الأربعاء 08/مايو/2024

البردويل: المقاومة خيارنا لاسترداد الحقوق وحماس باتت أقوى وأشد عودًا بعد حرب الف

البردويل: المقاومة خيارنا لاسترداد الحقوق وحماس باتت أقوى وأشد عودًا بعد حرب الف

أكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن الحركة لم تَحِد عن اعتماد المقاومة كأسلوب لاسترداد الحقوق وتثبيت الأقدام على الأرض الفلسطينية، مشددًا على أن “حماس” باتت أقوى وأشدَّ عودًا بعد “حرب الفرقان”؛ بعد أن راهن العدو الصهيوني وأطراف السلطة وغيرها على انهيارها.

وقال البردويل في مقابلة شاملة اليوم الأربعاء (23-12) بمناسبة الذكرى الأولى للحرب مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، تُنشر لاحقًا، إن العدو الصهيوني رفع أربعة أهداف لهجومه على غزة، جميعها فشلت، في المقابل استطاعت “حماس” أن تفِيَ بما وعدت به من ثبات وصمود ورفض التنازل وإصرار على استمرار المقاومة.

ورفض بشدة كلَّ محاولات التهوين من الإنجاز الذي حقَّقته الحركة بثباتها وصمودها، مشددًا على أن ما أسفرت عنه الحرب هو انتصار إرادة وإفشال مخططات العدو، وهو الثبات على الموقف وتراجع العدو عن أهداف معلنة كان يتحدث عنها.

وقال: “الصمود والثبات في مفهومنا انتصار، وعدم الانكسار والاستسلام في مفهمونا انتصار، وعدم الخضوع لشروط العدو والرباعية انتصار، فنحن لن نسلِّم الراية لأبنائنا إلا مرفوعة”.

وأكد البردويل وجود العديد من الشواهد والدلائل التي تؤكد تورُّط سلطة عباس وحركة “فتح” في التآمر مع العدوان على غزة، مشددًا على أن هذه الحرب هي مصلحة صهيونية كما هي مصلحة للسلطة، ولذلك ليس غريبًا أن يكشف العدو عن اتصالاتٍ جرت بين الطيب عبد الرحيم أو أبو مازن كممثل للسلطة وأطراف صهيونية لحثِّ العدو الصهيوني على مواصلة الحرب على قطاع غزة أو تدمير مخيمَي الشاطئ وجباليا وسحق “حماس”.

وقال: “هناك شواهد أخرى من تحركات بعض كوادر “فتح” على الحدود المصرية الفلسطينية في رفح ومجيء وزراء في سلطة رام الله إلى الحدود، مثل وزير الصحة، وجاءوا لاستثمار هذا الحديث من البوابة الإنسانية للدخول إلى غزة وتفعيل كوادر من أجل الانقلاب، والتصريحات فيها نوع من البجاحة”.

وأضاف: “كنا نسمع الزغاريد عندما يُستشهد قائد من “حماس”، أو يتم ضبط عملاء من أبناء “فتح” جنَّدوا نفسهم لخدمة الاحتلال، بالإضافة إلى القضايا الرسمية والاستعدادات لدخول عناصر مدرَّبة إلى قطاع غزة.. هذه أمور سيكون لها حساب في المستقبل، ولا يمكن للشعب أن يغفر لمن تواطأ مع الاحتلال”.

وحول تهديدات العدو بشنِّ عدوان جديد، أكد القيادي في حركة “حماس” أن العدوان لا يحتاج إلى مواعيد ولا إلى مبررات، “ومن الوارد أن يقوم بجريمة؛ لأنه ارتكب مبادأةً ذاتيةً، ابتداءً بـ”دير ياسين” و”كفر قاسم” و”صبرا وشاتيلا” وغيرها، وليس انتهاءً بحرب غزة، وكان يباغت الشعب بجرائمه”.

وشدّد على ضرورة أن تكون المقاومة على جاهزية تامة، قائلاً: “ليس لنا إلا الدفاع عن أنفسنا بكل ما أوتينا من قوة، نحن لا نريد أن يشعر شعبنا بالهوَس في كل لحظة من العدوان، لكنَّ الشعب يجب أن يعيش بأمان وأن يطمئن على نفسه”.

وأشار إلى أن المؤشرات الميدانية لا تشير إلى أن هناك تحضيراتٍ لحرب شاملة وشيكة، “والعدو يحتاج إلى دعم معنوي وسياسي، ومن الصعب أن يخوض حربًا بهذه البشاعة في فترة وجيزة، والعدو يحسب حسابًا ويخشى من الهزيمة، وهذا سيسبِّب فضيحةً لهذا الائتلاف الهشِّ، هل أمريكا جاهزة لأن تخوض مع الكيان الصهيوني حربًا بشعةً بهذا الشكل في الوقت الذي تعاني فيه من جرائمها في أفغانستان والعراق؟! ولكن رغم كل هذه التقديرات والتحليلات إلا أن اليد يجب أن تكون ضاغطةً على الزناد، ويجب أن نكون مهيئين لصدِّ أي عدوان”.

وحول بعض المزايدات التي تمارسها بعض الفصائل، لا سيما حركة “فتح” و”الجبهة الشعبية”، حول مدى تمسك “حماس” بالمقاومة؛ رأى البردويل أن هناك جناحًا في “الجبهة الشعبية” يعمل لصالح “فتح” وإعلامها بطريقة مدفوعة الأجر، وهو يتبنَّى مقولة “فتح”، ويمارس التعاون من خلال التحرك باتجاه عمليات عسكرية وهمية عبر مجموعات ليس لها إرادة القتال ولا مواجهة العدو، بل تمارس استعراض عضلات استفزازية لإحراج “حماس” وإظهارها كأنها تقمع المقاومة، وبالتالي هي حركة وحركة “فتح” سواء على نفس القاعدة.

وشدَّد على اعتماد الحركة المقاومة كأسلوب لاسترداد الحقوق، وتثبيت الأقدام على الأرض الفلسطينية، “وبالتالي هي ليست غاية وإنما وسيلة لتحقيق الأهداف، وطالما لم يتحقق ذلك فإن المقاومة ستبقى الوسيلة الأكثر جدوى”.

وقال: “المقاومة شاملة، وعلى رأسها المقاومة المسلَّحة ويأتي بعدها الممانعة السياسية، مثل رفض الاعتراف بالكيان وتصفية القضية، ورفض الاستسلام لإرادة المحتل ومشاريع الهيمنة الأمريكية، هذا مفهوم المقاومة السياسية والمقاومة الاقتصادية؛ فشعبنا ابتدع كلَّ الوسائل لإدخال اللقمة إلى أهل قطاع غزة وعدم دفع أثمان السياسة مقابل اللقمة.. هذا نوع من الإبداع المقاوم.. المقاومة عبر وحدة الشعب”.

وإلى نص المقابلة:

تقييم بعد عام من العدوان

* الآن بعد نحو عام من الحرب الصهيونية الغاشمة على غزة.. ما تقييمكم لها؟ وإلى أي مدى نجح الكيان في تحقيق أهدافه المعلنة منها؟

** نحن نُقيِّم الحرب من خلال الأهداف التي أراد العدو أن يحققها، ومن خلال ما وعدت به “حماس” الشعب قبل الحرب، وهل تحقق أو لا؟ ومن الواضح أن العدو الصهيوني وضع لنفسه أربعة أهداف؛ أولها إسقاط نظام “حماس” في غزة وملاحقة واعتقال وقتل كل قادتها، والهدف الثاني منع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، والهدف الثالث فرض نوع من الاستسلام تحت بند هدنة ومنع استيراد أو تهريب السلاح إلى القطاع، والهدف الرابع هو الإفراج عن شاليط الأسير.

في واقع الأمر أن العدو الصهيوني من خلال الحرب لم يحقق أيًّا من هذه الأهداف، فظلت “حماس” وظلت الحكومة الشرعية وقيادتها بخير، وقواتها لم يصبها الانهيار، وصحيح أنها قدمت العشرات من قيادتها ومن كوادرها ومن جنودها شهداء أو جرحى، لكنها لم تصب بالانهيار، بالعكس، خرجت أكثر قوةً، والجندي الصهيوني غلعاد شاليط لم يتحرر، واضطر الكيان للتفاوض عليه من أجل إبرام صفقة، وشعبية “حماس” لم تنقص، والشاهد على ذلك مهرجان انطلاقة “حماس”، الذي انطوى على حشد جماهيري أكبر من الأعوام السابقة.

وأما عن قضية التهريب فإن الكيان وأمريكا ومصر يحاولون بناء الجدار، وهذا ما يدلل على أن هذه المحاولة أيضًا فشلت، ولم يستطيعوا أن يمنعوا إطلاق الصواريخ و”حماس” هي صاحبة المبادرة بذلك، وهي التي استطاعت حتى اليوم الأخير من الحرب أن تطلق الصواريخ.

إذن الأهداف المعلنة وغير المعلنة لم تتحقق، فضلاً عن الفضائح التي لحقت بالكيان و”تقرير غولدستون”؛ الذي بيَّن حقيقة هذا الكيان، والتغيُّر الكبير الذي حدث في الرأي العام الأوروبي والدولي تجاه هذا الكيان وعدوانيته، وهذا كان له أثر بالغ في الهزيمة السياسية لهذا الكيان.

أما ما وعدت به حركة “حماس” فدائمًا عبَّرت أنها صاحبة حق، وأنها ستدافع عن أبناء شعبها، وأن قادتها سيكونون في الميدان، وأن الكيان لن يستطيع ليَّ ذراعها، وأن شعبيتها تزداد، وأن شاليط لن يرى النور إلا بصفقة تبادل مشرفة، ولا أحد يستطيع منع صواريخ المقاومة لأنها حق مشروع، فكان كل ما أرادت “حماس” وخسئ العدو الصهيوني.

إذن كل الذين راهنوا على انتصار العدو سقط رهانهم، وإذا ما اعتمدنا نتائج هذه الحرب على غزة بعد عام من حدوثها فإن إرادة المقاومة لا تزال حيةً، والتفاف الجماهير حول “حماس” لا يزال قويًّا، وتحسَّنت صورتها أمام العالم واكتُشفت سوءة العدو، وتراجع العدو عن الحديث عن سحق “حماس”، باعتراف محللين سياسيين، الذين أكدوا أنه لا يمكن سحق “حماس” وهي بهذه الشعبية الكبرى.. نحن نعتبر أنه رغم الألم أثبتت “حماس” أنها خيار الشعب وأنها القادرة على حماية الشعب وثوابته وهي أكثر قوة من ذي قبل وهي نتيجة حرب شرسة.

أوجه انتصار “حماس”

* هذا يقودنا إلى الحديث عن انتصار المقاومة وانتصار “حماس”.. ما وجه الانتصار في ظل ارتفاع حجم الضحايا؟

** هذا يعتمد على مفهوم الانتصار، وهو انتصار إرادة، وإفشال مخططات العدو، والثبات على الموقف، وتراجع العدو عن أهداف معلنة كان يتحدث عنها، وكذلك الصمود والثبات في مفهومنا انتصار، وعدم الانكسار والاستسلام في مفهمونا انتصار، وعدم الخضوع لشروط العدو والرباعية انتصار، فنحن لن نسلِّم الراية لأبنائنا إلا مرفوعة، وزيادة شعبية “حماس” انتصار.. كل هذه الملامح هي بداية على طريق انتصار الحق على الباطل، ومخطئٌ من يعتبر الشهداء والبيوت المدمرة دليلاً على الهزيمة.

الملاحقة الدولية للاحتلال

* من ضمن آثار الحرب تعزيز الملاحقة الدولية للكيان الصهيوني وإظهار وجهه الدموي.. إلى أية درجة هذا الأمر مهم، لا سيما بعد صدور “تقرير غولدستون” الذي لم يعد أحد يتحدث عنه ولا عن تفعيله في ملاحقة الكيان؟!

** بلا شك هذا الكيان قام على أساس خدعة كبيرة؛ هو أنه شعب مظلوم ملاحَق، وتعرَّض لمحارق ومذابح، وإن إنقاذه وإعادة توطينه واجبٌ على كل العالم ليكفِّر عن جريمته، وللأسف العالم يساند الكيان بطريقة عمياء في كل ما يفعل، ويبرر له كل ما يقوم به من جرائم ضد الشعب؛ من احتلال وإبعاد وتهجير وهيمنة على المقدسات والثروات ومصادرة أراضي، اليوم وبعد الحرب على غزة التي انكشفت على الهواء مباشرةً وأظهرت مدى شراسة هذا العدو وعدوانيته، وبعدما فُضح الكيان على يد المنظمات الحقوقية في العالم تراجعت الصورة التي تسكن معظم جماهير الشعوب في العالم، فصار الكيان كيانًا عدوانيًّا، قادته ملاحقون، وصورته ملطخة بدماء أطفال غزة.. هذا سيكون له أثره في جفاف الدعم المعنوي والسياسي والعسكري لهذا الكيان، ولكن بشرط أن يتم استثمار “تقرير غولدستون” بشكل قوي وبشكل منظَّم ومستمر، ولذا فالضغط الذي مارسته “حماس” على السلطة ورئيسها كان له أثر كبير جدًّا في إعادة التقرير في مجلس حقوق الإنسان والنتيجة التي وصلنا إليها، لكن هيمنة منظمة التحرير والسلطة على التمثيل الفلسطيني في المؤسسات الدولية؛ جعل تفعيل التقرير حكرًا على هذه الجهات للأسف التي

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأربعاء- إصابة 3 جنود صهاينة باشتباكات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية....