الأربعاء 08/مايو/2024

شلهوب: قضية شاليط باتت مقلقةً للاحتلال ولكنه بدأ الانكسار وسيرضخ في النهاية

شلهوب: قضية شاليط باتت مقلقةً للاحتلال ولكنه بدأ الانكسار وسيرضخ في النهاية

قال المحلل السياسي فرج شلهوب: “إن قضية الجندي الصهيوني الأسير لدى فصائل المقاومة غلعاد شاليط باتت مقلقةً للاحتلال؛ لما تمثله من استنزاف لهيبة الكيان الصهيوني”، داعيًا القوى الآسرة لشاليط إلى “كسر إرادة العدو”.

وتوقَّع شلهوب، في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الثلاثاء (8-12) يُنشر لاحقًا، أن يأخذ ملف تبادل الأسرى وما يسمى صفقة شاليط بعض الوقت، قائلاً: “إن الاحتلال سيحاول من خلالها أن يمارس ما يستطيع لتخفيض الثمن الذي ستحصل عليه المقاومة، عبر الضغوط والمناورات والإيهام أن ثمة خطوطًا حمراءَ لن يُسمح بتجاوزها”.

وتابع: “الحقيقة تؤكد أن الاحتلال بدأ الانكسار وهو حريصٌ على إتمام الصفقة وليس أمامه مفرٌّ من فعل ذلك، وسيحاول تقليص الثمن، لكنه في النهاية سيرضخ”.

ودعا شلهوب القوى الآسرة لشاليط إلى “كسر إرادة العدو”، مشيرًا إلى أن “ثمة فرصةً استثنائيةً لكسر إرادة المحتل، وكسر ما حاول تكريسه من مسلَّمات، مثل رفض الإفراج عن “أسرى مع دم على الأيدي” -كما يقولون في الجانب الصهيوني- أو تحييد الأسرى المقدسيين أو من مناطق الـ48، مبينًا أنها “مغازٍ خطرة لا يجوز التسليم بها وخذلان من نصر القضية وضحَّى في سبيلها”.

وشدَّد شلهوب على ضرورة أن “لا يتمَّ التفريط بقادة الأسرى من رجال “القسام” الكبار، الذين يضغط الاحتلال لتجاهلهم، وكذلك عدم التفريط في إطلاق الأسيرين مروان البرغوثي وسعدات”، داعيًا إلى “أسْر مزيد من الجنود الصهاينة وجعْل ذلك أولويةً قصوى لقوى المقاومة”.

من جانب آخر قال المحلل السياسي فرج شلهوب: “إن رجالات السلطة راهنت على التهديد بإجراء الانتخابات التشريعية مطلع العام القادم كوسيلة لابتزاز “حماس”؛ للتوقيع على صكِّ الانكسار الممثَّل بالتوقيع على الوثيقة المصرية المزورة”، وتابع: “فلما أصرَّت “حماس” على عدم الخضوع للابتزاز والتهديد وعدم توقيع ما لم توافق عليه حتى إذا ما اكتشفت أن نزقها وضعها في مأزق؛ ذهبت تبحث عن مخارج، فزعمت أن رفض “حماس” السماح بإجراء الانتخابات في غزة حال دون إجرائها، في خطوةٍ سمجة، وكأن “حماس” كان يمكن أن تقبل أن تتعاون مع خطوة أحادية تريد إخراجها من اللعبة السياسية”.

وعبَّر شلهوب عن اعتقاده أن “سلطة رام الله بعد فشل خطتها التهديد بالانتخابات ستحاول الذهاب إلى “المجلس المركزي” للمنظمة التي دعته للانعقاد الأسبوع القادم، للتمديد لأبو مازن؛ ما يعني بقاءه رئيسًا مع تأجيل أي استحقاق للانتخابات لحين تتبين سلطة رام الله من وضعها السياسي”.
 
ولفت شلهوب إلى أن “المعضلة التي سيقفون أمامها هي التمديد لـ”التشريعي” أم اعتباره في حكم المنحل، عند حلول الـ 25 من كانون ثاني (يناير).. فإن سمحوا بالتمديد فهذا يعني قبولهم بقاء “حماس” في المشهد، وهذه مشكلة لهم، وإن ذهبوا باتجاه تكريس الحل لـ”التشريعي”، فهذه مشكلة أخرى؛ لأن هذه الخطوة مطعونٌ بها دستوريًّا، وستفتح الأعين على شرعية “المجلس المركزي” نفسه وحدود صلاحياته التي ليس من بينها التمديد للرئيس ولا إنهاء ولاية “التشريعي”، وشرعية مؤسسات المنظمة غير المنتخبة ومنتهية الصلاحية ، منذ عقد ونصف”.

ورجَّح شلهوب أن “تركِّز سلطة رام الله على شرعنة بقاء أبو مازن، واصفًا إياه بأنه “مربط الفرس بالنسبة لهم”، “وستكف عما هو بعد ذلك.. لا تمديدًا ولا عزلاً”.

وحول وجود أمل -إن كان يلوح بالأفق- بخصوص المصالحة، قال شلهوب: “لا أمل في حدوث مصالحة حقيقية على قاعدة وطنية، مع قادة التنسيق الأمني”.
 
وأشار إلى “إمكانية وجود فرص لمصالحة شكلية على أساس ميزان القوى القائم بين “حماس” وجنرالات التنسيق”، واصفًا إياها بـ”الممكنة، ولكن تحتاج لبعض الوقت، وستكون على شكل هدنة”.

واعتبر أن “من يحكمون في رام الله يرون أنفسهم أقرب رحمًا للاحتلال، وأن عداءهم الأول مع “حماس” والمقاومة، وحتى لا يخسروا امتيازاتهم فهم مستعدُّون لمزيد من الاندماج في مشروع الاحتلال، والذهاب حتى نهاية الشوط في خصومة (حماس)”.

وحول الموقف الصهيوني من “الاستيطان”، قال شلهوب: “نتنياهو يمارس المناورة ولكن على المكشوف؛ فهو يرفض تجميد “الاستيطان” حتى لبعض الوقت، وهذه ما أعلنه عشرات المرات، ولكن أمام إلحاح الجانب الأمريكي على إعطاء بارقة أمل ولو شكلية على هذا الصعيد، بعد وصول عملية التسوية إلى طريق مسدود؛ رأى نتنياهو أن ثمة إمكانية للوفاء بالتزاماته تجاه استمرار “الاستيطان”، وإرضاء الأمريكان بإعطاء صورة أن ثمة استجابةً وتجميدًا يستجيب لرغبة واشنطن المعلنة”، معتبرًا أن الموقف الأمريكي فيه محاولة لإنقاذ عباس وفريقه.

وأكد شلهوب أن استهداف الفلسطينيين المقدسيين ومساكنهم “مسألة مسلَّم بها أمريكيًّا أنها خارج الاتفاق، وفياض و”حكومته” ليسوا معنيين بالقدس وأهلها”.

وإليكم نص المقابلة:

* ما توقعاتكم بشأن ملف الأسرى وعملية التبادل مع شاليط؟ وما الذي يؤخِّرها حتى الآن بتقديركم؟

** أتوقَّع فيما يخص ملف تبادل الأسرى وما يسمَّى صفقة شاليط؛ أن تأخذ بعض الوقت، سيحاول الاحتلال أن يمارس ما يستطيع من تخفيض الثمن الذي ستحصل عليه المقاومة، عبر الضغوط والمناورات، والإيهام أن ثمة خطوطًا حمراء لن يُسمح بتجاوزها، لكنَّ الحقيقة تؤكد أن الاحتلال بدأ الانكسار وهو حريصٌ على إتمام الصفقة، وليس أمامه مفرٌّ من فعل ذلك، وسيحاول تقليص الثمن، لكنه في النهاية سيرضخ، فالقضية باتت مقلقةً لدولة الاحتلال؛ ليس لجهة أسر جندي، ولكن لما تمثله من استنزاف لهيبة الكيان الصهيوني، وما تُظهره من عجزٍ لأجهزتها الأمنية، فالمطلوب إغلاق هذه الملف وعدم السماح له بالاستمرار.

* ضمن هذه المعطيات، بم تنصحون المقاومين الذين يتفاوضون مع العدو الصهيوني بهذا الخصوص؟

** أرى أنه على القوى الآسرة أن تدرك أن ثمة فرصةً استثنائيةً لكسر إرادة المحتل، وكسر ما حاول تكريسه من مسلَّمات، مثل رفض الإفراج عن “أسرى مع دم على الأيدي”، كما يقولون في الجانب الصهيوني، أو تحييد الأسرى المقدسيين أو من مناطق الـ48 أو العرب عن أي صفقة تبادل مع قوى فلسطينية، وهي مغازٍ خطرة لا يجوز التسليم بها، وخذلان من نصَر القضية وضحَّى في سبيلها، وثالثًا من المهم أن لا يتم التفريط بقادة الأسرى من رجال “القسام” الكبار، الذين يضغط الاحتلال لتجاهلهم؛ فهذه مسألةٌ أخلاقيةٌ والتزامٌ أدبيٌّ، تمامًا مثلما لا يجوز التفريط بإطلاق الأسيرين مروان البرغوثي وسعادات وداخل الوطن لا خارجه، فهذا هو الكسب السياسي الذي سيرفع من أسهم “حماس”، وسيضرب عملاء التنسيق الأمني في الصميم.

* ولكن أليست المناورة ضروريةً مع عدو خبيث؟!

** أقول إن التمسك بشروط الصفقة مهمٌّ، وإذا كان من ضرورة للمناورة فينبغي أن تكون في الهوامش وليس في الأصول، ونحن في ربع الساعة الأخير لا يجوز التهاون أو الاستعجال؛ فالصبر الصبر، والنصر صبر ساعة، والأهم أن نأخذ العبرة من درس شاليط وما عناه لدولة الاحتلال، وما وفَّره من فرصة للمقاومة على أكثر من صعيد؛ ما يعني أن شاليط -سواء تمت الصفقة أو تعثرت- لا يجوز أن يكون آخر من تأسر المقاومة، وأن التخطيط لأسر جنود آخرين ينبغي أن يكون مهمةً لها الأولوية القصوى.

* خفَت حديث رجالات السلطة عن الانتخابات الفلسطينية التشريعية، بل إن حماسهم بهت في الآونة الأخيرة مقارنةً مع فترات سابقة، ما تحليلكم لذلك؟!

** سلطة رام الله راهنت على التهديد بإجراء الانتخابات مطلع العام القادم كوسيلة لابتزاز “حماس”؛ للتوقيع على صكِّ الانكسار الممثَّل بالتوقيع على الوثيقة المصرية المزوَّرة، فلما أصرَّت “حماس” على عدم الخضوع للابتزاز والتهديد وعدم توقيع ما لم توافق عليه؛ أسقط في يد سلطة رام الله.. في البداية أوهمت الناس أنها ذاهبةٌ لتنفيذ الاستحقاق، وأن الأمر جدٌّ لا مناورة فيه، حتى إذا ما اكتشفت أن نزقها وضعها في مأزق، ذهبت تبحث عن مخارج، فزعمت أن رفض “حماس” السماح بإجراء الانتخابات في غزة حال دون إجرائها، في خطوة سمجة، وكأن “حماس” كان يمكن أن تقبل أن تتعاون مع خطوة أحادية تريد إخراجها من اللعبة السياسية.

* ما توقعاتكم بخصوص الانتخابات الرئاسية والتشريعية، خاصةً احتمالية انعقادها بعد توصية لجنة الانتخابات الأخيرة؟

** أعتقد أن سلطة رام الله بعد فشل خطتها التهديد بالانتخابات؛ ستحاول الذهاب إلى المجلس المركزي للمنظمة الذي دعته إلى الانعقاد الأسبوع القادم؛ للتمديد لأبي مازن أولاً؛ للخروج من المشكلة التي صنعها لنفسه بأنه لن يترشَّح في الانتخابات القادمة؛ ما يعني بقاءه رئيسًا مع تأجيل أي استحقاق للانتخابات لحين تتبيَّن سلطة رام الله الخيط الأبيض من الأسود من وضعها السياسي، وأظنُّ أن المعضلة التي سيقفون أمامها التمديد للتشريعي أم اعتباره في حكم المنحلّ، عند حلول الـ25 من كانون ثان (ديسمبر)؛ فإن سمحوا بالتمديد فهذا يعني قبولهم بقاء “حماس” في المشهد، وهذه مشكلة لهم، وإن ذهبوا باتجاه تكريس الحل للتشريعي فهذه مشكلة أخرى؛ لأن هذه الخطوة مطعونٌ بها دستوريًّا، وستفتح الأعين على شرعية المجلس المركزي نفسه وحدود صلاحياته التي ليس من بينها التمديد للرئيس، ولا إنهاء ولاية التشريعي، وشرعية مؤسسات المنظمة غير المنتخبة ومنتهية الصلاحية، منذ عقد ونصف العقد.

وما أرجِّحه أن سلطة رام الله ستركِّز على “شرعنة” بقاء أبو مازن، فهذا مربط الفرس بالنسبة لهم، وستكف عما هو بعد ذلك.. لا تمديدًا ولا عزلاً.

* هل ترى أن أملاً ما زال يلوح في الأفق بخصوص المصالحة؟

** لا أمل في حدوث مصالحة حقيقية على قاعدة وطنية مع قادة التنسيق الأمني، وفرص مصالحة شكلية على أساس ميزان القوى القائم بين “حماس” وجنرالات التنسيق ممكنة، ولكن تحتاج لبعض الوقت، وستكون على شكل هدنة بين حربيْن؛ يجتهد كل فريق أن يستثمر الوضع فيها لصالحه، فمن يحكمون في رام الله للأسف يرون أنفسهم أقرب رحمًا للاحتلال، وأن عداءهم الأول مع “حماس” والمقاومة، وحتى لا يخسروا امتيازاتهم فهم مستعدُّون لمزيد من الاندماج في مشروع الاحتلال، والذهاب حتى نهاية الشوط في خصومة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأربعاء- إصابة 3 جنود صهاينة باشتباكات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية....