الأربعاء 08/مايو/2024

غازي حسين: الهولوكوست الإسرائيلي فضح من يُسمَّون المعتدلين العرب

غازي حسين: الهولوكوست الإسرائيلي فضح من يُسمَّون المعتدلين العرب

وصف المفكر والكاتب الفلسطيني الدكتور غازي حسين رئيس الدائرة السياسية لـ”طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة” المقاومةَ التي قام بها أهل غزة في الحرب الصهيونية قبل عام؛ بأنها بطوليةٌ في مواجهة “الهولوكوست” الصهيوني، وأنهم أجبروا الاحتلال على الانسحاب دون قيدٍ أو شرطٍ.

واعتبر الدكتور حسين -في الحوار الذي أجراه معه “المركز الفلسطيني للإعلام” يوم الثلاثاء (5-1-2010م)- أن الانتصار البطولي للشعب الفلسطيني استطاع أن يعرِّيَ الكيان الصهيوني كمجرمي حرب أسوأ من مجرمي الحرب النازيين، بالإضافة إلى وجوب تقديمهم إلى المحاكمة الوطنية ومحكمة الجزاء الدولية.

وأكد الدكتور غازي حسين أن “الهولوكوست “الإسرائيلي” على غزة قد فضح دور من سمَّتهم “إسرائيل” “المعتدلين العرب” في تصفية قضية فلسطين، وقد أعطى قادة الاعتدال العرب مجرمي الحرب “الإسرائيليين” الوقت الكافي لسحق المقاومة، رجالاً ونساءً وأطفالاً، وروحًا وثقافةً، وكسر إرادة شعبنا العربي الفلسطيني”.

وشدَّد على أن الاحتلال الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه في هذه الحرب الغاشمة؛ حيث إن الشعب الفلسطيني التفَّ حول المقاومة أكثر مما مضى، إضافةً إلى أن “حماس” لم تنكسر كما كان مستهدفًا من شنِّ هذا العدوان.

وإلى تفاصيل الحوار:

* بعد مرور عام على الحرب الصهيونية على قطاع غزة.. ما تقييمكم لأحداث هذه الحرب على مستوى الجانبين الفلسطيني والصهيوني؟

** ما جرى في غزة قبل عام ملحمةٌ بطوليةٌ جسَّدت استمرار التاريخ النضالي لشعبنا وأمتنا بأنصع صوره، ومنارةٌ بطوليةٌ لشعوب العالم أجمع، الواقعة تحت الاحتلال ونير الاستعمار “الاستيطاني” والنظم العنصرية.

قدَّم شعبنا في قطاع غزة لأمته انتصارًا كبيرًا في تصدِّيه ومواجهته للهولوكوست “الإسرائيلي”، ومقاومته البطولية لأشرس كيان عنصري وإرهابي في العالم، وأجبر القوات المعتدية على الانسحاب دون قيد أو شرط، فالإبادة الجماعية التي مارسها العدو جوًّا وبرًّا وبحرًا وبمساعدة من العملاء والمتصهينين في الداخل الفلسطيني، وبأحدث الأسلحة الأمريكية والأوروبية، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا وإبادة عائلات بكاملها؛ لم تحقق أهداف الحرب العدوانية، وتجذَّرت المقاومة أكثر وأكثر في قلوب وعقول وضمائر الشعب والأمة، والتحم الشعب بالمقاومة، وعلَّمت غزة العالم المقاومة البطولية والصمود والانتصار ودحر العدوان.

وعرَّى الانتصار البطولي الكيان الصهيوني كمجرمي حرب أسوأ من مجرمي الحرب النازيين ووجوب تقديمهم للمحاكمة الوطنية ومحكمة الجزاء الدولية.

* في رأيك.. هل استطاعت حرب غزة أن تُسهم في إسقاط ورقة التوت عن بعض المحاور العربية التي تصنَّف بـ”المعتدلة”؟

** جاء الهولوكوست “الإسرائيلي” على قطاع غزة في إطار المشروع الأمريكي للتسوية، وبضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، وبمعرفة رئيس السلطة الفلسطينية والرئيس حسني مبارك؛ حيث أعلنت مجرمة الحرب “ليفني” بعد اجتماعها مع الرئيس مبارك ومن القصر الجمهوري بالقاهرة يوم الخميس الموافق 25-12-2008م قرار “إسرائيل” بشنِّ الحرب على غزة. وحمَّل رئيس السلطة الفلسطينية –كذبًا وبهتانًا- “حماس” مسؤولية الحرب العدوانية التي شنَّها العدو.

وزعم مستشاره -سيئ الفعل والصيت- أن “حماس” شريكة في الجريمة، بينما علَّق أبو الغيط قائلاً إن القاهرة أرسلت التحذيرات، ومن لا يتابع التحذيرات فلا يلوم إلا نفسه.

فضح الهولوكوست “الإسرائيلي” على غزة دور ما أسمتهم “إسرائيل” بـ”المعتدلين العرب” في تصفية قضية فلسطين، وظهر بجلاء أن شلاَّلات الدم الفلسطيني واستمرار تدفقها لا تستحق عقد قمة عربية في نظر الرئيس مبارك.

وأعطى قادة الاعتدال العرب مجرمي الحرب “الإسرائيليين” الوقت الكافي لسحق المقاومة رجالاً ونساءً وأطفالاً، وروحًا وثقافةً، وكسر إرادة شعبنا العربي الفلسطيني.

قضى الهولوكوست على غزة وتهويد القدس والاستمرار في تصعيد “الاستيطان”، وارتكاب المجازر والعقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني على إمكانية القبول بالكيان الصهيوني والتعايش معه، فهو عصابة بلا قيم ولا قانون دولي، تمارس الإرهاب والعنصرية، واستلَّ الهولوكوست النازي لإقامة “إسرائيل” وتقويتها وتبرير الهولوكوست “الإسرائيلي” على شعبنا الفلسطيني.

ولكن، ألا يمكن القول إن الاحتلال الصهيوني استطاع أن يحقق أهدافه التي شنَّ حربه من أجلها؟!

صمدت غزة هاشم أمام موجات الهولوكوست “الإسرائيلي” في أعوام 1948م و1956م و1967م، وتصمد أمامها اليوم في أعوام 2008م و2009م و2010م، ولذلك لا يزال شعبنا في قطاع غزة يعيش واقعًا مأساويًّا من جرَّاء الحروب والمجازر الجماعية والحصار الجائر، وإغلاق المعابر والعقوبات الجماعية، وسياسة التطهير العرقي، وأدَّى الحصار الجائر الذي تشارك فيه أطراف عربية ودولية، ومنهم الرئيس مبارك ورئيس السلطة محمود عباس المنتهية ولايته، إلى عدم البدء في عملية إعادة الإعمار وبناء المنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الصناعية والزراعية، التي دمَّرها العدو الصهيوني، وذلك لكسر إرادة شعبنا البطل.
 
إن استمرار الحصار الظالم وإغلاق المعابر أثَّر -ويؤثر- تأثيرًا خطيرًا في صحة المواطنين وحياتهم اليومية ومستقبلهم الصحي والثقافي والاقتصادي، وتدين العهود والمواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي العقوبات الجماعية، التي تنص بشكل خاص على حماية المدنيين وتزويدهم بالحاجات الضرورية للحياة من المواد الغذائية والأدوية، فكيف تقبل قيادة “فتح” والسلطة و”المعتدلون العرب” والعالم تجويع شعبنا في القطاع ومحاصرته منذ أكثر من ثلاث سنوات؟!

فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه بالهولوكوست، ويعمل حالياً على تحقيقها من خلال استمرار الحصار ومنع إعادة الإعمار والمشاركة العربية بذلك لتمرير التسوية الأمريكية عن طريق المفاوضات العبثية التي اشترك بها رئيس السلطة المنتهية ولايته.

العالم كله يشارك في الحصار على غزة وتجويع أهلها بصمته المطبق عن الحصار وبإغلاق معبر رفح وبناء جدار العار الفولاذي وتأييد رئيس السلطة الفلسطينية لهذه الجريمة ضد الإنسانية.

* البعض يعتبر أن هذه الحرب تمكنت من ترسيخ مفهوم أن المقاومة لم تجلب للفلسطينيين إلا الويلات، وأنها لن تجد لها أنصارًا بعد الإبادة التي تسببت فيها المقاومة، ما رأيكم؟

** الاحتلال ذروة الإرهاب، والاستعمار “الاستيطاني” اليهودي أبشع وأشرس أنواع الاستعمار والنظم العنصرية الإرهابية التي عرفتها شعوب العالم.

فلقد ظهر للعيان ملحمةٌ من المقاومة البطولية والاستشهاد في سبيل الله والوطن ومواجهة الغازي والمعتدي؛ دفاعًا عن حياة الإنسان ومنجزاته، لم يعرف العالم مثيلاً لها على الإطلاق، فالصمود والثبات والمواجهة والاستعداد العالي للتضحية حالت دون تحقيق العدو لأهدافه.

إن المراهنة على هزيمة المقاومة وفشلها رهان خاسر، كما أن حلفاء الإمبريالية والصهيونية من العرب والفلسطينيين هم الخاسرون: خاسرون في الدنيا وفي الآخرة.

علمتنا مقاومة الشعوب الأوروبية للاحتلال النازي أن مقاومة الشعوب لن تفشل وستحقق النصر، على الرغم من أن تأييد الهولوكوست على شعبنا في القطاع لم يقتصر على بعض الزعماء العرب، بل شمل أيضًا بموجب ما أكدته الصحف “الإسرائيلية” موقف بعض الفضائيات والصحف التابعة لها، ومنها فضائية “العربية” وجريدتا “الحياة” و”الشرق الأوسط”، وأكد قادة العدو أن توجيه ضربة للمقاومة ولـ”حماس” يؤدي إلى تقوية محور الاعتدال العربي في المنطقة وإضعاف القوى المؤيدة للمقاومة والممانعة.

عام مر على الهولوكوست وفي الذاكرة روايات التحام الشعب بالمقاومة وصمود وبطولة وشجاعة نادرة في عصرنا سجَّلها أبطال غزة من المقاومين وشعب غزة دفاعًا عن الأرض والحقوق والوطن ورفض الإذعان لشروط العدو وحلفائه في أمريكا وأوروبا والعالم العربي.

وثبت بجلاء أن خيار المقاومة والصمود والتصدي وإرادة الحياة أأقوى من جميع أنواع الأسلحة التي بحوزة العدو، وبمناسبة مرور عام على الهولوكوست نستذكر صمود المقاومة الأسطوري، وفي الوقت نفسه انتهاك العدو لأبسط المفاهيم الإنسانية والحضارية وانتهاك العهود والمواثيق والاتفاقات والمعاهدات الدولية.

ونستذكر أيضًا كيف أن الرئاسة الفلسطينية طعنت “حماس” والمقاومة وبرَّرت الهولوكوست باتهام المقاومة التسبب بإشعال الحرب.. “كتائب القسام” وجميع الأجنحة العسكرية للمقاومة أبلت بلاءً حسنًا وتحدَّت العدوان وأفشلوه.

خذلت قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وفصائل المنظمة في رام الله شعبنا البطل في قطاع غزة ولم تسمح بتنظيم مظاهرة واحدة في الضفة الغربية تضامنًا مع شعبنا في قطاع غزة واستنكارًا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة العدوان التي ارتكبها الكيان الصهيوني.

* من خلال متابعتكم لمجريات الصراع العربي “الإسرائيلي” بشكل عام، ولحرب غزة وحرب لبنان على وجه الخصوص، هل استطاعت المقاومة أن تؤتي ثمارها؟!

** انتصرت المقاومة وانتصر معها الشعب والأمة، وفشل العدو في تحقيق أهدافه في أرض الميدان وفي السياسة، على الرغم من الدعم اللا محدود الذي قدمته الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبعض الملوك والرؤساء العرب.

وعزَّز انتصار غزة انتصار نهج الصمود والممانعة والمقاومة، ودعم سوريا وإيران وتركيا لنهج المقاومة وثقافتها.

أراد العدو من الهولوكوست كسر إرادة المقاومة وإخراجها من القطاع وتعزيز سلطة رام الله والاستمرار في نهج المفاوضات العبثية، لكن المقاومة صمدت ودخلت كل بيت وتتلقى الدعم والمساعدة من الأمة بأسرها.

وعزز انتصار المقاومة رفض التعايش والتفاوض والاعتراف بالعدو، وعلى أن يكون الحوار الفلسطيني على قاعدة المقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وعودة القدس بشطريها المحتلين للسيادة العربية، فالتخلي عن خيار المقاومة أدى بقيادة منظمة التحرير والسلطة إلى الخضوع المستمر للإملاءات الأمريكية و”الإسرائيلية” والدفاع عنها؛ ما جعل خيار التسوية ورؤية الدولتين تصل إلى الطريق المسدود.

وأثبتت نتائج الهولوكوست على غزة وحرب تموز (يوليو) 2006م أن خيار المقاومة العسكرية للاحتلال هو خيار صحيح، وأن هذا الخيار يحقق الانتصار بالتفاف الشعب حوله وتحمُّل عواقبه ونتائجه المكلفة.

وأدى غياب العمق الإستراتيجي للمقاومة في غزة إلى ارتفاع الثمن الذي دفعه الشعب بخلاف المقاومة اللبنانية في “حرب تموز” التي تعزَّزت بال

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأربعاء- إصابة 3 جنود صهاينة باشتباكات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية....