عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

نساء غزة.. معاناة الفرحة التي لا تكتمل والأحزان التي تتجدد

نساء غزة.. معاناة الفرحة التي لا تكتمل والأحزان التي تتجدد

عقب الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة انتقلت منى إلى منزل زوجها في أجواءٍ هي أقرب إلى المآتم ومجالس العزاء؛ حيث فَقَدَ كلٌّ من الزوجين من أقاربه نفرًا، وكلاهما عقد العزم على تربية أبناء المستقبل ليكونوا سواعد جهاد ضد الاحتلال إلى أن تعود الأرض بعد ارتوائها بدماء الشهداء، وليكونوا خلائف لمن ارتحل من أقربائهم وذويهم.

مرت الأيام، وبدأ أول الحلم يصارع صعاب الحياة ليتحقق، وبدأت الابتسامة الغائبة عن وجه منى ترتسم بتحرك الجنين في أحشائها، وهي في شغل طيلة ساعاتها التي فصلت بينها وبين لقائه المرتقب، وما أكثر قولها: أنا لا أتمنى لطفلي القادم إلا أن يكون مجاهدًا في سبيل الله؛ ليكون شوكة في حلق الصهاينة وأذنابهم”!.

قبل أيام وضعت منى طفلها، وبخروج ولدها عبد الله إلى هذه الدنيا غابت عن نفسها ما خاضته من معاناة طوال تسعة أشهر خلت، وهنا تحكي منى: “عندما مددت يدي لأحمل بين ذراعي طفلي كنت أرقب وجوه من حولي الواجمة، وأنظر إلى مُحيَّا طفلي المصفر، شعرت أن هناك أمرًا ما مخفيًّا عني، لكن الطبيب لم يلبث حتى قال لي: احمدي الله على كل حال، لقد ولد طفلك بقلب غير مكتمل، احتسبيه عند الله، فقد يفارق دنيانا في أية لحظة”.

وتابعت: “صوبت النظر في وجه طفلي، تمنيت لو أفتديه، قسوت في احتضانه وبكيت بشدة، وأنفاسه المتقطعة تلامس بشرتي، إنهم لم يكتفوا بإبادة من على الأرض يا ولدي، بل طالت أيديهم من في بطون النساء”.

وبالفعل يسدل الستار على خبر ارتحال عبد الله الذي لم ينزل في ضيافة أسرته إلا سويعات كانت غنية بالدموع والغصص، وارتحل ليكون ذكرى حزينة أيضًا.. إنها غزة، وهذه أحوال قاطنيها.

ليست معاناة منى وحسب، بل باتت معاناة كل النسوة هناك؛ حيث بات يلاحق شبح التشوهات كل حبلى بسبب الفسفور الأبيض وأنواع الأسلحة الفتاكة التي استخدمها كيان البغي الصهيوني، في محاولةٍ فاشلةٍ للإطاحة بصمود غزة المقاومة وثباتها، ويا حظوة من أنجى القدر طفلها!.

هم يقصدون أبناءنا وبراءة طفولتنا لأنهم يعلمون أن طريق الجهاد مورث، ولن ينتهيَ بأي حلٍّ أو مفاوضات؛ لذا كان حلهم الأمثل أن يستهدفوا الأجيال القادمة، لتكون قاصرة عن مجابهة مخططاتهم الاغتصابية والتهويدية.

قبل فترةٍ وجيزةٍ أصدر حاخامان متطرفان يعملان في مدرسةٍ دينيةٍ يهوديةٍ كتابًا يحمل اسم “عقيدة الملك”؛ يتضمن فتاوى تحث على قتل غير اليهود، حتى لو كانوا أطفالاً؛ فمما نصت عليه الفتوى: “في الإمكان قتل الأولاد أيضًا لأنهم يسدون الطريق”، وكتبا: “الذين يسدون الطريق؛ يسدون طريق الإنقاذ، مجرد وجودهم يسمح بقتلهم؛ لأن وجودهم يساعد على القتل”.

هم لن يشعروا بالذنب ولا المسؤولية مطلقًا لما بات يحدث في غزة، بل هو المطلوب في عقائدهم المنحرفة وسياساتهم المتبعة والمنتهجة.

يذكر أن حاخام جيش الاحتلال الصهيوني وزع كتابًا خلال الحرب على غزة؛ طالب فيه الجنود الصهاينة بعدم الرحمة مع النساء والأطفال الفلسطينيين.

كل هذا يحدث في صمت لجان حقوق (النسيان) للشعوب العربية والإسلامية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات