مشعل لحزبيين عرب: سلوكنا مرتهن بخطوات عباس.. وقد نخلط الأوراق

ذكرت القدس العربي، 17/11/2009، عن بسام بدارين من دمشق، أن نخبة من قادة المكتب السياسي لحركة حماس، بحضور رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وعضو المكتب سامي خاطر وعزت الرشق وآخرين، وضعوا عددا كبيرا من قادة الأحزاب العربية المشاركين في مؤتمر الأحزاب العربية في دمشق بصورة تقديرات الحركة ورؤيتها الاستراتيجية المرحلية، حضرت القدس العربي بعضا منها.
وفي السياق قال مشعل انه يقترح على الرئيس عباس اعلانا بالصيغة التالية (.. انا اخلص الناس لعملية السلام واسرائيل قتلتها.. اضع الامانة بين ايدي الشعب واتنحى عن المشهد) ويرى مشعل ان عباس لو فعل ذلك لاحترمه الناس ولشكل ذلك مخرجا حقيقيا له وللمصالحة.
سئل قادة حماس عن تصوراتهم للايام المقبلة فاعتمدوا عبارة (ذاهبون الى خلط اوراق) وفي الشروحات قيل بان الرئاسة انتهت صلاحياتها، وان الادارة الامريكية لن تعطي عباس سلما للنزول عن الشجرة فاذا التزم الرجل بعدم ترشيح نفسه سيتغير الواقع الموضوعي وسيتراجع عن ذلك بغطاء عربي او بعملية تذاكي وان حصل فسنشهد مزيدا من اضعاف مؤسسة الرئاسة.
وأضافت المستقبل العربي 13/11/2009، عن شاكر الجوهري من دمشق، أن خالد مشعل أبدى استعداد حركته لتدعيم موقف محمود عباس في حال صوب مواقفه السياسية، كما دعمت موقف ياسر عرفات الرئيس السابق رغم الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها، لكنه لوح بأن خيارات حركة “حماس” مفتوحة في حال عمل عباس على اخراجها من المشهد.
وكشف مشعل عن أن ما سبق أن أعلنه سابقا من استعداد الحركة لقبول حل مرحلي يتمثل في اقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 يهدف إلى إسقاط الذرائع التي توظف لمعاداتها، وإيجاد قاعدة للتحرك.
مشعل الذي كان يتحدث في جلسة خاصة جمعته مساء الخميس مع عدد من قادة الأحزاب السياسية، بحضور “المستقبل العربي”، نفى أن يكون اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية يطوف عواصم عربية لإقناعها بقبول تعديلات حركة “حماس” على الورقة المصرية، وقال إن حديث بعض الناطقين بلسان عباس عن ذلك هو من قبيل المناورة. واعتبر أن هذه الورقة التي امتنعت حركته عن التوقيع عليها، إلى حين تدققها، استنادا إلى النص الذي تم التوافق عليه، تخلو من أي فهم سياسي باستثناء النص على تشكيل قيادة فلسطينية مؤقتة لحين إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.
تعديلات مصرية على الورقة
وعدد مشعل بعض التعديلات التي أدخلت على الورقة المصرية من وراء حركته:
أولا: جاء في النص الذي تم التوافق عدم نشوء تشكيلات عسكرية خارج الأجهزة الأمنية، دون أن يقصد بذلك تشكيلات المقاومة الفلسطينية، فتم التعديل بما يعني سلاح المقاومة.
ثانيا: جاء في النص المتوافق عليه تشكل قيادة مؤقتة لمنظمة التحرير لحين إعادة بنائها، تتكون من رئيس واعضاء اللجنة التنفيذية، ورئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وشخصيات مستقلة، “قراراتها غير قابلة للتعطيل”، فتم شطب هذه الفقرة..!
ثالثا: اتفق على تشكيل اللجنة العليا للإنتخابات بالتوافق، ويصدر مرسوم رئاسي بتشكيلها في ضوء التوافق، فتم إعادة صياغة هذه الفقرة لتنص على صدور المرسوم الرئاسي بعد التشاور مع القوى السياسية، بدلا من أن يكون التوافق ملزما للرئيس.
رابعا: ذات الأمر حدث بالنسبة للمادة المتعلقة بتشكيل محكمة الإنتخابات.
خامسا: تم الإتفاق على إعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية، فتم تعديل النص ليصبح “وهيكلة الأجهزة الأمنية”، بعد شطب “إعادة بناء”..!
وكشف في السياق عن أن فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان اتصل به أكثر من مرة يتوسط من أجل اتمام المصالحة. وقال مشعل أنه سأل السنيورة “هل كنت تقبل الموافقة على تعديل تجريه قطر على نص الإتفاق الذي تم التوصل إليه، بين الفرقاء اللبنانيين، من وراء ظهرك..؟” وقال إن السنيورة رد بالنفي.
واعتبر مشعل أن مشكلة “حماس” مع بعض الأطراف العربية أنهم يتعاملون معها باعتبارها حركة لا سند لها، ولذا يسهل الضغط عليها. وقال إن اطرافا فلسطينية تستقوي بعلاقاتها مع اميركا وغيرها على بعض البلدان العربية. وأشار في هذا السياق إلى أن أحمد قريع حين كان يترأس وفد “فتح” في الحوار كان يسأل الوسيط المصري حين يقترح أمرا لا توافق عليه حركة “فتح”: هل يقبل الأميركان بهذا النص..؟
التوقيع لن يحل المشكلة
وأكد مشعل أن التوقيع على الورقة المصرية لن يحل المشكلة، واضعا أمران لنجاح المصالحة وديمومتها:
الأول: أن يقبل بعضنا بعضا داخل النظام السياسي الفلسطيني، قائلا إن هذا غير متوفر.
الثاني: وجود حد أدنى من البرنامج السياسي الوطني.
وأبدى مشعل ثقته بأن النادي الذي يضم سوريا وإيران وقطر قادر على الصمود في وجه الأعداء، مؤكدا أن حركة “حماس” تجيد لعبة عض الأصابع. وقال “نحن لن ندير ظهرنا للعرب.. يظلون عربنا وأهلنا، ونحن لم نسئ لأي دولة عربية”، ملاحظا “أن الذي خرق الأمن القومي العربي معزز مكرم من قبل هذا النظام، أما الذي لم يسئ لهذا النظام يوما، فإنه مستهدف من قبله”..!
وأكد مشعل “فيما يتعلق بالقدس “إن غاية المنى عند الكثير من المفاوضين هو أن يأخذوا شيئا رمزيا يغطي تنازلهم في القدس”. وأشار مشعل إلى ما قاله عباس في خطابه الأخير من أن التوصل إلى اتفاق مع حكومة ايهود اولمرت كان وشيكا، وتساءل إن كان الأمر كذلك، فما هو الذي عرضه اولمرت على عباس بخصوص القدس وقبل به رئيس السلطة..؟
وأكد مشعل أن لا أحد متمسك بالقدس الشرقية، وقال إنه تم بيع حق العودة للاجئين، مشيرا إلى أن هذا هو تقييم بعض الأنظمة العربية مثل الأردن، وغير الأردن.. مضيفا أنه توجد مشاريع يضغط بها على قاعدة التوطين، وإنشاء صناديق بعضها عربي لتعويض اللاجئين عن عدم العودة.
مخاوف من التزوير
وأبدى مشعل شكوكا عميقة في امكانية التزام عباس بأي اتفاق يتم التوقيع عليه معه، وقال لو تراضينا على الورقة المصرية، فإن هناك مخاوف حقيقية من تزوير الإنتخابات، ومن مواصلة العمل على حظر وجود “حماس” في الضفة الغربية.
ووصف مشعل الوضع الفلسطيني بأنه غاية في الصعوبة، ويزيده تعقيدا غياب منطق الصواب والخطأ.
ولاحظ أنه رغم الكاريزما التي كان يتمتع بها الرئيس الفلسطيني السابق، فإنه لحظة رفع الغطاء العربي والدولي عنه، انتهى أمره.
وقال إن سلام فياض رئيس حكومة رام الله يعمل الآن على تغيير ثقافة المجتمع الفلسطيني ومواقف الناس، وذلك من خلال المال، والهاء الناس بأمور تافهة من طراز أكبر سدر كنافة، وأطول ثوب، مضيفا أن فياض يشتري منزلا وسيارة لكل من يحمل رتبة عميد فما فوق في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مبديا أن هذا ما يدفع باتجاه تفجير الوضع الفلسطيني.
ورأى مشعل أن الرئيس الأميركي باراك اوباما انكشف عجزه، وذلك جراء مصالحه مع اليهود، وكون بنيامين نتنياهو أقوى منه داخل الكونغرس الأميركي. ولفت إلى أن مصالح اميركا لدى العرب مؤمنة، لا يهددها أحد، في حين أن مصالح اميركا لدى اسرائيل مرهونة بالثمن الذي تدفعه اميركا لإسرائيل.
كلينتون هددت عباس بمصير عرفات
واعتبر مشعل أن اوباما علق عباس فوق الشجرة، وتركه فوقها. فهو الذي طلب منه اشتراط التمسك بوقف الإستيطان مقابل اسئناف المفاوضات مع نتنياهو، وهو الذي طلب منه سحب تقرير غولدستون من مجلس حقوق الإنسان، وهو الذي طلب منه إصدار مرسوم اجراء الإنتخابات، ثم تركه وحيدا..!
وكشف مشعل عن أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية هددت عباس حين التقته في أبو ظبي، قبيل إعلانه قراره عدم الترشح لولاية ثانية. وقال مشعل إنها ذكرت عباس بمصير ياسر عرفات، وقالت له إنه يوجد هناك بدائل في الساحة الفلسطينية.
واعتبر مشعل أن اللحظة الراهنة تحتاج إلى موقف تاريخي، ملاحظا أن خطاب عدم الترشح، وجهه عباس لأميركا وأطراف دولية، وليس للشعب الفلسطيني. وتوقع مشعل أن تقرر لجنة المتابعة العربية استئناف المفاوضات الفلسطينية مع اسرائيل دون وقف الإستيطان.
وطالب مشعل رئيس السلطة بالصمود، مذكرا أن حركة “حماس” وقف مع عرفات “بالباع والدراع” حين رفض التنازل. وتوقع عدم صمود عباس في وجه الضغوط باتجاه تنازله لإسرائيل.
وبناء على ذلك، توقع مشعل “نحن ذاهبون نحو تغييرات في الساحة الفلسطينية”. وقال إن عباس يريد التراجع عن موقفه حيال الإستيطان بغطاء عربي، أو تخريجات تفرق بين اللقاء مع نتنياهو والتفاوض معه.
ولم يستبعد مشعل عودة عباس عن قراره عدم الترشح لولاية ثانية بغطاء عربي، ملاحظا أن هوامش المناورة في مشروع التسوية السياسية ضاقت كثيرا. وأضاف أن رموز تيار التسوية باتوا في اسوأ حال، ويفتقدون للإرادة.
مأزق عباس
وشخّص صعوبة الحالة التي يمر بها رئيس السلطة قائلا “إذا أصر على موقفه بعدم الترشح، فإنه يخرج من الساحة، وإذا عاد عن قراره دون وقف الإستيطان، يكون قد حرق نفسه، بأكثر مما هو عليه الحال.
ومع ذلك، يرى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” أنه ليس مطلوبا حدوث فرز كامل في الساحة الفلسطينية.. “مضطرون لبعض الخلط”.
وحدد مشعل طروحات حركة “حماس” في هذه المرحلة بما يلي:
أولا: القبول بالمصالحة مع عباس في حدها المتاح، وهو تعديل الورقة المصرية، وفق مطالب الحركة، دون اضافات أخرى تدخل عليها، وذلك من أجل عبور حاجز الإنقسام، “وإن كان هذا ليس ما نحبه ونفضله”. واعتبر مشعل أن فرص ذلك ضعيفة.. ذلك “إنهم يواصلون الرهان على أن يقهرونا”.
ثانيا: الرؤية والبرنامج السياسي الذي يرى أن “اتفاقية اوسلو ماتت.. التسوية ماتت.. اسرائيل اماتتها، واميركا لم تنقذها”.
صعوبة إطلاق انتفاضة جديدة
وأكد على ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية، وخيار المقاومة، قائلا “نحن نملك هذا”.. لافتا إلى “نحن لا نطلب إعلان الحرب على اسرائيل.. السلم لم “يظبط”، فلنبق في حالة حرب”. مؤكدا وجود وضع يسمح بهذا، مع ما يستتبعه ذلك من قدرة على تعظيم اوراق القوة الفلسطينية، وعلى رأسها المقاومة. وقال “هذا ما نعمل على فعله في الضفة الغربية وقطاع غزة”..
لكن مشعل اعتبر أن خيار اطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة أمر صعب، مؤكدا في ذات الآن أن “الجهاد ماض إلى يوم القيامة”.
وأشار إلى أن وقف المقاومة في الضفة الغربية تم قهرا لا قرارا. وقال إن عودة المقاومة يحتاج إلى وقت، مؤكدا توفر الظرف السياسي لاستئناف المقاومة، وعدم توفر الظرف الموضوعي على الأرض.
وفيما يتعلق بغزة، قال مشعل “ظاهر الصورة في غزة أنهم يتحدثون عن المصالحة والبناء، لكن باطن الصورة يقول إن معظم المال والجهد يذهب للمقاومة والإستعدادات العسكرية”.. مؤكدا “نحن شغالين على المقاومة”.
وقال مشعل نعرف أنه يوجد في الساحة الفلسطينية برنامجين سياسيين مختلفين، غير أنه لا بد من الحد الأدنى من التوافق”.
وأكد مشعل مواقف حركته “لن نعترف بإسرائيل..لن نتخلى عن المقاومة.. متمسكون بكل شبر من الأرض الفلسطينية، وأي حديث آخر هو من قبيل المناورة”.
وقال مشعل في إطار تحدثه عن السيناريوهات المقبلة، “كلما قوينا على الأرض، وامتلكنا القدرة على الأداء السياسي، كنا أكثر قدرة على التعامل مع السيناريوهات المتوقعة، معتبرا أن حركته في حالة عض اصابع مع اميركا واسرائيل، وليس مع عباس.
وشخص مشعل الحالة الراهنة باعتبارها مرحلة يتساوى فيها كل الأطراف بالتأثر بالمأزق، قائلا “الكل في مأزق.. نحن في حالة توازن المأزق، لكننا نحن الطرف الأكثر صبرا، فيما ضاقت هوامش الطرف الآخر كثيرا جدا جدا”.
وختم مشعل، بتأكيد عظمة الدور الذي يمكن أن تقوم به الأحزاب العربية، وحثهم على جمع التبرعات لصالح المقاومة الفلسطينية استعدادا لمرحلة مقبلة من المقاومة، مشيرا إلى أن “حماس” تحاصر ماليا. وحذر من ربط الدعم المالي بتنفيذ عمليات عسكرية مقاومة، قائلا المال يوظف في الإستعداد لتصعيد المقاومة. كما ركز على أهمية تأثير الأحزاب على المواقف السياسية لحكوماتها حيال المقاومة الفلسطينية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...