السبت 04/مايو/2024

مشروع ريغان (للسلام)

مشروع ريغان (للسلام)

بدأت (إسرائيل) حربها على لبنان في السادس من حزيران (يونيو) عام 1982م، وأطلقت عليها اسم (عملية سلامة الجليل) وصعدت هجماتها البرية والجوية والبحرية، واستهدفت المدن والقرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وارتكبت المجازر في كل مكان، وكان أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا، وقصفت المواقع والبيوت والمؤسسات والمدارس والعيادات والمستشفيات بالقنابل العنقودية والفسفورية والانشطارية المحرمة دولياً، وبعد تدخلات دولية، وجولات مكوكية للمبعوث الأمريكي فيليب حبيب، تم الاتفاق على خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، إلى عدد من الدول العربية وبالفعل تم ذلك في الفترة ما بين 21/8 وحتى 30/8/1982م.

وبعد ذلك مباشرة ألقى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان خطاباً عبر الإذاعة والتلفزيون الأمريكيين بتاريخ 1/9/1982م، تحت عنوان (مبادرة سلام أمريكية لشعوب الشرق الأوسط)، قال في مقدمته:

“إن الحرب على لبنان بكل ما فيها من مآس، أتاحت لنا فرصة جديدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، إن علينا أن نغتنم هذه الفرصة الآن، ونحقق السلام في تلك المنطقة التي تعاني الاضطرابات، وتمثل أهمية حيوية لاستقرار العالم.

يمكن ببساطة معرفة تلك الفرصة الجديدة لإحلال السلام وسبب اغتنام أمريكا لها (الآن) وذلك بعد يوم واحد من انتهاء خروج رجال المقاومة الفلسطينية من لبنان، ليفهم جيداً طبيعة ذلك السلام الذي تعرضه الولايات المتحدة الأمريكية في مشروعها الذي أطلقه رئيسها رغان فلا مجال للتوازن بين الفلسطينيين، و(إسرائيل) في ذلك الوقت.

رسم ريغان إطاراً عاماً لحل قضية فلسطين والشرق الأوسط وذلك الإطار هو اتفاقيات (كامب ديفيد) التي اعتبرها (السبيل الوحيد لحل النزاع العربي الإسرائيلي، لأنها لا زالت تشكل أساس سياسة الولايات المتحدة الأمريكية). اقترح ريغان في مشروعه، سبعة مبادئ للحل، هي:

1.     إن الأمن الذي تتطلع إليه (إسرائيل) لا يمكن تحقيقه إلا من خلال سلام حقيقي.

2.     إن التطلعات السياسية للشعب الفلسطيني مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحق (إسرائيل) في مستقبل آمن.

3.     (إسرائيل) حقيقة واقعة، وراسخة، وشرعية داخل المجتمع الدولي، وعلى الدول العربية أن تقبل هذه الحقيقة.

4.     إن السلام والعدل لا يمكن تحقيقهما إلا عن طريق المفاوضات المباشرة والمنصفة والشاقة.

5.     لـ(إسرائيل) حق في الوجود وراء حدود آمنة، يمكن الدفاع عنها.

6.     لا عودة إلى حدود ما قبل 1967م وإنني لن أطلب من (إسرائيل) أن تعيش تحت مرمى مدفعية الجيوش العربية المعادية مرة أخرى.

7.     إن قضية الفلسطينيين أكثر من مسألة لاجئين واستناداً إلى تلك المبادئ السبعة، رسم الرئيس الأمريكي ريغان تصوره العملي لحل قضية فلسطين على النحو التالي:

1.  إقامة حكم ذاتي كامل للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يديرون فيه شؤونهم الخاصة لمدة خمس سنوات تبدأ بعد إجراء انتخابات حرة لاختيار سلطة فلسطينية للحكم الذاتي، بحيث لا تشكل تلك السلطة تهديداً لأمن (إسرائيل).

2.  تجميد إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة طوال السنوات الخمس، بهدف إيجاد ثقة بين العرب والإسرائيليين.

3.  الولايات المتحدة لن تؤيد إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، ولن تؤيد ضمهما أو السيطرة الكاملة عليهما من جانب (إسرائيل).

4.     ترى الولايات المتحدة أن حكماً ذاتياً للفلسطينيين في الضفة وغزة مرتبطا بالأردن يوفر أفضل فرصة لسلام دائم وعادل وثابت.

5.     إن النزاع العربي الإسرائيلي يجب أن يحل بمفاوضات تنطوي على مبادلة الأرض بالسلام.

6.     بقاء مدينة القدس غير مجزأة، إلا أن وضعها النهائي يجب أن يتقرر بالتفاوض.

وغير ذلك، وبعد طرح المشروع بأيام قليلة كان مؤتمر القمة العربي الثاني عشر (6-9/9/1982م) فآثرت الدول العربية عدم التعليق على المشروع أما (إسرائيل) فقد أعلنت رفضه.

هذا ما كان عام 1982م فما الذي حصلنا عليه بعد ذلك من خلال اتفاقية أوسلو.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات