الثلاثاء 13/مايو/2025

التَّآمر الأمني بين أجهزة الأمن الدَّايتونية في الضفة الغربية وجيش الاحتلال الصّ

التَّآمر الأمني بين أجهزة الأمن الدَّايتونية في الضفة الغربية وجيش الاحتلال الصّ

المقدمة :

دلت الجريمة الأخيرة التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس رئيس السلطة المنتهية ولايته، بما لا يدع مجالاً للشك على أنها تمنح سلطات الاحتلال الصهيوني الولاء الأعمى، والتعهد الكامل بالقضاء على المقاومة والمقاومين وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية حماس بالضفة الغربية المحتلة .

هذا الولاء لم يتولد صدفةً بل كان نتيجة للتنسيق الأمني بين سلطات الاحتلال وأجهزة عباس الأمنية اللتين تعاهدتا على اجتثاث المقاومة والمقاومين في الضفة الغربية؛ فالاحتلال من جهة وأجهزة عباس من جهة تمثلان فكي كماشة يحيطان بالمقاومة ليفتكا بها .

إن السعادة الغامرة وغمزات الرضا التي أبدتها سلطات الاحتلال تمثل أوسمة عارٍ على جبين سلطة عباس التي أمست تمارس العمالة عالمكشوف ودون خجل أو وكخيار إستراتيجي لها في الضفة الغربية، بيد أن الواقع والتاريخ يبينان أن الغلبة في نهاية المطاف حتمًا لأصحاب الإرادة والإيمان والحق .

يدٌ واحدة على المقاومة

صحيفة هآرتس الصهيونية نقلت في عددها الصادر الاثنين بتاريخ (1/6/2009 م ) عن مصادر عسكرية صهيونية قولها إن مقتل محمد السمان قائد الجناح المسلح لحركة حماس في مدينة قلقيلية على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية يعد بمثابة ضربة قاسية ثانية يتعرَّض لها الجناح العسكري لحركة حماس في غضون أسبوع بعد مقتل عبد المجيد دودين قائد القسام في الخليل بعد اشتباكاتٍ مع وحدة مكافحة الإرهاب الصهيونية .

وقالت المصادر للصحيفة أن السمان كان مطلوبًا لدى ( الشاباك ) منذ عدة سنوات، وهو مسؤول عن خلية تخريبية ، ويُنسَب إليه محاولة تفجير شاحنة مفخخة في غوش دان قبل سنتين، موضحة أن واقعة قتله تثبت جاهزية السلطة الفلسطينية وقدرتها على جمع معلومات استخبارية، وأنها وحَّدت أجهزتها للعمل ضد حماس “.

وأكد قائد كتيبة في الجيش الصهيوني في الضفة الغربية أنه لا يرسل جنوده إلى المدن الفلسطينية التي تقع تحت إمرته؛ وذلك لأن السلطة تسيطر بيد عليا هناك، مشددًا على أن المناطق الفلسطينية أصبحت آمنة كالمدن الصهيونية، حسب تأكيده .

سعادة صهيونية غامرة

هذه التصريحات عبرت عن مدى سعادة سلطات الاحتلال ورضاها من أداء أجهزة عباس دايتون بعد جريمة اغتيال القائد القسامي محمد السمان ومساعده محمد ياسين في قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة؛ حيث أعرب وزير شؤون الأقليات الصهيوني أفشاي برافرمان عن رضاه عن جريمة قلقيلية بالقول : “ إن محمود عباس يقوم بالتزاماته تجاه أمن إسرائيل ، بينما قال الوزير الصهيوني المتطرف هير تشيكوفتس “: “ اليوم نعرب عن سعادتنا لانضمام أبو مازن إلى إسرائيل في مكافحتها الإرهاب “!.

برنامج سري

المحلل السياسي الدكتور أنيس النقاش أكد من جهته أن سلطة عباس تنفذ برنامجًا سريًّا اتفقت عليه مع العدو الصهيوني لتطبيق برنامج حكومة نتنياهو المتطرفة، موضحًا أن هذا المخطط يرتكز على نقطتين؛ أولاهما : تصفية المقاومة كاملة بجميع كوادرها وعناصرها، والثانية : الانتقال إلى التحول الاقتصادي بدعم الضفة الغربية لتصبح متميزة عن قطاع غزة ليكون هناك صورتان على الساحة الفلسطينية .

وأضاف النقاش في تصريح خاص لمكتب حماس الإعلامي في شمال قطاع غزة بتاريخ 1/6/2009 م : “ الأولى هي غزة المحاصرة المنكوبة المقاوِمة، والثانية هي الضفة المتقدمة اقتصاديًّا والمتعاونة قيادتها مع العدو الصهيوني، ومن ثم الوصول إلى عملية تسوية سياسية “.

وعلق النقاش على جريمة اغتيال الشهيد السمان قائلاً : “ حادثة الاغتيال كانت متوقعة جدًّا؛ لأن المعلومات كانت تفيد بأن السلطة ستنخرط في عملية تصفية المقاومة من جذورها، وهذه الأحداث تؤكد بقوة تلك التوقعات، وأن عباس وسلطته وحركة فتح غير راغبين مطلقًَا في الحوار الفلسطيني ولا في أية وحدة فلسطينية، وهم ملتزمون التزامًا كاملاً بالشروط والإملاءات الصهيونية والأمريكية، وما الحديث عن الحوار إلا مضيعة للوقت ليس أكثر “.

ومضى يقول : “

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات