك، فإن عدم تكريم الشهيدة دلال المغربي لهُو تكريمٌ لإيهود باراك، بل وإعادة الاعتبار إلى تاريخه الدموي بحق الفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....