الأربعاء 08/مايو/2024

الأسطل: المستقبل يبشر بالنصر وكل الرهانات على إسقاط حماس واحتوائها فشلت

الأسطل: المستقبل يبشر بالنصر وكل الرهانات على إسقاط حماس واحتوائها فشلت

أكد الدكتور يونس الأسطل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وعضو كتلتها البرلمانية أن الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الحركة في الداخل والخارج؛ استطاعت أن تقنع كثيرين من أحرار العالم بأنها تمتلك الشرعية التي لا يكاد يوجد لها مثيل، سواءٌ من حيث قيادتها المقاوِمة وتمسكها بها، أو من خلال نسبة الأصوات التي حصلت عليها أو من حيث نزاهتها.

واعتبر الأسطل -خلال مقابلة أجراها معه المكتب الإعلامي لحركة “حماس” في خان يونس تلقَّى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخةً منها أمس الجمعة (11-12) وننشرها كاملةً- أن الحركة “غيَّرت وجه المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية؛ حيث شهدت الانتفاضة الأولى ميلاد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي أدخلت الدين والعقيدة سلاحًا في المعركة”.

وشدَّد الأسطل على أن “كل الرهانات على القضاء على الحركة وتقويضها أو ترويضها، سواء من العدو الصهيوني أو من بني جلدتنا ومن قوى إقليمية ودولية معادية، فشلت، كما فشلت كل محاولات تحريض الشعب ليهبَّ في وجه الحكومة، لكنَّ ذلك لم يزِد الشعب إلا التفافًا حول الحركة وتأييدًا لها، وباءت كل هذه المحاولات بالفشل الذريع”.

وعبَّر الأسطل عن ثقته في المستقبل، مبشرًا بأن النصر والتمكين سيكون حليف المؤمنين الموحدين.

ووجَّه القيادي في “حماس” خلال المقابلة رسالتين: “الرسالة الأولى إلى الشعب الفلسطيني؛ أن حركة “حماس” ليست حركةً سياسيةً فحسب، بل هي حركة دعوية؛ لا تبحث عن الدنيا ولا عن المناصب إلا بمقدار ما تسخِّر كل ذلك في خدمة الإسلام والمقاومة والشعب والقضية؛ لذلك أقدم النصيحة الصادقة بوجوب الاستمرار في دعم هذه الحركة؛ حتى يتحقق التحرير والحرية والكرامة إن شاء الله تعالى”.

أما الرسالة الثانية فقد وجَّهها الأسطل إلى حركة “حماس” وأبنائها، قائلاً: “إنني أتوجَّه إليكم بضرورة إخلاص الجهاد لله، والمزيد من إعداد القوة مع التوكل على الله وحده، والاستمرار في الالتحام بالشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وفي مقدمتها الشعوب العربية، مع الصبر على الأذى، والصمود في وجه التحديات؛ فإن آمال الأمة الإسلامية بعامة والشعب الفلسطيني بخاصة أضحت معقودةً عليكم”.

وفيما يلي نص الحوار:

* بدايةً.. ماذا تقوله في الذكرى الثانية والعشرين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”؟

** إننا نعيش هذه الأيام الذكرى الثانية والعشرين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي غيَّرت وجه المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية؛ حيث إن مقاومة الاحتلال كانت قبل ذلك ذات طابع يساري أو علماني، بينما شهدت الانتفاضة الأولى ميلاد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي أدخلت الدين والعقيدة سلاحًا في المعركة؛ لذلك فقط كُتب للانتفاضة الأولى أن تعمَّر سبع سنين، ولولا ذلك لبقيت مظاهراتٍ تخبو بعد يوم أو يومين أو في أسبوع على الأكثر، كحال عشرات المرات التي كانت قبل تاريخ الثامن من كانون الأول عام 1987م.

وشاء الله أن تتصاعد المقاومة من الحجر إلى السكين إلى الرشاش، ثم العمليات الاستشهادية والسيارات المفخخة في سنوات معدودة، وهو ما جعل الصهاينة يُدركون أن من المستحيل القضاء على المقاومة المتصاعدة ولو بإبعاد 400 من قادتها، وقد دفعهم ذلك إلى القبول بإنشاء السلطة الوطنية التي تعهَّدت بأمن الاحتلال والتصدي للمقاومة، وقد تمكَّنوا في الفترة بين 1994 م- 2000م من تحجيم المقاومة إلى حدٍّ كبيرٍ، إلى أن قيَّض الله عز وجل انتفاضة الأقصى أن تندلع من جديد، فدخلت الحركة فيها بقوة، وكان لا بد من تطوير وسائل المقاومة، فظهرت أولاً قذائف الهاون، ثم القذائف الصاروخية، ثم اهتدينا إلى حرب الأنفاق والعبوات الناسفة، وهو ما جعل الاحتلال يفرُّ من قطاع غزة في أقل من خمس سنين كما هرب بليل من جنوب لبنان عام 2000م.

وقد كان من بركات انتصار المقاومة على الاحتلال أن يبايع الشعب الفلسطيني حركة “حماس” في الانتخابات البلدية والتشريعية، وقد نتج من ذلك حصار متعدد الأشكال، غير أن الله عز وجل أعان الحركة على تخطِّي تلك العقبات جميعًا، وكان انتصار الحركة في مواجهتها لا يقل عن انتصارها عسكريًّا على الاحتلال وسياسيًّا في الانتخابات وتشكيل الحكومة الفلسطينية.

إن اندلاع الانتفاضة كان عفويًّا بسبب حادث المقطورة الشهير الذي راح ضحيته أربعة شهداء من جباليا، وما إن تصاعدت المظاهرات حتى التأمت قيادة الإخوان المسلمين في غزة وقرَّرت تشكيل جناح عسكري ليقود الانتفاضة ويساعد في تأجيجها؛ لذلك فقد كان الإعلان عن انطلاق حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في يوم 14-12-1987م.

ثم كان فرز العمل المسلَّح باسم خاص حمل لقب “كتائب الشهيد عز الدين القسام”؛ ليبقى اسم الحركة شاملاً أنشطتها الدعوية والاجتماعية وغيرها، وفي اعتقادي لولا انطلاقة “حماس” لتوقَّفت الانتفاضة الأولى في بضعة أسابيع إن لم يكن في أيام معدودة.

* هل يمكن التحدث عن أهم العقبات التي واجهت الحركة عند نشأتها؟

** يمكن الإشارة إلى أن أهمَّ العقبات التي واجهت الحركة في بداياتها تتركَّز في النقاط التالية:

1- إقدام الصهاينة على مواجهة الحجارة بالرصاص الحي في كثيرٍ من الأحيان؛ ما وضع تحديًا أمام الحركة في ضرورة الحصول على السلام.

2- إقدام الصهاينة على اعتقالات واسعة بين الحين والآخر في صفوف الحركة؛ كانت تصل أحيانًا إلى ألف شخص خلال فترة قصيرة جدًّا.

3- إقدام الصهاينة على إبعاد النخبة القيادية في الصف الأول والثاني بصورة شبة كاملة؛ ما يربك المقاومة فترةً لا تزيد عن شهر حثي تتمَّ لملمة التنظيم من جديد.

4- صعوبة الحصول على السلاح؛ نظرًا لقلة الموارد من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم تيسيره بسهولة.

5- وجود فصائل أخرى ترى في تمدُّد “حماس” شعبيًّا خطرًا عليها؛ ما جعلنا نعاني كثيرًا في السجون وخارجها؛ لأنهم يصنِّفوننا في رأس قائمة أعدائهم إن لم نكن العدو الأوحد.

6- ضعف التغطية الإعلامية للحركة؛ ما جعل بعض الفصائل الأخرى تقوم بسرقة عمليات “القسام” وتنسبها إلى نفسها حتى تكسب المزيد من الأنصار.

7- نشاط الجواسيس بصورة كبيرة، وهو ما جعل الحركة مضطرةً إلى ملاحقتهم، وهذا يؤدي إلى خصومة مع عائلاتهم وتنظيماتهم.

8- ارتفاع عدد كبير من الشهداء، وغياب المئات من الأسرى؛ ما جعل الحركة تتحمل أعباء مالية واجتماعية في كفالة أولادهم وأهلهم، رغم ضيق ذات اليد.

* ماذا تتذكر من المواقف المشرفة لقادة الحركة عند تأسيسها؟

** من المواقف المشرِّفة لقادة الحركة وجنودها ما نلخصه في النقاط التالية:

1- معظم قيادات الحركة تعرَّضوا للاعتقال والاغتيال وتقديم أبنائهم شهداء.

2- قدرة المجاهدين على مواجهة الاحتلال، رغم قلة الإمكانيات والظروف الأمنية العسيرة، مع عجز الاحتلال عن القبض عليهم رغم المطاردة سنين طويلة.

3- كان تصعيد الصهاينة لأدوات القمع وتكسير العظام والمواجهة بالرصاص دافعًا إلى تطوير وسائل المقاومة، وهو ما وصل إلى حدِّ السيارات المفخَّخة.
4- تطهير المجتمع من الرذيلة والعملاء إلى حدٍّ كبيرٍ.

5- نجاح المبعَدين في الصمود في مرج الزهور وإصرارهم على العودة؛ حتى تحقَّق لهم ذلك في غضون سنة واحدة، هذا بالإضافة إلى أن وجودهم في مرج الزهور مثَّل موقعًا إعلاميًّا متقدمًا للحركة والمقاومة والقضية الفلسطينية.

* هلا حدثتنا عن كيفية مرور الذكرى الأولى للحركة عام 1988م؟

** إن الذكرى الأولى للانطلاقة في أواخر عام 1988م كانت الحركة فيها في محنة؛ بسبب الاعتقالات الواسعة، وازدياد عدد الشهداء والجرحى والمطاردين.. من هنا فإن سنوات الانتفاضة الأولى لم تكن تشهد احتفالاتٍ بذكرى الانطلاقة إلا من خلال البيانات أو بإعلان الإضراب الذي يشلُّ الحركة تمامًا؛ فلا السيارات تتحرك ولا الأسواق تفتح أبوابها، وهو ما كان يغيظ الاحتلال بصورة كبيرة حتى ذهب لفتح المحالِّ التجارية بالقوة لمنع الإضراب.

* مَن أبرز المؤسسين الأوائل للحركة بخان يونس؟ وهل من نبدة مختصرة عنه؟

** كان من أبرز رموز خان يونس في قيادة الحركة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وكان يحمل الماجستير في طب الأطفال، وكان قد لمع نجمه حينما رفض أن يدفع الضرائب للعيادة الخاصة به لقوات الاحتلال؛ ما جعلهم يدهمون عيادته ويصادرون أجهزته وأدواته واعتقاله عدة مرات، وكان يقاوم الاعتقال بالاشتباك اليدوي مع الضباط الصهاينة، فضلاً عن تميُّزه كطبيبٍ متفوقٍ علميًّا وأخلاقيًّا ودعويًّا؛ حيث كان يكتفي من المرضى بما تيسَّر من الأجرة، ومن علم حاجته كان يرفض أخد مكافأة على علاجه، ثم إنه اتَّسم بالجرأة في الحق وحب المغامرة، وهو ما أهَّله لأن يكون في الموقع القيادي الأول في محافظة خان يونس مع إخوان كرام؛ من أمثال مجدي عقيل، وخليل أبو ليلة، ومحمد شبير، وآخرين.

* كيف ترى مستقبل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في المرحلة القادمة؟

** ثقتنا بالله كبيرة، والمستقبل لهذا الدين، والتمكين سيتحقق، ولذلك نعتقد أن “حماس” تؤسس اليوم للخلافة الإسلامية الراشدة التي ستكون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ثم تمتد إلى كل مكان.

وهنا نشير إلى أن الحركة حقَّقت نجاحًا كبيرًا في عمرها القصير بفضل الله عز وجل ومعيته، وهو ما يبشِّر بتصاعد الإنجازات واستمرارها حتى نصل إلى إعلاء هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون.

* وماذا عن مرحلة الانتخابات والحكومة ومدى تأثيرها في الحركة؟

** لعل النجاح الكبير في القدرة على إزاحة الصهاينة عن كاهل قطاع غزة، ثم التصدي للتوغلات شبه اليومية في مناطق القطاع المختلفة، ومؤخرًا القدرة على صدِّ الهجمة الصهيونية الجنونية فيما يسمَّى “معركة الفرقان”.. كل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات