الإثنين 12/مايو/2025

حياة عائلة الأسير القائد وصفي قبها.. دموع وأمنيات ومائدة تفتقد رب الأسرة

حياة عائلة الأسير القائد وصفي قبها.. دموع وأمنيات ومائدة تفتقد رب الأسرة
مع انطلاق أذان المغرب وقبل أن تمتد الأيدي إلى مائدة الإفطار؛ تصيب الصدر غصة، ويتغير مذاق الطعام مرارة، حتى الشراب يصبح بالحلق مرًّا وعلقمًا، ويلف الصمت أرجاء المكان، وتصبح الأجساد بلا حواس.. كل شيء يتوقف بسبب وجع يعصف بالأرواح وتسيل الدموع وتسأل بحرقة وألم عن صاحب الدار؛ الذي كان هنا وغاب خلف قضبان الأسر.
الصورة مشابهة في الجانب الآخر بالسجن؛ حيث يقبع غريب الدار الوالد الأسير والزوج المعتقل والأب الذي يفتقد أولاده، فأنفاس الصمت ذاتها تستوطن قلب الأسير الغائب والقابع في أروقة سجن، يسير الزمن فيه بلا ساعات والوقت فيه طويل، ملعونٌ هذا المحتل الذي حرَم أبًا من الجلوس مع أحبته على مائدة واحدة على السحور وعلى الفطور وفي كل وقت.
“مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان” رصد هذه المعاناة المزدوجة؛ من خلال ما تواجهه أسرة الوزير الأسير وصفي قبها في تقرير تلقَّى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخةً منه الثلاثاء (15-9).
وصفي قبها (48 عامًا) أب فلسطيني، غيَّبه قرارٌ بريطاني قديم يُطلق عليه اسم الاعتقال الإداري، ورثته قوات الاحتلال الصهيوني كما ورثت كل شيء؛ يوم أن قسمت البلاد، يتجدَّد له الاعتقال منذ عامين، وفي كل مرة بآخر لحظة قبل انتهاء حكمه ليعود ويبدأ العد من جديد، 180 يومًا أو 90 يومًا حسب قرار التجديد، والتهمة ملف سري سبق أن عانى منه الأب الأسير لمدة ثلاثة أعوام ونصف العام، وها هو اليوم يعاني منه مرةً أخرى، والتهمة أنه وزيرٌ في حكومة فلسطينية منتخبة وشرعية تمَّ الانقلاب على نتائجها من قِبَل دولة لا تمتُّ إلى الديمقراطية بشيء.

في الجانب الآخر، أم تحتضن 6 بنات وولدًا وحيدًا تجلس على مائدة الطعام تلمُّ طيورها حولها.. تحاول أن تعوضهم بعض الشيء.. تجبر نفسها على ابتلاع الطعام الذي أصبح بلا طعم ولا نكهة بسبب غياب عامود البيت.

وينقل المركز عن زوجة الأسير (أم أسامة) قولها: “في كل المناسبات التي كنا نتمناها يكون أبو أسامة غائبًا، فنجاح ابنتي الكبرى ريان، وتبعه نجاح أختها الثانية، ونجاح ولده الوحيد أسامة، ودخولهم الجامعة.. كل هذه المناسبات كان زوجي وصفي غير موجود، وبذلك تكون الفرحة ناقصة.. كم كنت أتمنى أن يراهم وهم يذهبون إلى جامعة النجاح معًا؟!.. كم كان سيفرح بهم كثيرًا؟ فهذا الحلم الذي لطالما تمنيناه حينما كانوا صغارًا، وها هو الآن يتحقق ولكن في ظل غياب الأب ومع فرحة منقوصة لا تكتمل إلا بوجوده”.
أبو أسامة قبها وزير فلسطيني اعتُقل مراتٍ كثيرةً قبل أن يُصبح وزيرًا، واعتُقل مرتين بعد أن أصبح وزيرًا، وعاني ويعاني من الاعتقال الإداري والتمديد المستمر من دون أسباب، ويقبع في سجن النقب مع قرابة الـ400 معتقل إداري المقطوعين عن العالم.
بدوره، قال فؤاد الخفش مدير “مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان” إن العائلة الفلسطينية التي فرق الاحتلال شملها بسبب الاعتقالات المستمرة؛ تعيش أوضاعًا صعبةً في ظل غياب رب الأسرة، مؤكدًا دور الأم الفلسطينية في أن تلعب أكثر من دور داخل الأسرة؛ لتعمل جاهدةً على سدِّ فراغ غياب الوالد.
وأضاف: “الأم الفلسطينية تزرع في قلوب أبنائها حبَّ الوطن، وتحاول جاهدةً أن تخفِّف عن أولادها، وأن تزرع فيهم قيمًا عظيمةً ومعاني جميلة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات