الثلاثاء 13/مايو/2025

موظفو غزة.. رحلة من المعاناة بسبب انقطاع الكهرباء

موظفو غزة.. رحلة من المعاناة بسبب انقطاع الكهرباء

مع استمرار معاناة أهالي قطاع غزة المحاصر من أزمات متلاحقة يسبِّبها انقطاع التيار الكهربي على قطاع غزة، والذي طال شرائح مختلفة من هذا الشعب الصامد؛ حيث يعاني الجميع -وعلى اختلاف أعمالهم وأعمارهم- من هذا الانقطاع الذي يحاول العدو الصهيوني من خلاله الضغط على أهالي القطاع للانفجار في وجه حكومتهم والضغط عليها لتقديم التنازلات التي تطلبها هذه الدولة منهم، وأهمها الاعتراف بما يسمَّى (إسرائيل).

                                              تأخير العمل

هبة حمدان -مديرة تحرير صحيفة “نساء من أجل فلسطين”، والتي تصدر كملحق لصحيفة “الرسالة” في قطاع غزة- تروى معاناتها في عملها، فتقول: “استمرار قطع التيار الكهربي يعدُّ كارثةً كبيرةً بالنسبة لعملي الذي يحتاج إلى متابعة دائمة والعمل المتواصل على جهاز الكمبيوتر، فأذكر أننا وأثناء عملنا في تجهيز العدد الأخير وحين وصل العمل إلى مرحلة الإخراج لم نتمكن من مواصلته بالطريقة التي اعتدنا عليها؛ وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربي والذي يؤدي إلى انقطاع النت؛ حيث يعمل الراوتر (مزود الخدمة) على الكهرباء فقط، وهذا ما عانى منه المخرج أيضًا فاضطررت للبقاء في المكتب ساعات إضافية؛ حيث اتصلت بوالدتي لترعى ابنتي الصغيرة (10 شهور) في فترة غيابي الاضطراري، وبقي التواصل بيني وبين المخرج عبْر الجوال لساعات طويلة في فترة المساء، وما زال النت مقطوعًا عنده فعدت إلى بيتي؛ علَّني أجد التيار موصولاً عندنا، ولكني فوجئت بأنه مقطوعٌ في بيتي أيضًا وهذا سبَّب لي أزمة؛ حيث كان علينا تسليم العدد في وقت محدد للمطبعة، وإلا سنضطر لتأجيله لأسبوع كامل، وهذا يضر بمصداقيتنا أمام جمهور الصحيفة”.

وتضيف: “حتى في أوقات العمل العادية أعاني من صعوبة إنجاز العمل المطلوب مني؛ بسبب توقف أجهزة الكمبيوتر عن العمل، فنقوم بتحضير المادة على الورق حتى يتسنَّى لنا طباعتها على الكمبيوتر حين تأتي الكهرباء”.
                        

                            البحث عن التيار الكهربي في بيوت الأصدقاء!

أما المصور مؤمن قريقع (22 عامًا) -يعمل مصوِّرًا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”- فيتحدث عن معاناته في عمله، والتي تضاف إلى سلسلة طويلة من صور المعاناة التي يلاقيها الصحفي الفلسطيني.

يقول قريقع: “عملي كمصور في موقع إعلامي الكتروني يتطلَّب مني السرعة في رفع المادة المطلوبة حتى يحقق الموقع السبق الصحفي كما هو معروف في عالم الإعلام، خاصةً أن غزة محطُّ أنظار الصحفيين وتربةٌ خصبةٌ للعمل الإعلامي، وتشهد يوميًّا أحداثًا وفعالياتٍ تحتاج إلى السرعة في تصويرها ورفعها للموقع.

ويبيِّن قريقع أن “انقطاع التيار الكهربي الذي تسبِّبه أزمة مفتعلة من قبل الكيان وحكومة رام الله يؤثر كثيرًا في سير عمله؛ حيث أذهب للفعالية المطلوبة مني وأصورها ثم أعود سريعًا إلى بيتي لرفعها؛ فأفاجأ بأنني لا أستطيع تشغيل جهاز الكمبيوتر بسبب انقطاع التيار الكهربي؛ ما يضطرني إلى الاتصال بأصدقائي لأسألهم إن كان لديهم مولد كهربي أستطيع من خلاله تشغيل جهاز الكمبيوتر وإرسال الصور في الوقت المحدد”.

ميزانية جديدة

هديل ح (موظفة في مكتب إعلامي يقع في الطابق الخامس من برج سكني) تقول: كثيرًا ما يسبِّب انقطاع التيار الكهربي خللاً في عمل المصعد الكهربي؛ مما يضطرها للصعود يوميًّا للطابق الخامس على الدرج، رغم أنها حامل في شهرها الخامس، ولم تقتصر المعاناة على هذا فقط، فالعمل في مكتب إعلامي يتطلَّب الاعتماد على الكهرباء في تشغيل الأجهزة الموجودة في المكتب واللازمة لسير العمل كبطاريات الكاميرات (الفيديو والفوتو) وبطاريات الجوال الذي لا يكفَّ عن الرنين طوال اليوم؛ ما اضطرَّها إلى شراء بطاريات وأجهزة إضافية للعمل عليها في حال نفاذ التيار الكهربي من البطاريات الملحقة كشواحن في الأجهزة، “وهذا كلَّفنا ميزانيةً جديدةً شكَّلت عبئًا على ميزانيتنا المتواضعة”، على حدِّ تعبير هديل.

ورغم محاولة المؤسسات الكبرى توفير مولدات كهرباء للمحافظة على سير العمل فيها فإن هذه المولِّدات لا تحلُّ المشكلة غالبًا؛ إذ تسبِّب إزعاجًا في العمل وصعوبةً في التنفس.

حذيفة اليازجي (22 عامًا) -موظف في مؤسسة “كير” الدولية- يؤكد أن استعمال المولدات الكهربية ليس حلاًّ؛ “إذ إنها تحلُّ المشكلة بشكل جزئي، ولكنها لا تستطيع تشغيل كل أجهزة أي مؤسسة كبرى في وقت واحد؛ إذ طاقتها الإنتاجية تختلف عن التيار الكهربي الأساسي، كما أن صوت المولد مزعجٌ جدًّا، ومع تكرار الاستخدام اليومي يسبِّب أمراضًا في الجهاز التنفسي بسبب إطلاقه غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يسبِّب صعوبةً في التنفس وألمًا في الرأس بسبب نقص غاز الأكسجين، هذه الحال تؤثر في القدرة الإنتاجية للموظفين في أي مؤسسة؛ ما ينعكس سلبًا على أداء المؤسسة ذاتها.

ويطالب اليازجي الدول العربية والغربية بالتدخل العاجل لوضع حدٍّ لهذه الأزمة التي باتت تشكِّل هاجسًا لكل أبناء القطاع الصابر على مختلف شرائحه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات