الإثنين 12/مايو/2025

في رمضان.. طلبة جامعات الضفة الغربية يحنون إلى إفطارات الكتلة الإسلامية

في رمضان.. طلبة جامعات الضفة الغربية يحنون إلى إفطارات الكتلة الإسلامية
الثلث الأول من شهر الخير انقضى، ليرسم معه الكثير من ذكريات الماضي التي باتت تشكل جزءًا من حديث الذكريات لطلبة الجامعات الفلسطينية في الضفة، وبالأخص تذكرهم الإفطارات الجماعية والأمسيات الرمضانية التي كانت تقوم عليها الكتلة الإسلامية في الجامعات.
 
هذه الذكريات أصبحت اليوم من أمنيات آلاف الطلبة، خاصة أولئك الذين تقطعت بهم السبل، نتيجة عيشهم في السكنات بعدين عن أهاليهم، والموائد التي تعدها أمهاتهم بأطباقها الشهية.
 
الطالب “أمجد”، سنة رابعة، يلملم حروفه ويقول: “الله يرحم تلك الأيام، كلما تذكرناها بكينا على حالنا، فاليوم لا أحد يسأل عن الطلبة، لا مجلس اتحاد طلبة، ولا إدارة جامعة، ولا كتل طلابية، الجميع يبحث عن مصالحة الشخصية”.
 
ويتابع بالقول: “تخيل أننا الآن في شهر رمضان وفي مثل هذا الشهر كنا في كل عام نحتار في أي مسجد سنفطر؟ وكم “كوبون” إفطار ستوزعه الكتلة الإسلامية علينا؟ وأين هي الأمسيات الرمضانية؟”.
 
يصمت قليلا، ثم يضيف: “هذا أصبح كله مجرد حلم، حتى لا أحد يدق باب السكن ليطمئن علينا، الله يرحم أيام الكتلة الإسلامية، كانوا لا يكلون من كثرة الزيارات وتقديم الطرود الغذائية وحملات المساعدات الخيرية”.
 
أما الطالب “بلال”، فيقول بدوره: “أصبحت المطاعم اليوم هي وجهتنا، وقلما نجد فيها ما يتناسب والصائم، إلا أننا مضطرون إلى تناول أي طعام ليسد رمقنا”.
 
ويتابع القول: “بتنا ننتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر حتى نذهب لزيارة أهلنا حتى يتاح لنا تناول طعام نشتاق إليه باقي أيام الأسبوع”.
حملات كثيرة
أبو عبد الله، أحد نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، يقول: “قبل أن يُفرض حظر الكتلة الإسلامية، ونشاطها دخل حرم الجامعة بتنسيق بين أجهزة عباس وإدارة الجامعة، كنا نبذل جهودًا كبيرة في ترتيب حملات مساعدات كثيرة”.
 
ويضيف: “في كل عام كنا نبدأ الاستعدادات قبل شهر رمضان بفترة طويلة، ونتعاقد مع كثير من المطابخ لإعداد الوجبات الجاهزة بمستوى يليق بالطلاب، بالإضافة إلى إعداد إفطارات جماعية في العديد من المساجد القريبة من تجمعات سكنات الطلاب”.
 
ويستدرك قائلا: “هذا اليوم كله أصبح ممنوعًا، ويعتبرونه من مظاهر الخروج على القانون، أي قانون هذا الذي يحرم طلبة العلم مجرد الشعور بالحياة الكريمة ومعاني الإنسانية في شهر الخير والبركة؟”.
 
أما “أبو أنس”، أحد نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعة بولتيكنك بالخليل، فيقول بدوره: “هناك خطة مبرمجة لإبعاد الفكر الإسلامي وإيجابياته عن المجتمع الفلسطيني، وبالتحديد عن طلبة الجامعات، ومنذ المنطلق هم يحاولون التضييق على كل النشاطات الإسلامية في الجامعات”.
 
ويتابع: “في كل أنحاء العالم لا يمكن لأحد أن يمنع العمل الخيري، لكن أجهزة أمن عباس يمنعونه في الضفة، والسبب ليس كما يدعون أنه سبب أمني، وإنما هو هاجسهم من الدور الاجتماعي الذي تقوم به الكتلة الإسلامية من خدمة طلبة الجامعات، وهو ما لا يستطيع أحد آخر أن يقوم به”.
 
ويشدد أبو أنس على أن “الخير وأهله موجودون في فلسطين، وسيبقون موجودين مهما تم التضييق عليهم، فهناك ألف طريقة لمساعدة من يحتاج للمساعدة”.

استهداف العمل الخيري
ويرى الكثير من المراقبين أن حملات الإغاثة التي كانت تقدم للطلاب في الجامعات الفلسطينية بالضفة تستهدف العمل الخيري في الضفة، وهو ما يؤدي إلى خلق حالة من الفقر أو الحاجة، وبالتالي يصبح الإنسان رهن التفكير في لقمة عيشه.
 
وبحسب المراقبين، فإن هناك تفكيرًا سائدًا لدى مؤسسات السلطة الأمنية التي تسير وفق مخططات دايتون، أن منع الكتلة الإسلامية وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الضفة الغربية من العمل الخيري سوف يبعدها عن الجمهور الذي منحها الثقة.
 
إلا أن هذا التفكير، وفقًا للمراقبين، هو تفكير سطحي، فالمواطن العادي يدرك طبيعة ما يخطط له، وبالتالي فإن إغلاق المؤسسات الخيرية سيكون بمثابة دليل واضح على أن هذه المخططات الخارجية هدفها المواطن الفقير وليس من يقوم على هذه الأعمال.

 

وسارعت حكومة فياض اللا شرعية إلى إصدار قرارات بإغلاق عشرات الجمعيات الخيرية في الضفة الغربية، والتي تقدم مساعدات لآلاف الأسر الفقيرة، كما حظرت أي نشاط خيري يرتبط بالحركة الإسلامية أو أيٍّ من مؤسساتها الخيرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات