البقعة تعاني تهجير أهلها ومصادرة أرضها لتحقيق حلم كريات أربع الكبرى

وتقع منطقة “البقعة” في مربع يحيطها بأربع مغتصبات، تضيِّق الخناق على أهلها لتهجيرهم، وتتوزَّع بين مغتصبة “كريات أربع” من الجنوب، ومغتصبة “رامات ميمرا” المعروف بـ”خارصينا” من الغرب، ومغتصبة (كريات خميش) من الشمال الغربي، ويمر الخط الالتفافي في الجزء الشمالي للبلدة، ويحيط جدار الفصل العنصري بالبلدة من جهتيها الشمالية والغربية؛ ما يحولها إلى سجن أسوأ من السجون الصهيونية التي يقبع فيها الأسرى.

                                         تدمير ممنهج ومتسارع

وتشير الإحصائيات التي أصدرها مركز الأبحاث التطبيقية “أريج” إلى أن 65% من أهالي المنطقة يعملون في الزراعة ويعتمدون عليها بشكل رئيسي كمصدر دخل، وتشتهر بزراعة الأشجار المثمرة، مثل العنب والخضراوات، ويوجد بالبلدة (30) كم من الطرق الزراعية صالحة لمشي الأغنام والآلات الزراعية فقط.

ولم يترك الاحتلال والمغتصبون أهالي البلدة يعملون بحرية في أراضيهم، فمنذ العام 2004 تمَّ بناء (41) كم من جدار الفصل العنصري حول القرية، فيما ينتظر 15 منزلاً الهدم، وحوالي (20) كم من الطرق تنتظر الإغلاق أيضًا.

وتبلغ مساحة الأراضي المصادرة لبناء الجدار حوالي 600 دونم، بالإضافة إلى 10 دونمات عزلها الجدار خلفه، وتسبَّب في تدمير قرابة ألفي شجرة، وعزل موقعين تاريخيين ، وخلال انتفاضة الأقصى صادرت قوات الاحتلال حوالي 1000 دونم، وهدمت 10 منازل، وأغلقت العديد من الطرق الزراعية.

                                         حلم الصحراء القاحلة

وتمتد أطماع الاحتلال إلى فناء كامل للبلدة حتى تتحول إلى صحراء قاحلة، كما صرَّح بذلك أحد ضباط الجيش الصهيوني علنًا، وتقوم قوات الاحتلال بين الحين والآخر بحملة لهدم منازل وبرك زراعية وبيوت زراعية بلاستيكية، ومصادرة وسائل الري المختلفة تحت ذرائع البناء دون ترخيص أو البناء في مناطق خاضعة للسيطرة الصهيونية أو أسباب أمنية للمغتصبات.

ويؤكد المزارع أبو بلال والذي دمَّر الاحتلال له أرضًا زراعيةً قبل عام ونصف العام أن الاحتلال أبلغهم بصريح العبارة بضرورة رحيلهم عن الأرض وتركها، كما عرض على بعض أهالي المنطقة إغراءاتٍ ماديةً من قبل المغتصبين لترك المنطقة وبيعها للمغتصبات لضمِّها إليها.

ويشدِّد المزارع على أن قوات الاحتلال تمنعهم من فلاحة الأراضي القريبة من سياج المغتصبات؛ ما جعلها أراضيَ جرداء ميتة، رغم ما تتمتع بها من خصوبة، بالإضافة إلى ما خسرته البلدة من مئات الدونمات من خلال مصادرتها قهرًا، وتقدَّر مساحتها بأكثر من 1500 دونم والمصنفة صهيونيًّا بـ”مناطق مغلقة عسكرية”.

                                     صمود ينقصه الدعم

وكشفت إحصائيات قانونية أن سلطات الاحتلال هدمت ما لا يقل عن ثمانية منازل في المنطقة خلال العامين الماضيين فقط، وما زال 22 منزلاً تحت خطر الهدم في أي لحظة بعد تسليم أصحابها إخطارات بنية الهدم، بالإضافة إلى ستة آبار لجمع المياه وري المزروعات.

وتمنع سلطات الاحتلال أهالي البلدة من سلوك بعض الطرق بحجة الأمن للمغتصبين، خاصةً لقربها على الطريق “الاستيطاني”، وهو ما حرم المزارعين من 5400 دونم غالبها مزروعة بالعنب وتقع على مقربة من الطريق.