الإثنين 12/مايو/2025

أبناء الأسرى الناجحون في الضفة.. أفراح النجاح وأحزان الفراق.. وسنبقى الوطن

أبناء الأسرى الناجحون في الضفة.. أفراح النجاح وأحزان الفراق.. وسنبقى الوطن
جد ومثابرة على مدار العام.. ولحظات من الانتظار والقلق الشديدين غطتا على آلاف العائلات الفلسطينية بانتظار معرفة نتائج أبنائهم وفلذات أكبادهم في شهادة الثانوية العامة “التوجيهي”.
 
إلا أنه سرعان ما امتزجت هذه الفرحة بدموع الحزن على وجوه عشرات العائلات وكذلك على أبنائهم، بعدما حرمهم الاحتلال احتضان آبائهم في هذه اللحظات ومشاركتهم فرحة العمر، فغيبتهم الأسلاك الشائكة في ظروف قاسية. 
 
مع ساعات صباح اليوم الباكر الثلاثاء (21-7) نفر الآلاف من طلاب الثانوية العامة إلى مقار مدارسهم بالضفة الغربية وقطاع غزة لانتظار نتائجهم بفارغ الصبر، وقد قرر قطاع التعليم هذا العام -كما هو في الأعوام السابقة- إعلان النتائج بشكل موحَّد بين الضفة وغزة، على الرغم من استمرار الانقسام السياسي بين شطرَي الوطن.
 

حرمان من الفرحة

الطالب “محمد” من الضفة الغربية قضى عامه يسهر الليالي ويعد الأيام، ويحاول ألا يخيب أمل والده فيه كما يقول، ويضيف: “منذ مطلع العام وأبي معتقل لدى الاحتلال الصهيوني، كنت أنتظر اليوم الذي يخرج فيه ويكون إلى جنبي في كل دقيقة وأنا أخوض هذه التجربة”.
 
تتساقط الدمعات على وجنتيه ويتابع: “لا أعلم، هل اليوم أفرح لأنني بفضل الله نجحت في التوجيهي، أم أحزن عندما عدت إلى البيت ولم أجد والدي بين باقي أفراد العائلة ينتظرني ليضمني في أحضانه؟!”.
 
تتراخى الكلمات، لكنه يرسم صورة لذلك الطفل الفلسطيني الذي تربى على معنى التحدي والصبر، ويقول: “كانت هذه الامتحانات اختبارًا وتجربةً لي، ونريد جميعنا أبناء فلسطين أن نقول للاحتلال مهما فعلتم بنا فلن نستسلم، وسنبقى هذا الوطن”.
 
بدورها تقول والدة محمد: “غياب والده عنه كان يعني الكثير، فالأولاد بحاجة إلى آبائهم في مثل هذه الظروف، وهذا قد ينعكس على تحصيلهم العلمي، لكن الحمد لله أن إصرار ابني على العلم والنجاح جعله يجتاز هذه المرحلة، ويحصل على معدل يؤهِّله للدراسة بالجامعة”.

فرحة منقوصة

بدوره لا يستطيع الطالب “أكرم” من الضفة كذلك أن يصف فرحته في ظل غياب والده المختطف من قبل قوات الاحتلال الصهيوني منذ عدة شهور، يقول: “مهما تحدثت عن مشاعري في هذه اللحظة، وعن الفرحة بالتفوق والحصول على معدل يفتخر به والدي وعائلتي جميعًا؛ فإن فرحتي ما زالت منقوصة”.
 
ويتابع: “وأنا ذاهب إلى المدرسة في الصباح، كنت ألحظ أن جميع زملائي قد اصطحبوا آباءهم معهم إلى المدرسة، أما أنا فكنت وحيدًا، وقد آلمني هذا المشهد، لكن لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل على الاحتلال”.
 
يشاطره أخوه “رائد” الحديث فيقول: “كلنا فخورون بأبينا الذي اعتقله الاحتلال الصهيوني، وهذا مصدر قوة لنا وطاقة يدفعنا إلى تحقيق ما يأمله والدنا منا، وأعتقد أن هذا كان يشكل قوة روحية لأخي أثناء استعداده لامتحان التوجيهي”.
 
ويضيف: “كان أملنا أن يكون بيننا والدي الآن ليشاطرنا هذه الفرحة، وأن يحتضن أخي بين ذراعية كما كان يفعل لكل واحد منا خاض هذه التجربة، وأملنا أن يفرج عنه قريبًا ليكون بيننا”.
يُذكر أن الاحتلال الصهيوني يعتقل ما يزيد على 11 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، من بينهم مئات الأطفال والنساء، في ظروف اعتقال قاسية، تمنعهم حتى من أبسط الحقوق.
 
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت صباح اليوم الثلاثاء نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي 2008-2009.

وحصل على المرتبة الأولى في الفرع العلمي تالة باسم قاسم باطية 99.7 من نابلس، فيما حصلت دعاء نظمي عبد الله الجعبري من الخليل على المرتبة الأولى في العلوم الإنسانية بمعدَّل 99.5.

 
وجاء إعلان النتائج في مؤتمر صحافي مشترك من رام الله وغزة بُث عبر فضائيتي “فلسطين” و”الأقصى”. 

وبلغ عدد المسجلين في كافة الفروع (86824) طالبًا، تغيَّب منهم (1853) طالبًا، وحضر (84971) طالبًا، وكان عدد الناجحين (47469) طالبًا، بنسبة بلغت (55.9)%.
 
وقد بلغ عدد المتقدمين في فرع العلوم الإنسانية (54509) طلاب، نجح منهم (27724) طالبًا بنسبة بلغت (50.8)%.
 
وفي الفرع العلمي بلغ عدد المتقدمين (15865) طالبًا، نجح منهم (12611) طالبًا بنسبة بلغت (79.5)%.
 
كما بلغ عدد المتقدمين في الفروع المهنية (3408) طلاب، نجح منهم (1973) طالبًا بنسبة بلغت (57.9)%.

 

كما بلغ عدد المتقدمين في الدراسة الخاصة (11189) طالبًا، نجح منهم (6161) طالبًا بنسبة (55.1)%.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات