الإثنين 12/مايو/2025

أعياد المغتصبين الصهاينة كابوس يعيشه الفلسطينيون في الخليل

أعياد المغتصبين الصهاينة كابوس يعيشه الفلسطينيون في الخليل

تتعمَّد سلطات الاحتلال الصهيوني إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف مع حلول أي مناسبة للمغتصبين اليهود؛ وذلك لفتح المجال أمامهم بشكل كامل لممارسة طقوس تلمودية في كافة أروقته؛ في محاولةٍ منها لطمس ملامحه الإسلامية بالداخل، وتصويره بأنه كنيس يهودي.
وفي كل عيد يهودي يعيش الفلسطينيون في البلدة القديمة من الخليل حالةً من الترقُّب والخوف من جرَّاء ممارسات الاحتلال والمغتصبين العدوانية تجاههم، من إغلاق المنازل ومداهمتها واحتلالها لأيام؛ بحجة تأمين الأعياد ، بينما يعيث المغتصبون فسادًا وعربدةً في أروقة الحرم ويعتدون على منازل الفلسطينيين

إغلاقات متكررة

وفي شهر أيلول (سبتمبر) الجاري أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل أربعة أيام، منعت خلالها رفع أوقات الأذان أكثر من عشرين مرة، ومنعت إقامة الصلوات باستثناء صلاة العيد التي صادفت فجر أحد الأيام التي أُغلق فيها الحرم الإبراهيمي، كما أعلنت نيتها إغلاقه خلال شهر تشرين أول (أكتوبر) المقبل لمدة يومين بنفس الحجة.
وبحسب مصادر في مديرية الأوقاف بالخليل، فإن قوات الاحتلال أغلقت الحرم خلال الشهر الجاري أيام (19 – 20 – 23 – 28 ) بحجة “عيد الغفران”، كما سمحت في الرابع والعشرين من الشهر الجاري لأكثر من 140 مغتصبًا صهيونيًّا باقتحام منطقة الإسحاقية وأداء طقوس دينية تلمودية دون تنسيق أو إشعار سابق؛ حيث قام المغتصبون وأنصارهم من الحركات اليهودية المتطرفة وقاموا بتدنيسها، وأدَّوا صلواتٍ يهوديةً فيها، كما أطلقوا مزاميرهم وأبواقهم داخل المسجد.
وأكد المصدر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن قوات الاحتلال ستغلق الحرم الإبراهيمي في الرابع والخامس من شهر تشرين أول (أكتوبر) المقبل؛ بحجة حلول عيد “العرش”، كما ستغلقه أيضًا في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) بحجة حلول عيد “السيدة سارة”، وخلال ذلك ستمنع المسلمين من دخوله أو رفع الأذان فيه، وستسمح للمغتصبين بالصلاة في كافة أروقته، بما فيها الجزء المخصص للمسلمين.

يشار إلى أن عمليات إغلاق الحرم المتكررة في وجه المصلين المسلمين تندرَّج في سياق القرارات والتوصيات التي انبثقت عمَّا تسمى “لجنة شمغار” الصهيونية التي كانت قد تشكَّلت في أعقاب المجزرة المروِّعة في الحرم الإبراهيمي في الخامس عشر من رمضان عام 1414 هـ/ 25 شباط (فبراير) 1994م، وذهب ضحيتها 29 شهيدًا وحوالي 300 جريح.

                                              انتهاك لحرية العبادة

وعلقّ النائب في المجلس التشريعي عن محافظة الخليل محمد مطلق أبو جحيشة حول الإغلاق المتكرر من قبل الاحتلال للحرم الإبراهيمي بأن ذلك “اعتداءٌ على حرية العبادة، وحرمانٌ للمسلمين من شعائرهم الإسلامية في أماكن عبادتهم”، مستهجنًا هذه الخطوة المتكررة في حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى بالقدس والحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل.

وأضاف أبو جحيشة في تصريحٍ خاصٍّ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن المطلوب هو فكُّ هذا الحصار المباشر على الحرم على المستويين الرسمي والشعبي، فرسميًّا على القادة السياسيين التحرك لدعم صمود أهالي البلدة القديمة في محيط الحرم، وإثارة هذه القضية دوليًّا، كما هو حال المسجد الأقصى، وشعبيًّا بتسيير قوافل شعبية من أهالي الخليل ومدن الضفة والداخل المحتل إلى الحرم الإبراهيمي بشكل متواصل، والمرابطة فيه كوقف إسلامي لكسر الحصار عنه”.

وتابع: “وكذلك على وسائل الإعلام دورٌ مهمٌّ في إثارة أهمية الحرم الإبراهيمي، كثاني أقدس مكان إسلامي في الأراضي الفلسطينية بعد المسجد الأقصى، وأنه يتعرَّض للتهويد بشكل همجي ومتسارع، والخوف مستقبلاً أن يحوِّله اليهود إلى كنيس مع مرور الزمن وإهمال المسلمين”.

                                                  محاولات للتحرك

وبيَّن أبو جحيشة أن النواب حاولوا -ويحاولون- أن يكونوا في الصف الأول للدفاع عن الحرم الإبراهيمي، من خلال إمكاناتهم المحدودة في ظل ملاحقة الاحتلال إياهم، وتضييق أجهزة السلطة على أنشطتهم الداخلية، مشيرًا إلى أن النواب في وقت سابق نظَّموا مؤتمرًا محليًّا لنصر الحرم الإبراهيمي، لكنهم لم يتمكنوا من تكرار التجربة التي سلَّطت الضوء على الحرم؛ بسبب آثار الانقسام السياسي وملاحقة الاحتلال الصهيوني.

أما سكان البلدة القديمة فيُبدون تخوفهم المستمر من أن تتحوَّل مسيراتُ المتطرفين الصهاينة -كما جرت العادة، في كل عام- إلى موجة جديدة من الاعتداءات العنيفة بحقهم ومنازلهم وسياراتهم، تحت أعين جنود الاحتلال ومشاركتهم، فسيناريو تحطيم المنازل والاعتداء على المواطنين والأطفال يتكرر في كل عيد يحتفل به المغتصبون، وهو ما جعل أعياد المغتصبين أتراحًا على الفلسطينيين.

                                                     عدوان شامل

من جهته وصف الشيخ تيسير التميمي رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين المسلمين بذريعة ما يسمَّى بـ”عيد الغفران” اليهودي؛ بأنه عدوانٌ شاملٌ على الشعب الفلسطيني ومقدساته.

واعتبر في تصريحٍ وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه ذلك “مساسًا خطيرًا بقدسيته، وانتهاكًا لحرمتهما، وحرمانًا للفلسطينيين من حقهم في حرية العبادة وأداء شعائرهم الدينية، وخرقًا سافرًا لكافة المواثيق والقرارات الدولية والشرائع الإلهية، منوِّهًا بأن الاحتلال لن يستطيع أن يفرض استسلامًا على الشعب الفلسطيني أو تفريطًا في مقدساته، مؤكدًا إسلامية الحرم الإبراهيمي بجميع ساحاته وقبابه وأسواره وأبوابه وفضائه وأروقته وأساساته، خالصًا لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، إلى يوم الدين، ولا حق لليهود فيه، لا من قريب ولا من بعيد”.

وما زال الحرم الإبراهيمي في خطرٍ حقيقيٍّ يزيد عن ذلك المحيط بالمسجد الأقصى، خاصةً في ظل الغياب والاهتمام الرسمي والشعبي بشكل واضح؛ ما يجعله عرضةً لمجزرة دينية جديدة، قد تكون في المرة القادمة الحلقة الأخيرة من مسلسل التهويد ومحو الطابع الإسلامي عنه، كمقدمة لقياس ردَّة فعل العالم العربي والإسلامي، في حال تكرر السيناريو في المسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات