الإثنين 12/مايو/2025

إعلان عباس عن فشل التسوية بعد 20 عامًا من المفاوضات استهتار بإرادة الفلسطينيين

إعلان عباس عن فشل التسوية بعد 20 عامًا من المفاوضات استهتار بإرادة الفلسطينيين
مسيرة طويلة من المفاوضات مع العدو الصهيوني قادتها السلطة الفلسطينية ممثلةً بالرئيس الراحل ياسر عرفات، وخلفه رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، ومن ورائهما “منظمة التحرير الفلسطينية” و”اللجنة المركزية لحركة (فتح)”.

دوَّامات ليس لها أول وليس لها آخر، أدخل هؤلاء الشعبَ الفلسطينيَّ فيها، ومارسوا التضليل والكذب والمواربة في مئات المواقف؛ ليس لسبب إلا لأهداف شخصية، ومن أجل تصفية القضية الفلسطينية.

ويخرج علينا عباس أخيرًا ليعلن صراحةً عدم رغبته في الترشح لانتخابات رئاسية، إما كنوع من المناورات السياسية المكشوفة، أو لعدم مقدرته بالفعل عمى الاستمرار في خوض طريق المفاوضات المسدود؛ لينتهي الأمر بالاعتراف الصريح بأن طريق المفاوضات الفلسطينية – الصهيونية فشل بدرجة 100% وإلى غير رجعة.

                               ضربات لأصحاب نهج التسوية

ولعل أهم المواقف التي أرغمت عباس على التقهقر سياسيًّا وشعبيًّا، وعلى كافة المستويات، هي الضربات التي مُني بها خلال فترة “حكمه” للشعب الفلسطيني، فلم تكن الضربة التي مُنيت بها مؤسسة الرئاسة إبان سحب “تقرير غولدستون” ببعيدة؛ حيث اعتبر الكثير من المتابعين والحقوقيين والعرب والفلسطينيين سلوك السلطة في القضية المذكورة سلوكًا خطيرًا ينمُّ عن عدم وعيٍ بالقضية الفلسطينية، وينمُّ عن عدم المسؤولية تجاه ما تعرَّض له قطاع غزة من حرب قاسية راح ضحيتها المئات من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين والمكلومين والمتضررين.


                               عدم اكتراث العدو بالمفاوضات

ولم تكن القضية المذكورة وحدها ما أرغم عباس على الهروب من الواقع المرير الذي أوجده فريق التسوية والمفاوضات، بل كانت قضية استمرار بناء المغتصبات في الضفة الغربية والقدس المحتلة لطمةً قويةً لجهود الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة باراك أوباما الذي وعد بوقف مسلسل “الاستيطان”، وبات عاجزًا أمام تمدده في الضفة والقدس، وكذلك لطمة للوعود الصهيونية للفلسطينيين بدراسة وقف “الاستيطان”، والحديث يدور عن توسع “الاستيطان” بشكل رهيب وغير مسبوق، بل وصل الأمر إلى الاعتداء على القدس والمقدسات والمسجد الأقصى، بينما يقف عباس موقف المتفرج على مسرح ذبح القدس والأقصى وطرد المقدسيين من منازلهم.

                          وصول نهج التسوية إلى طريق مسدود

من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن خطاب رئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس -الذي ألقاه الخميس الماضي وأعلن فيه عدم رغبته في الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة- بمثابة “إعلان صريح وواضح لفشل نهج التسوية، ووصوله إلى طريق مسدود”.

وقالت الحركة: “إن القضية المهمة ليست أن يترشح عباس أو لا يترشح للانتخابات، فهذا شأنه، والقضية كانت وستبقى أهم من كل الأشخاص والقيادات”، مشددةً على أن “المطلوب الآن هو تغيير النهج السياسي الفاشل الذي قاده وما زال عباس وفريق التسوية، وعدم الإصرار على هذا النهج المدمر لشعبنا ولقضيتنا الوطنية”، مضيفةً: “إن مواجهة حالة الانحياز الأمريكي الصارخ لـ(إسرائيل) على حساب حقوقنا الوطنية؛ تتطلب الذهاب إلى إعادة بناء الموقف الوطني بناءً على اعتباراتنا ومصالحنا الوطنية، وليس بناءً على شروط “الرباعية الدولية” وإملاءات الاحتلال”.

                                   انسداد آفاق التسوية

أما تيسير خالد عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” فقد وصف قرار رئيس السلطة “المنتهية ولايته” محمود عباس بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة؛ بأنه “رسالة غضب واحتجاج على السياسة الأمريكية وازدواجية في المعايير التي تسير عليها في الموقف من الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي)”، مشيرًا إلى انسداد آفاق التسوية؛ ما يدلل على فشل النهج الذي قاده فريق “فتح” خلال السنوات العجاف الماضية.
                          صياغة إستراتيجية جديدة تدعم المقاومة

أما “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” فقد أكدت أن إعلان رئيس السلطة “لمنتهية ولايته محمود عباس عن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة يعكس “قناعةً بفشل الرهان” على الخيار التفاوضي لتحقيق الأهداف الفلسطينية، داعيةً إلى العمل على صياغة إستراتيجية سياسية جديدة قوامها التوافق ودعم المقاومة بكافة أشكالها.

وقال ممثل الجبهة الشعبية في الخارج الدكتور ماهر الطاهر: “من الواضح أن ما يسمَّى بالعملية السياسية وخيار المفاوضات قد وصل إلى طريق مسدود، وقد كانت للرئيس عباس المنتهية ولايته قناعةٌ تامةٌ؛ بأن هذا الخيار هو الطريق لتحقيق الدولة الفلسطينية، لكن تبيَّن أن المطروح ليس تسوية وإنما تصفية للقضية”.

ودعا الفصائل الفلسطينية جميعًا إلى العمل معًا من أجل وضع خطة بديلة قوامها الوفاق الوطني، والوحدة خلف المقاومة، وقال: “نحن في الجبهة نتحدث عن أننا بحاجة إلى إستراتيجية سياسية جديدة؛ لأن الرهان على الحلول السياسية وفق المرجعية الأمريكية قد فشل”.

                                لا أستبعد أن يكون عباس مراوغًا

من جهته قال الرئيس (السابق) للدائرة السياسية لـ”منظمة التحرير الفلسطينية” فاروق القدومي إنه يرفض أن يرشح نفسه لخلافة رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس في انتخابات الرئاسة التي أعلن عنها الأخير في كانون الثاني (يناير) القادم.

وقال القدومي: “إن محمود عباس يريد من وراء هذه الخطوة أن يوجه رسالةً إلى الإدارة الأمريكية، وتحديدًا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأنه يريد أن يخلي الساحة الفلسطينية، وذلك كوسيلة ضغط على الأمريكيين والأوروبيين و”الإسرائيليين” أيضًا”.

وأضاف: “عباس لا يقول الحقيقة للشعب الفلسطيني، ولا أستبعد البتة أن يكون مراوغًا؛ لأن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها هذا الرجل بالتهديد بالاستقالة، ومن ثمَّ العدول عن قراره، كما فعل عندما كان رئيسًا للوزراء في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات”.

وأكد القدومي -الذي يعدُّ أحد أبرز القيادات التاريخية في حركة “فتح”- أن عباس سيعدل في نهاية المطاف عن قراره مرةً أخرى، وفق تقديره.

                                             مسرحية وفشل

وبعد ردود الأفعال على تصريحات عباس التي قال فيها إنه “لا يرغب في ترشيح نفسه لانتخابات رئاسية”؛ فإن الأمر له عدة أوجه للفهم، وتتلخَّص كلها في أن نهج التسوية والمفاوضات مع العدو الصهيوني فشل فشلاً ذريعًا، وأنه لم يقدم للشعب الفلسطيني خلال الأعوام العشرين المنصرمة أي شيء، ولم يقدم لهم سوى الخراب والتنازل.

ويشير المراقبون أن “المسرحية” التي يخوضها لم تنتهِ بعد، وأنه ربما يكون لها فصولٌ جديدةٌ، وستنتهي برؤية سيشهدها الشعب الفلسطيني خلال الفترة القادمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....