الجدار الفولاذي.. فكرة أمريكية عنصرية لخنق غزة واستياء من السلوك المصري

دخلت فكرة بناء جدار فولاذي على الحدود الفلسطينية المصرية حيِّز التنفيذ، بإشراف أمريكي فرنسي مصري.. الجدار أوجد حالةً من السخط والحنق الشديدين تجاه التصرفات المصرية الموافقة على بناء جدار الفصل الفولاذي؛ حيث اعتبر المواطنون الفلسطينيون هذا الجدار يدخل في إطار تشديد الحصار على الغزيِّين بعد ثلاثة أعوام من الصمود في وجه الحصار المفروض عليهم من الاحتلال والسلطات المصرية.
إشراف أمريكي فرنسي
وذكر موقع “تيك دبكا” الاستخباري الصهيوني نقلاً عن مصادر عسكرية مطلعة أن رئيس المخابرات العسكرية الفرنسي تفقَّد الضباط الفرنسيين المشرفين على إقامة “الجدار الفولاذي” على الحدود المصرية مع قطاع غزة بالتعاون مع القوات الأمريكية والمصرية.
وحسب الموقع الذي نشر الخبر يوم السبت (19-12)؛ فإن زيارة المسؤول الأمني الفرنسي جاءت بغيةَ الاطِّلاع عن كثب على مجريات إقامة “الجدار الفولاذي”، مشيرًا إلى أن الجدار هو الجدار الأول في العالم الذي يُعدُّ من أجل منع حفر الأنفاق تحت الأرض، ومنع تهريب أية مساعدات لمنظَّمات وصفها بـ”الإرهابية”.
وأوضحت المصادر أن “القوات المصرية والفرنسية والأمريكية تشرف على تركيب أجهزة استشعار خاصة؛ وظيفتها الإبلاغ عن أية محاولة لاختراق “الجدار الفولاذي” أو إبعاد الصفائح عن بعضها”.
وتقوم القوات بالحفر داخل الأرض وزرع الألواح الفولاذية؛ حيث تستعمل أجهزة ليزر متقدمة لضمان عدم وجود أي فراغ بين الألواح، كما تمَّ تركيب كاميرات مراقبة متقدمة على امتداد مكان الجدار، والتي تستطيع التصوير في الليل ومختلف حالات الطقس.
وحسب الموقع الصهيوني، أنجزت القوات المتعددة نحو 5.4 كيلو مترات من “الجدار الفولاذي” الذي سيمتد على طول محور صلاح الدين الحدودي الذي يصل طوله إلى نحو 14 كيلو مترًا.
وأشار “تيك ديبكا” إلى أن “الاستخبارات الأمريكية والفرنسية ترى أن نجاح هذا الجدار الذي سيحاصر قطاع غزة سيشكِّل انطلاقةً جديدةً نحو مشاريع أخرى لمكافحة “الإرهاب” في مختلف المناطق حول العالم.
من جهة أخرى عبَّرت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية أمس السبت (19-12) عن قلقها بشأن المعلومات الواردة حول إقامة مصر جدارًا أرضيًّا على حدودها مع قطاع غزة، مشيرةً إلى أنها تنوي إجراء اتصالات رسمية في هذا الإطار.
وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في تصريح صحفي وزِّع على وسائل الإعلام: إن “الحكومة تعبِّر عن قلقها من جرَّاء المعلومات الواردة بشأن إقامة جدار أرضي على حدود غزة مع مصر، ونعلن نية الحكومة إجراء اتصالات رسمية بالقيادة المصرية؛ لمعرفة ما يجري في إطار التحرك الدبلوماسي بخصوص هذه القضية”.
وأضاف النونو أنه “في الوقت الذي نؤكد فيه السيادة المصرية لأراضيها؛ إلا أننا نتطلع إلى عدم اتخاذ أية إجراءات من شأنها زيادة الحصار على أبناء شعبنا بل نتطلَّع إلى إجراءات لإنهاء هذا الحصار”.
وتابع: “نؤكد أن قطاع غزة والشعب الفلسطيني بأكمله لم يكن في أي يوم من الأيام ولن يكون خطرًا على الأمن القومي المصري؛ لإيماننا أن أمن مصر من أمننا واستقرارها من استقرارنا؛ بل ويشكِّل قوةً لنا، فغزة على التخوم المباشرة للأراضي المصرية وجزء من غلافها الجغرافي، ونحن حريصون على سلامتها وأمنها”.
وأكد النونو أن “العدو الحقيقي والمهدِّد للأمن لنا ولمصر الشقيقة إنما هو العدو الصهيوني؛ الذي يهدِّد أمن المنطقة برمَّتها، ويحاول العبث فيه وزرع التوترات هنا وهناك”.
أمن مصر من أمن الفلسطينيين
من جهته أكد فتحي حماد وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية حرص حكومته على الأمن المصري، قائلاً: “إن أمن مصر واستقرارها من أمن الفلسطينيين واستقرارهم”، معبِّرًا عن قلقه مما يجري على الحدود المصرية الفلسطينية.
وقال إيهاب الغصين الناطق باسم الداخلية في بيان صدر عنه السبت (19-12) تلقَّى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه: “إن وزير الداخلية شدَّد خلال اتصالٍ هاتفيٍّ بمسؤولين في الحكومة المصرية على أن وزارته تعمل على السيطرة على ما يقوم به بعض المواطنين من إطلاق النار على الحدود الفلسطينية المصرية”.
وأشار إلى أن حماد طالب الحكومة المصرية بخطواتٍ نحو رفع الحصار ومساعدة الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الخطر الحقيقي هو العدو الصهيوني، وقال: “إن غزة لم تكن خطرًا في يوم من الأيام على أمن مصر القومي ولن تكون”، مؤكدًا أن “الشعب المحاصر لم يعُد يحتمل مزيدًا من الحصار ولا الضغط عليه”.
الجدار لخنق الغزيِّين
وأشارت الحركة على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم أمس السبت (19-12) إلى أن تلك الخطوة تأتي أيضًا بعد الفشل الصهيوني والأمريكي في تدويل حدود القطاع بعد الحرب الأخيرة على غزة، والتي فضحت الكيان الصهيوني وكلَّ حلفائه الداعمين والمتعاونين معه، موضحةً أن الاستحقاق القومي والأخلاقي والإنساني والديني يتطلَّب من مصر وكلِّ الدول العربية والإسلامية إفشال هذه المخططات، وفكَّ حصار قطاع غزة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، لا سيما أن “تقرير غولدستون” اعتبر حصار غزة جريمةً ضد الإنسانية والقتل الصهيوني المتواصل لأهل غزة جرائم حرب.
وأكدت الحركة أن التهديد القادم على مصر وغزة هو من الكيان الصهيوني، وتصريحات ليبرمان والمتطرفين الصهاينة التي استهدفت العرب والمصريين والفلسطينيين تدلِّل على ذلك، وأن غزة لن تشكِّل في يوم من الأيام خطرًا على مصر؛ بل هي بوابة الأمان للشعب المصري.
واعتبرت الحركة تصريحات عباس المؤيدة لهذا “الجدار الفولاذي” هي بمثابة تأكيده استمرار الحصار والتضييق على حياة سكان القطاع لضمان بقائه واستفراده بالقضايا الرئيسية للشعب الفلسطيني.
وكان رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس قد أيَّد إجراءات مصر على حدودها الشرقية مع قطاع غزة، وقال لصحيفة “الأهرام” المصرية: “إن هذا الأمر يتعلق بسيادة مصر على أراضيها”.
الغزيون يرفضون الجدار
ويقول المواطن أدهم أبو حزين لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” -معلقًا على قضية “الجدار الفولاذي”-: “إنني أعتقد اعتقادًا جازمًا أن السلطات المصرية تُقحم نفسها في متاهات تنمِّي في قلب الفلسطينيين معاني الشك تجاهها”، وتساءل أبو مصطفى قائلاً: “لماذا تقوم مصر ببناء هذا الجدار؟ ولماذا بهذا الاهتمام وهذه الأهمية؟!”.
أما الطالب مروان نصر الله فيقول: “مصر تريد أن ترسل رسالةً إلى الفلسطينيين، خاصةً إلى أهالي قطاع غزة، مفادُها أننا نريد أن نشدِّد عليكم الحصار المفروض عليكم؛ لأنكم اخترتم خيار المقاومة”، واعتبر نصر الله موافقة مصر على بناء هذا الجدار عنصريةً مقيتةً، يجب أن تبتعد عنها مصر، وينبغي عليها ألا تجازف في الانجرار خلف الرؤية الأمريكية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...