الإثنين 12/مايو/2025

زيارات سلام فياض.. ظاهرها فيه الإنجازات وباطنها سلوكٌ انتخابيٌّ

زيارات سلام فياض.. ظاهرها فيه الإنجازات وباطنها سلوكٌ انتخابيٌّ

كثرت في الأيام الأخيرة الجولات التي يقوم بها سلام فياض رئيس “الحكومة” غير الشرعية في الضفة الغربية إلى محافظات الضفة الغربية؛ حيث كانت لافتة زياراته الموسعة إلى المدن والقرى؛ ففي جولاته في نابلس وجنين وطولكرم كان يقوم بزيارة 10 – 15 قرية دفعة واحدة، ويجتمع مع فاعلياتها بشكل غير معتاد في الفترة السابقة.

فقد زار فياض خلال الأسبوع الجاري وحده أكثر من خمسين موقعًا في شمال الضفة الغربية وجنوبها، وهذا رقمٌ قياسيٌّ لرئيس وزراء، ولكن لماذا في هذا التوقيت؟

إنجازات وهمية

ويسعى فياض خلال زياراته إلى افتتاح مشاريع تنموية في كل موقعٍ يزوره، فيما يشبه للوهلة الأولى أن في الأمر إنجازات اقتصادية، ولكنها في حقيقة الأمر مجرد فبركات إعلامية لا أكثر.

فالذي يحدث هو أن يقوم مكتب فياض برصد أوقات افتتاح مشاريع تقوم عليها مؤسَّسات غير حكومية أو بلديات ممولة من جهات عربية أو أجنبية، ويرتب زياراته على مواعيد افتتاحها، بينما لا علاقة لـ”حكومته” في تنفيذ هذه المشاريع.

ويرسل فياض من وراء ذلك رسالة إلى المواطن أنه صاحب كل هذه المشاريع، ولولاه لما كانت.

يقول رئيس أحد المجالس البلدية في الضفة الغربية: “المشاريع التي تنفذها المجالس البلدية ومنظمات المجتمع المدني في معظم الحالات ليس لها علاقة بـ”الحكومة”، بل يتم الحصول على تمويل لها من الجهات الدولية الممولة مباشرة حسب جهد كل مجلس أو مؤسَّسة وعلاقاتها”.

ويضيف: “حين يقوم سلام فياض بزيارات يفتتح خلالها مثل هذه المشاريع يُظهر نفسه أمام المواطنين أنه السبب في هذه الإنجازات، ولكن العكس هو الصحيح”.

ويشير رئيس المجلس البلدي إلى أن سلام فياض، ومنذ توليه رئاسة “الحكومة” يعمل جاهدًا من أجل إقصاء القطاع غير الحكومي عن دائرة التمويل، ويقوم بزيارات دولية من أجل تحويل كل التمويل إلى الـ”حكومة” باعتبار أنها تحظى بغطاء دولي ويجب تحويل كل الدعم إليها.

ويرى أن كل الدراسات التنموية تشير إلى عدم وجود أثر تنموي للأموال التي تذهب إلى “حكومة” فياض مباشرة؛ لأنها تذهب لتغطية الرواتب فقط في ظل التضخم الوظيفي غير المعقول.

تهميش متعمد

وينقل عن “وزراء” في “حكومة” فياض تذمُّرهم الشديد من جولاته الميدانية المكثفة التي يتعمَّد خلالها عدم اصطحاب وزراء من حكومته معه.

فقد جرت العادة أن يقوم “رئيس الوزراء” بإبلاغ الوزير في “حكومته” الذي ينحدر من المنطقة التي سيزورها من أجل مرافقته، ولكن فياض يتعمَّد عدم إخبار وزرائه.

ونقل عن محمد اشتية “الوزير” في “حكومة” فياض امتعاضه الشديد من هذا السلوك الانتخابي المبطن الذي يهدف إلى توسيع رقعة الولاء له تمهيدًا لأي انتخابات قادمة، من خلال رسالة موجهة إلى المواطنين مفادها أن فياض هو كل شيء، ولا يمثل أحد دونه شيئًا.

ويربط كثيرون بين هذه الزيارات واقتراب الموعد الافتراضي للانتخابات الرئاسية والتشريعية أوائل العام المقبل.

يذكر في ذات السياق عن المظاهر الأخرى لتجاوز “الوزراء” ما حدث مع “وزير” الداخلية في “حكومة” فياض سعيد أبو علي؛ حيث تبيَّن في أكثر من جلسة لمجلس الوزراء أنه لا يعلم شيئًا عن قضايا تتعلق بعمل “الأجهزة الأمنية”، في حين يظهر فياض في ذات الجلسة محيطًا بكل شيء وعلى تواصلٍ مباشرٍ معها، متجاوزًا وزير الداخلية في “حكومته”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات