قناديل فلسطين: زفاف جماعي لـ38 كفيفًا في غزة يرسم الفرحة رغم الحصار (تقرير)

في حدث استثنائي بشكله ومضمونه وأهدافه؛ احتفلت “جمعية التيسير للزواج والتنمية”، مساء الأحد (2-8) في مركز رشاد الشوا وسط مدينة غزة، بزفاف 38 عريسًا مكفوفًا تحت عنوان “قناديل فلسطين”؛ لترسم لوحات من الأمل والفرح على كلِّ الوجوه في صورةٍ عكسها الاحتفاء بالعُرُس وعائلاتهم.

وجرى الحفل لـ38 عريسًا، بحضور الدكتور وائل الزرد رئيس مجلس إدارة “جمعية تيسير الزواج”، الجهة المشرفة على هذا الحدث الأول من نوعه في الشرق الأوسط بأسره، ولفيف من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، وأعضاء من الحكومة الفلسطينية، بجانب عدد كبير من الوجهاء الأكاديميين وأهالي العُرُس وذويهم.

ومع الإعلان عن بدء فعاليات العرس انطلقت مواكب العُرُس من مسجد العباس وسط مدينة غزة تترى، في لوحة فنية حملت معانيَ متعددةً، سواءٌ عبْر أعلام فلسطين التي رفرفت في مقدمتها، معلنةً أن فلسطين فوق وقبل أي اعتبار، أو عبْر الترتيب والتنظيم والكشافة التي تقدَّمتها موحيةً بمدى الإعداد ودقة التنظيم لهذا الحدث، وسارت المواكب يتقدمها موكب إدارة “جمعية التيسير للزواج”، يتلوه موكب العُرُس، ومن خلفهم موكب أهاليهم وذويهم في حلة جميلة؛ حيث تعلو البسمة الشفاه، وتتزايد سرعة نبضات القلوب بهذه المواكب المهيبة.

                                       زواج في وجه الحصار

أعرب د. وائل الزرد رئيس مجلس إدارة “جمعية التيسير” عن سعادته بهذه الاحتفالات التي تنظمها الجمعية، وقال: “إنها تهدف إلى زرع السعادة لدى المئات من الشباب وذويهم؛ حيث ينتقلون من ميدان العجز إلى ميدان العطاء”، وأوضح أن إدارة الجمعية تُولي اهتمامًا كبيرًا لهذا الحدث “الأول في الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن الاستعدادات بدأت منذ فترة طويلة.

وأشار إلى أن “جمعية التيسير” رعت في العام الماضي الكثير من الاحتفالات الجماعية، وكانت درَّة أفراحها هي زواج جرحى الانتفاضة، منوِّهًا بأن درَّة احتفالات هذا العام كان احتفال “قناديل فلسطين”، مؤكدًا جمال هذه اللحظات التي تمثل ميلاد الخير للشعب الفلسطيني بتزويج أبنائه المكفوفين، وعبَّر عن لحظات الفرحة والسعادة التي يعيشها أهالي العرسان وهم يشاهدون ثمرة التربية والجهد والصبر الطويل، وثمرة متابعة أبنائهم المكفوفين رغم صعوبة الظروف وقوة الحصار.

وأعرب د. الزرد عن تقديره وتهانيه للعُرُس وذويهم وللقائمين على هذا العرس الجماعي؛ على هذا الإنجاز الكبير في ظل الحصار المفروض على القطاع، مؤكدًا استمرار الجمعية في عملها.

                                           اعتزاز وفخر

وفي كلمته نيابةً عن المكفوفين أثنى الكفيف خضر بارود على “جمعية التيسير”، وما منحته لهم من مساعدات، ولم تبخل عليهم بشيء، سواءٌ في التوفيق بينهم وبين زوجاتهم، أو الأموال والخدمات المقدَّمة إليهم، مضيفًا: “إن الجمعية كانت منذ إنشائها المثل والقدوة لكل المؤسسات والجمعيات الغير ربحية؛ لما تبذله وتقدِّمه للشباب الفلسطيني من خدمات، وللمجتمع بأسره، متمنيًا أن تحذو جميع الجمعيات حذوَها”.

 

وأكد بارود على أن الأكفَّاء قادرون على صنع الحياة والعيش كالآخرين، مشيرًا إلى أن مَن يظن أن المكفوفين عاجزون فهو خاطئ في ظنه.

وفي ختام كلمته وجَّه الكفيف بارود كلمة شكر وعرفان إلى الآباء والأمهات على صبرهم وتضحياتهم، وإلى المؤسسات المحلية والدولية التي أسهمت -ولا زالت- في دعم “جمعية التيسير”.

وفي نهاية الحفل تسلَّم جميع العُرُس المكفوفين مبلغًا نقديًّا مقدمًا لهم من “جمعية التيسير للزواج والتنمية”.