الأسير المحرر النائب عبد الجواد.. انتزع شهادة الدكتوراه من أنياب سجانيه

فور خروج النائب الأسير المحرر الدكتور ناصر عبد الجواد من سجنه واستقباله هو والنواب الثمانية معه في بلدة الظاهرية؛ وجَّه ومن معه رسالةً للشعب الفلسطيني، تتضمَّن ضرورة السموِّ فوق كل خلاف لا يستفيد منه سوى الاحتلال، مؤكدين أنهم سيبذلون كل جهد مستطاع في سبيل الدفع نحو تصويب الحالة التي وصل إليها شعبنا الفلسطيني، وأن رسالتهم لشعبهم تكمن في ضرورة العمل على إنهاء الإنقسام السياسي وإعادة اللُّحمة إلى شطري الوطن، مطالبين بوقفة جادة مع الذات لما فيه خير شعبنا.
النائب المحرر
د. ناصر عبد الجواد نائب وأسير محرر من دير بلوط غرب سلفيت؛ أَفرج الاحتلال عنه مساء الأربعاء 2-9-2009م، وبقي طول فترة السجن الظالمة صامدًا، رغم كل ما أكل حديد السجن من لحمه.. قصة صمود خاضها النائب المحرر قلَّ نظيرها في مواجهة السجن والسجان، وعائلته فرحت فرحةً منقوصةً بعد 15 عامًا في السجن بالإفراج عنه؛ لكون آلاف الأسرى ما زالوا يقبعون في الأسر.
فمخابرات الاحتلال لم تترك الشعب الفلسطيني في حالِه، ولا حتى ممثليه الشرعيين والحقيقيين، فهي أفرجت عن تسعة نواب لانتهاء محكوميتهم، وما زالت تعتقل وتجدِّد فترة الاعتقال لبقية النواب الـ23 دون محاكمة كجزء من سياسة العقاب والاستهداف لكل مقاوم يرفض الاحتلال.
محامي النائب الأسير عبد الجواد أكد أن النائب عاد في إحدى الزيارات من على باب السجن، رافضًا زيارة المحامي، بعد أن طلب منه الجنود أن يقيِّدوا يديه ورجليه وذلك في خطوة استفزازية غير مسبوقة، وادَّعى الجنود أن هذه الإجراءات المشددة جاءت بناءً على طلب جهاز الشاباك لحجج أمنية واهية؛ مما يتسبَّب للأسرى في مزيد من المعاناة والإهانة، وهو ما رفضه النائب صاحب الخبرة بأكاذيب الاحتلال.
وأكد الدكتور ناصر عبد الجواد أن رجوعه ورفضه للزيارة كانت بمثابة احتجاج ورفض لسياسة الإذلال التي تمارسها إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى وذويهم على حدٍّ سواء، متهمًا الاحتلال باتخاذ الإذلال كهدف تسعى لتحقيقه بكافة الأشكال.
عائلة الدكتور ناصر تتذكره رغم السنين الطوال في الأسر، وتتذكر لحظات الاعتقال الأخيرة، ففي 29-6-2006 قامت قوات الاحتلال باقتحام منزل النائب والواقع في بلدة دير بلوط، وقامت بتفتيشه والعبث في محتوياته، ومن ثم اعتقلت النائب الدكتور عبد الجواد، وجرى نقله إلى المعتقل، ورغم عدم إدانته بأي تهم أو إخضاعه لأي تحقيق واستجواب جرى تمديد فترة اعتقاله مرةً تلو الأخرى.
“طوال فترة الاعتقال عاشت عائلة عبد الجواد ظروفًا صعبةً” تقول زوجته الصابرة أم أويس: “جرى نقله من سجن لآخر، وحرمنا زيارته عدة مرات بذريعة الإجراءات الأمنية وممنوع أمنيًّا، وأحيانًا ينتهي مفعول التصريح قبل يوم من الزيارة”.
زوجة النائب لا تنسى أية لحظة، فقد عاد شريط الذكريات مسرعًا لـ”أم أويس” زوجة النائب، في نفس المكان قبل أعوام في دير بلوط، في التاسع من تموز (يوليو) صيف 93، كان الجنود على الباب، الهدف واضح ومعلن منذ البداية.. اعتقال ناصر، تم تقييده، ألقي في الجيب العسكري، وبعد أقل من ساعة كان في سجن نابلس المركزي.. هناك بدأت رحلة التحقيق، ناصر عبد الجواد شخص فاعل في حماس.. وعضو في الجهاز العسكري.. هذه تهمته التي سيقضي لأجل انتزاع الاعتراف بها شهرًا في أقبية تحقيق السجن المركزي في نابلس، ومنه سيستكمل مشوار التحقيق والعزل في الجلمة، سنة كاملة.. كان ناصر عبد الجواد يعيش في جو مبهم.. لم يكن يتخيل أن اثني عشر عامًا ستنتظره في العتمة.. وكاملة أيضًا، لن تشمله صفقات أو إفراجات، أو أي شيء من هذا.
ينتزع الدكتوراه من سجانه
يحكي عبد الجواد حكاية الدكتوراه قبل اعتقاله لمراسلنا: “أنا نفسي لم أكن لأصدق يوما أن بإمكاني تحضير رسالة دكتوراه داخل السجن، كنت أحسب أنني سأستغل الوقت والسنوات دون أن تضيع هباء، وربما أستطيع إنجاز جزء كبير من الرسالة، وعند الإفراج سيتم استكمال ما تبقى منها، لكنني ورغم ظروف الاعتقال السيئة استطعت إكمال الإعداد للرسالة، الكل هنا تفاجأ، لم تكن إدارة السجن في عسقلان حيث قمت بإعداد الجزء الأكبر من الرسالة تسمح بأي حال من الأحوال بالدراسة أو إعداد الأبحاث لطلاب غير منتسبين للجامعة العبرية… وكنت استغل هذا الأمر، حيث كنت أخفي أوراقي بين ملفات وأوراق المعتقلين المنتسبين للجامعة العبرية، حيث كانت أغراضنا تتعرض للتفتيش الأسبوعي، ويتم مصادرة أية أوراق أو وثائق قد تفيد بأنني طالب.
التقنية في خدمة الدكتور
وبعد جهود مضنية تشكل الفريق الممتحن في جامعة النجاح بعد إيعاز من الجامعة الأميركية في واشنطن، والتي انتسب اليها منذ العام 97 من أجل مناقشة رسالة الدكتوراة التي انتهى ناصر من إعدادها، لم تسمح إدارة معتقل مجدو للجنة بدخول المعتقل، ولم يكن أمام ناصر سوى الهاتف الخلوي المهرب، والذي تطارده سلطات السجن كل حين، وعلى الجانب الآخر في إحدى قاعات جامعة النجاح كان كل شيء حاضرا، تم إعداد مضخم صوت، وحضرت اللجنة بأكملها، والعائلة أيضا لم تكن غائبة عن هذا الحدث الذي أثار ضجة كبيرة في حينه.
على مدى أكثر من ساعتين استطاع ناصر عبد الجواد مناقشة الرسالة، في النهاية أعلنت اللجنة نجاح عبد الجواد، التصفيق والفرح في المعتقل لم توازيه فرحة.
يقول عبد الجواد” عندما سمع المعتقلون بجانبي قرار اللجنة بمنحي درجة الدكتوراة طاروا فرحا، لقد وفروا درجة من الهدوء ولم يتوانوا في مساعدتي بكل ما أحتاج…”.حتى إدارة المعتقل لم تصدق بأن بإمكان إنسان فلسطيني ان يفعل كل هذا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حراس الأقصى يحبطون ذبح “قربانًا تلموديًا” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حراس المسجد الأقصى المبارك، اليوم الاثنين، إدخال مستوطنين "قربانا حيا" إلى باحاته، عبر باب الغوانمة....

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...