اتهامات بالتزوير والتلاعب تطغى على انتخابات لجنة فتح المركزية ومجلسها الثوري

قبل أن تظهر نتائج انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة “فتح” تعالت الاتهامات بين كوادر الحركة التزوير والتلاعب، لا سيما فيما يتعلق بأصوات أعضاء المؤتمر الغزيين؛ حيث اتهم أعضاء من “فتح” اللجنة المكلفة بتعريف هويات أعضاء غزة بالتزوير والتلاعب، إلى جانب تعمُّد حرمان عشرات الأعضاء من حقهم في الاقتراع لصالح جهات معينة دون تسميتها.

ونقلت مواقع تابعة للحركة امتعاض العشرات من كوادرها وأعضاء مؤتمرها السادس في قطاع غزة واستياءهم من الطريقة التي تعاملت بها معهم لجنة الانتخابات المشرفة على انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري.

حرمان من التصويت وتزوير

وقال عدد من الكوادر إنهم انتظروا ساعات طويلة اتصال لجنة الانتخابات بهم بهدف التصويت، ولكن دون جدوى؛ مما يؤكد أن جهاتٍ في لجنة الانتخابات وبعض قيادات الحركة تريد حرمانهم من حقهم الطبيعي في التصويت لانتخاب قيادة الحركة، حسب تعبيرهم.

وأكد أعضاءٌ أن لجنة تعريف الصوت تعبِّئ النموذج وتمارس التزوير في الانتخابات، فيما حاول أحد المشرفين على اللجنة (منير سلامة) تبرير التجاوزات والخلل بأن هناك سوء اتصالات بين بيت لحم وغزة، مؤكدًا أن اللجنة التعريفية للصوت ليس ذاتها التي تعبِّئ نموذج التصويت.

من جهته اتهم أحمد نصر (أحد قادة “فتح” في قطاع غزة والمرشح لعضوية اللجنة المركزية) اللجنة المكلفة بالاتصال بغزة بتعمُّد عدم الاتصال بـ200 عضو من أعضاء المؤتمر: 120 مدنيًّا و80 عسكريًّا، مؤكدًا أن أعضاء اللجنة التي كُلِّفت بالاتصال غير نزيهة، وهم صخر بسيسو، وأحمد أبو هولي، وعبد الحميد العيلة.

وفي وقتٍ لاحقٍ قالت مصادر إن عباس أمر بإعادة تشكيل اللجنة، في إشارةٍ إلى إقرارٍ بحدود التلاعب.

وأكد: “حاولنا طوال الليل منع المهزلة، واتصلنا بأحمد الصياد ومساعديه ولم يستجيبوا، وتمَّ إغلاق الصناديق دون الالتفات إلى أكثر من 200 عضو لم يصوِّتوا لحساباتٍ نعرفها جيدًا”.

وأشارت المصادر إلى أن نائب رئيس المؤتمر صبري صيدم -وهو مرشح للمجلس الثوري ووالدته مرشحة للجنة المركزية- وعد بتجهيز 50 محطة اتصال لاستخدامها في عملية التصويت لأعضاء المؤتمر في قطاع غزة، ويوم الانتخابات فوجئ الجميع بوجود ثماني عاملات على الهواتف قمن بالاتصال بمن لهم حق الانتخاب في غزة؛ حيث استغرقت عملية التصويت للعضو الواحد ما يزيد عن 30 دقيقة.

فشل في التحضير

وأشارت المصادر إلى أنه لم يكن لدى لجنة الانتخابات ولا اللجنة التحضيرية قائمة بأرقام هواتف أعضاء المؤتمر؛ مما اضطر المرشحين في اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات بتجهيزها وتقديمها إلى لجنة الانتخابات.

عباس يطرد أبو غربية

واتهم موقعٌ إلكترونيٌّ تابعٌ لمحمد دحلان لجنة الانتخابات بوقف عملية التصويت عبر الهاتف الساعة الثالثة فجرًا وبتعليمات من عثمان أبو غربية رئيس المؤتمر (مرشح للجنة المركزية)؛ مما استدعى حضور محمود عباس شخصيًّا إلى قاعة الانتخابات وأصدر تعليماته بمواصلة عملية التصويت حتى الانتهاء من جميع الأعضاء في غزة، وقام بطرد أبو غربية من قاعة الانتخابات.

وزعم الموقع أن كشوف الأسماء (أعضاء المؤتمر من قطاع غزة) التي أقرَّتها اللجنة التحضيرية كانت تضم 450 عضوًا، لكن القوائم التي قدِّمت إلى لجنة الانتخابات لم تضم إلا 390 عضوًا فقط، فيما تمَّ حذف 60 عضوًا، وعندما طالب صخر بسيسو باعتماد الكشوف الأصلية رفضت لجنة الانتخابات ذلك إلا بقرارٍ من اللجنة التحضيرية؛ مما اضطره إلى مغادرة القاعة محتجًّا على محاولات حذف أسماء أعضاء قطاع غزة.

دحلان يتخوَّف فينشر الأكاذيب

وأشار الموقع إلى أن عددًا من أعضاء المؤتمر وعدد من المرشحين؛ منهم أعضاء في اللجنة المركزية المنتهية ولايتها، وعدد من المسؤولين؛ دخل المحطات الانتخابية وحاول التأثير في آراء الناخبين ودعوتهم إلى انتخاب مرشحين محددين على حساب آخرين لدرجة أن وصل الأمر بعضوٍ في اللجنة المركزية المنتهية ولايتها ومرشح للجنة المركزية الجديدة إلى الاتصال بأحد الأعضاء وتهديده وتوجيه الشتائم إليه بسبب عدم انتخابه في حين وجد عدد من المرشحين في الساحات الخارجية وقاموا بتحريض الناخبين على عدم انتخاب مرشحين بعينهم، مثل توفيق الطيراوي ومحمد دحلان وآخرين.

ونقل الموقع عن العديد من كوادر “فتح” الذين ادَّعى تجاهلهم خلال عملية التصويت، أنهم لن يعترفوا بنتيجة الانتخابات.

غير أن مصادر أخرى في حركة “فتح” قالت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن بعض الأطراف التي شعرت بهزيمتها وفشلها في الصعود إلى اللجنة المركزية تحاول اختلاق وافتعال أزمة تزوير مختلقة لتعطيل العملية.