الإثنين 12/مايو/2025

أخطار جسيمة تتعرَّض لها القدس والأقصى.. فمن يصدها

أخطار جسيمة تتعرَّض لها القدس والأقصى.. فمن يصدها

حذَّرت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية مرارًا من خطورة ما تتعرَّض له مدينة القدس المحتلة، معتبرة أن الحفريات الصهيونية تحت أساسات المسجد الأقصى جزءٌ من مخطط هدم المسجد الأقصى الذي وضعته حكومة الاحتلال بتمويلٍ من رؤوس أموال صهاينة.

وأوضحت الحكومة في تصريحاتها وبياناتها المتلاحقة أن المخططات الصهيونية تهدف إلى خلق فراغات تحت المسجد الأقصى لخلخلة أساساته من خلال تفريغ الأتربة وإذابة الصخور بمواد كيماوية؛ لإخراجها من تحت الأقصى بواسطة قنوات مخصصة، مبينة أن الاحتلال يخطط لهدم المسجد الأقصى، ويسعى إلى تهويد المدينة باستخدام أساليب متعددة لتحقيق هذه الأهداف.

عشرات آلاف المغتصبات!

ولفتت الحكومة إلى أن سلطات الاحتلال أقرَّت في الشهور الأخيرة بناء عشرات آلاف الوحدات “الاستيطانية” في مدينة القدس، مبينة أن “القبور لم تسلم من التهويد الفاحش للمدينة”.

وأضافت: “المحتلون يعتبرون ارتباط المسلمين في القدس محصورًا في صورة المسجد الأقصى فقط”، مؤكدة أن ارتباط المسلمين في المدينة يفوق حدود المكان؛ لوجود تاريخٍ إسلاميٍّ عريقٍ في المكان ومقامات صحابة وغيرها.

ونبَّهت الحكومة العالمَ أجمع على ما تخطط له حكومة الاحتلال منذ سنوات، وقالت: “ما يجري الآن يُضاف إلى سلسلة الحفريات السابقة، وإن الأجواء الرسمية متعاطفة معهم، خاصة في ظل الصمت العربي والدعم الأمريكي اللا متناهي.

وطالبت الحكومة الفلسطينية العالمَ العربي والإسلامي إلى التحرك الجاد والفاعل؛ من أجل نصرة مدينة القدس المحتلة ونصرة المسجد الأقصى المبارك، وكذلك نصرة المقدسيين ودعم صمودهم وبقائهم في المدينة التي تتعرَّض لأخطار متعددة؛ أهمها الاغتصاب والتهويد.

صلاح يدعو إلى الرباط

وكان الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م؛ قد دعا إلى مواصلة الرباط في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني لا تخطط لتقسيم الأقصى فقط، إنما تخطط لتحويل بعض المباني والمصليات إلى كنس يهودية.

وحذَّر صلاح خلال خطبة الجمعة الماضية (4-12-2009) التي ألقاها في حي الشيخ جرَّاح في المدينة القديمة، من تفريغ الأقصى من القيادات بهدف اتخاذ خطواتٍ خطيرةٍ ومصيريةٍ بحق المسجد، كاشفًا عن نية المؤسسة الصهيونية تفريغ “متحف الفن الإسلامي” داخل المسجد الأقصى بهدف تحويله إلى كنيس يهودي.

وقال صلاح: “إن الاحتلال محمومٌ بتهويد القدس؛ فهو يخطط لتقسيم الأقصى ثم بناء الهيكل المزعوم فوق أنقاضه”.

حدود مدينة القدس المحتلة

وتقع مدينة القدس وسط فلسطين تقريبًا، إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب وإلى الشرق، وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 مترًا، وعن سطح البحر الميت نحو 1150 مترًا، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقًا، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالاً، وتبعد المدينة مسافة 52 كيلومترًا عن البحر المتوسط في خط مستقيم، و22 كيلومترًا عن البحر الميت و250 كيلومترًا عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمان 88 كيلومترًا، وعن بيروت 388 كيلومترًا، وعن دمشق 290 كيلومترًا.

وتتميَّز المدينة بموقعٍ جغرافيٍ مهمٍّ؛ بسبب موقعها على الهضاب وفوق القمم الجبلية التي تمثل السلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية، التي تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقًا والبحر المتوسط غربًا؛ جعلت من اليسير عليها أن تتصل بجميع الجهات، وهي حلقة في سلسلة تمتد من الشمال إلى الجنوب فوق القمم الجبلية للمرتفعات الفلسطينية، وترتبط بطرقٍ رئيسيةٍ تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

جبال مقدسة

وقد كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الأوديةُ، أما جهتاها الشمالية والشمالية الغربية فكانتا مكشوفتين وتحيط بهما كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي: جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى المبارك، ويرتفع نحو 770 مترًا، وأعلى نقطة فيه الصخرة التي تقع فوقها قبة الصخرة المشرفة التي تشكل نقطة قلب المسجد الأقصى المبارك، وجبل “أكر”؛ حيث توجد كنيسة القيامة، وجبل “نبريتا” بالقرب من باب الساهرة، وجبل “صهيون” الذي يُعرَف بجبل داوود في الجنوب الغربي من القدس القديمة.

وقد قدِّرت مساحة المدينة بـحوالي كيلومتر مربع واحد، ويحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدمًا، وعليه 34 برجًا، وللسور سبعة أبواب؛ هي: باب الخليل، والباب الجديد، وباب العامود، وباب الساهرة، وباب المغاربة، وباب الأسباط، وباب النبي داوود.

القدس القديمة والقدس الجديدة

نشأة النواة الأولى لمدينة القدس كانت على تل أوفيل المطل على قرية سلوان التي كانت تمتلك عين ماء ساعدتها في توفير المياه للسكان، وانتقلت فيما بعد إلى المناطق الأخرى التي تقع فوقها بلدة القدس المسورة اليوم، وأحيطت هذه المنطقة بالأسوار التي ظلت على حالها حتى بنى السلطــان العثماني سليمان القانوني سنة 1542م السورَ الذي لا يزال قائمًا، محددًا لحدود القدس القديمة جغرافيًّا، بعد أن كان سورها يمتد شمالاً حتى وصل في مرحلةٍ من المراحل إلى منطقة المسجد المعروف “مسجد سعد وسعيد”، وجنوبًا حتى نهاية قرية سلوان.

وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم تعد مساحتها تستوعب الزيادة السكانية، فبدأ الامتداد العمراني خارج السور، وفي جميع الجهات ظهرت الأحياء الجديدة التي عرفت فيما بعد بالقدس الجديدة، إضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة التي كانت قرى تابعة لها ولا تزال، وقد اتخذ الامتداد العمراني اتجاهين؛ أحدهما شماليٌّ غربيٌّ والآخر جنوبيٌّ.

قرى عربية كبيرة

ونتيجةً لنشوء الضواحي الاغتصابية اليهودية في المنطقة العربية، خصوصًا خلال فترة الاحتلال البريطاني، جرى العمل على رسم الحدود البلدية بطريقةٍ ترتبط بالوجود الصهيوني؛ إذ امتد الخط من الجهة الغربية عدة كيلومترات، بينما اقتصر الامتداد من الجهتين الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار، فتوقف خط الحدود أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة، ومنها قرى عربية كبيرة خارج حدود البلدية (الطور، وشعفاط، ودير ياسين، ولفتا، وسلوان، والعيسوية، وعين كارم المالحة، وبيت صفافا)، مع أن هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون من ضواحيها، ثم جرى ترسيم الحدود البلدية في عام 1921م.

ترسيم الحدود

وفي عام 1921م تم ترسيم الحدود بحيث ضمَّت حدود البلدية القديمة قطاعًا عرضيًّا بعرض 400 متر على طول الجانب الشرقي لسور المدينة، بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة، ووادي الجوز، والشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط، أمَّا الناحية الغربية التي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي فشملتها الحدود؛ لاحتوائها تجمعاتٍ يهوديةً كبيرةً، بالإضافة إلى بعض التجمـعات العربيـــة (القطمون، والبقعة الفوقا والتحتا، والطالبية، والوعرية، والشيخ بدر، ومأمن الله).

وفي الفترة بين عامي 1946 و1948 كان المخطط الثاني لحدود البلدية؛ حيث وضع عام 1946، وجرى بموجبه توسيع القسم الغربي عام 1931، وفي الجزء الشرقي أضيفت قرية سلوان من الناحية الجنوبية ووادي الجوز، وبلغت مساحة المخطط 20 ألفًا و199 دونمًا.

تقسيم القدس وتدويلها

وتوسعت المساحة المبنية من 4130 دونمًا عام 1918 إلى 7230 دونمًا عام 1948، وبين عامي 1947 و1949 جاءت فكرة التقسيم والتدويل؛ لأن فكرة تقسيم فلسطين وتدويل القدس لم تكن جديدة؛ فقد طرحتها اللجنة الملكية بخصوص فلسطين (لجنة بيل)؛ حيث اقترحت اللجنة إبقاء القدس وبيت لحم، إضافة إلى اللد والرملة ويافا، خارج حدود ما تُسمَّيان الدولتين “العربية واليهودية”، مع وجود معابر حرة وآمنة، وجاء قرار التقسيم ليوصيَ مرة أخرى بتدويل القدس.

ونص القرار على أن تكون القدس “منطقة منفصلة” تقع بين ما تسمَّيان الدولتين “العربية واليهودية”، وتخضع لنظام دوليٍّ خاصٍّ، وتدار من قِبَل الأمم المتحدة بواسطة مجلس وصاية يقام لهذا الخصوص.

وحدد القرار حدود القدس الخاضعة للتدويل بحيث شملت (عين كارم، وموتا في الغرب، وشعفاط في الشمال، وأبو ديس في الشرق، وبيت لحم في الجنوب)، لكن حرب عام 1948 وتصاعد المعارك الحربية التي أعقبت التقسيم أدَّت إلى تقسيم المدينة.

وفي تاريخ 13-7-1951م جرت أول انتخابات لبلدية القدس العربية، وقد أولت البلدية اهتمامًا خاصًا تعيين حدودها البلدية وتوسيعها؛ وذلك لاستيعاب الزيادة السكانية واستفحال الضائقة السكانية، وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية القدس (الشرقية) بتاريخ 1-4-1952، وضُمَّت المناطق التالية إلى مناطق نفوذ البلدية (قرية سلوان، ورأس العامود، والصوانة، وأرض السمار، والجزء الجنوبي من قرية شعفاط)، وأصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 4.5 كيلومترات مربعة، في حين لم تزد مساحة الجزء المبني منها عن ثلاثة كيلومترات مربعة.

توسيع الحدود

وفي 12-2-1957 قرر مجلس البلدية توسيع حدود البلدية؛ نتيجة القيود التي وضعها

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات