الإثنين 12/مايو/2025

مسجد الرحمة.. أمل البناء يصطدم بقلة الإمكانيات

مسجد الرحمة.. أمل البناء يصطدم بقلة الإمكانيات

“الرحمة”.. هو اسم مسجد عريق يقع في منطقة الزرقاء جنوب حي التفاح.. يعتبر هذا المسجد مركز المنطقة؛ لقلة المساجد القريبة منه، وأسِّس عام 1963 في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكانت مساحته لا تزيد عن 300 متر، وبعد زيادة عدد سكان المنطقة وكثرة رواد المسجد قرَّرت إدارة المسجد العمل على زيادة مساحته، فقامت قبل عامين ونصف بهدمه، ولكن لسوء الحظ اشتد الحصار على قطاع غزة، وأدى إلى إغلاق المعابر وضعف المصادر وقلة توفير الأموال ومواد البناء لاستكماله؛ ما أدى إلى تأخر بناء المسجد حتى هذه اللحظة؛ حاله كحال باقي مساجد قطاع غزة، لا سيما في فصل الشتاء.

توسعة

محمود الزمارة إمام “مسجد الرحمة” قال: “إن المسجد أسِّس عام 1963 على أرض مقدمة من عائلة الجدبة، وكانت مساحته ما يقارب 300 متر، وبعد فترة ازداد عدد السكان في المنطقة حتى وصل الآن حوالي من خمسة آلاف إلى ستة آلاف نسمة.. و”مسجد الرحمة” هو المسجد الوحيد القريب في المنطقة.

وأضاف الزمارة: “لقد حاولنا توسيع المسجد من خلال وضع سدة خشبية حتى نوسع المساحة التي يستخدمها المصلون، ولكننا بعد فترة واجهنا داخل المسجد تصدعات في السطح والجدران، فقمنا بفحص التربة لنعلم إذا كان في إمكاننا أن نبنيَ طابقًا آخر على هيئته القديمة أم لا، ولكننا وجدنا أنه لا يمكن ذلك؛ لضعف جدرانه؛ ما دفعنا إلى أن نفكر جديًّا في هدمه المسجد وإعادة بنائه، وخاصة أن عدد المصلين في المنطقة في ازدياد، وعدد رواد مركز التحفيظ بلغ 200 طالب.. هذه الأمور جميعها دفعتنا إلى أن نفكر في توسيع المسجد”.

وتابع: “لقد قمنا بشراء منزل خلف المسجد وآخر بجواره حتى وصل حجم الأرض التي نريد البناء عليها 900 متر، في سبيل ذلك واجهتنا في البداية بعض المشكلات، ولكننا استعنا بالله وجمعنا بعض الأموال؛ منها 12 ألف دولار تبرع بها أحد المواطنين استخدمناها في شراء المنزل المجاور للمسجد، كما تبرَّعت إحدى الأخوات بمبلغ كبير لشراء الحديد الخاص بالبناء”، مؤكدًا أن المشكلة التي تواجههم الآن هي قلة التمويل وارتفاع أسعار مواد البناء.

وأكد الزمارة أن وزارة الأشغال أعلنت لهم استعدادها لتزويدهم بمواد بناء، وقدمت إليهم دفعتين من مواد البناء استخدماها في الطابق الأرضي للمسجد، ثم توقف بعد ذلك البناء؛ فقاموا بجمع مبلغ آخر من المال لإنشاء جدران الطابق الأرضي للمسجد، “وهكذا نسير منذ عامين ونصف؛ نجمع قليلاً ثم نبني”.

أنشطة متوقفة!

وأكد أن “كل الأعمال التي أنجزت في المسجد هي حصاد تبرعات قدَّمها أصحاب الخير، “أما بالنسبة لتبرعات الجهات الرسمية فلم نتلقَّ أي دعم من أية جهة رسمية سوى بعض مواد البناء من وزارة الأشغال، وهي لا تكفي إلا القليل”.

وبيَّن أن “المنطقة تواجه صعوبة في ظل غياب المسجد؛ خاصة أن معظم أنشطته توقفت بسبب عدم صلاحية المصلى المقام خلف المسجد، مشددًا على أنه لا يوجد مسجد قريب لأهالي الحي إلا “مسجد الرحمة”، ويوجد عدد كبير من الرجال كبار السن يرهقهم الذهاب إلى مساجد بعيدة.

وناشد إمام المسجد السباقين إلى الخير مد يد العون والمساعدة لاستكمال بناء هذا الصرح الإسلامي الشامخ في منطقة الزرقا في حي التفاح، وحتى تتمكن إدارة المسجد من مواصلة الدعوة إلى الله عز وجل والقيام بما أمرها الله به، وليكملوا مسيرة تحفيظ النشءَ كتابَ الله تعالى.

قلعة إسلامية

المواطن أبو حامد أحد رواد المسجد قال: “(مسجد الرحمة) قلعة إسلامية شامخة في المنطقة؛ لأنه يعتبر الأول فيها”، مضيفًا أن أهاليَ المنطقة يواجهون صعوبة في الصلاة داخل المصلى الحالي؛ نظرًا لأنه مكون من ألواح من “الزينقو”، وقطع من النايلون محيطة بجوانبه، وهو صغير جدًّا ولا يتناسب مع أعداد المصلين”.

وأضاف أبو حامد أن “أهاليَ الحي لم يبخلوا على المسجد بأموالهم؛ فمنهم من قدم قطعة الأرض، ومنهم من قدَّم حديد البناء، ومنهم من قدَّم الأموال”، مضيفًا أن قلة دخل المواطنين والغلاء الفاحش في أسعار مواد البناء هو السبب في تأخير شراء المواد.

وتمنَّى أبو حامد ألا تطول هذه المعاناة؛ لأنهم يواجهون صعوباتٍ كثيرةً في مصلى المسجد، وخاصة في فصل الشتاء؛ بسبب تسرُّب مياه الأمطار داخل المصلى.

لبكيتم من قلوبكم!

من جانبه ناشد المواطن أبو أنس أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة أن يمدُّوا إلى “مسجد الرحمة” يد العون والمساعدة لإعادة افتتاحه، قائلاً: “لا تبخلوا بأموالكم وصدقاتكم على بيوت الله، وخاصة في ظل الحاجة الماسة لأهالي المنطقة إلى المسجد، ولو أتيتم إلى صلاة الجمعة لبكيتم من قلوبكم على الأهالي وهم جالسون في المصلى وفي الشوارع خارجَه، وعلى المعاناة الكبيرة التي يعانيها كبار السن في الوصول إليه”.

ودعا أبو أنس: “نسأل الله ألا تتأخر عملية إعمار المسجد أكثر من ذلك؛ فقد تأخرت عامين كاملين”، مضيفًا أن “الله عز وجل يبارك في أموال الصدقات، و”مسجد الرحمة” موجود في منطقة مكتظة بالسكان ويؤمه مصلون كثر، وعسى أن تكون الصدقات رحمة لأصحابها يوم القيامة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات