الإثنين 17/يونيو/2024

الشيخ يونس الأسطل: ما وقع في القطاع مؤخرا نصر عسكري واضح ولابد من استثماره في تح

الشيخ يونس الأسطل: ما وقع في القطاع مؤخرا نصر عسكري واضح ولابد من استثماره في تح

1- هل تعتبر ما جرى في غزة نصراً؟  كيف يكون ذلك مع كل هذا الكم من الشهداء والخسائر المادية؟
أولا : إن ما وقع في القطاع مؤخراً هو من أعظم صور النصر العسكري لأن الانتصار لا يحصل للعدو المعتدي إلا إذا أنجز أهدافه فإذا لم يستطع تحقيقها كان مهزوماً  وكنا نحن المنتصرين وقد أعلن الصهاينة أنهم سَيُغَيِّرونَ الواقع في غزة سياسياً وأمنياً فهل سقطت الحكومة؟ وهل أضعفوا المقاومة فضلاً عن القضاء عليها؟ وهل تمكنوا من تقليل إطلاق الصواريخ فضلاً عن إسكاتها بالكلية؟ ثم من الذي كانت له الضربة الأخيرة؟ ومن الذي منح العدو مهلة أسبوع حتى يخرج من القطاع كلِّه مذءوماً مدحوراً؟ وهل استطاعوا أن يفرضوا علينا شروط الاستسلام من تسليم الأسلحة ومنع التهريب ووقف التصنيع؟!!

أسئلة كثيرة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك في انتصارنا العزيز ولو لم يكن إلا أن العدو لم يستطع رَدَّنا عن ديننا ولا عن ثوابت قضيتنا لكفى دليلاً على الانتصار مهما قَتَلَ من البشر أو دَمَّرَ من البيوت والمؤسسات فإن أهل الأخدود قد أُحْرِقوا عن آخرهم فكانوا هم المنتصرين بالثبات على الإيمان فدخلوا الجنة وأما أصحاب الأخدود فلهم عذاب جهنم في الآخرة ولهم عذاب الحريق في الدنيا وإن استهداف المدنيين أمارةُ هزيمةٍ فإن العدو أراد أن يضغط على المقاومة حين لم يستطع إيلامها فصبَّ غضبه على المدنيين المؤيدين للمقاومة بالفسفور الأبيض والقنابل المسمارية وغيرها.
ثانياً:  أخبر سبحانه وتعالى أن الصابرين يُوَفَّوْن أجرهم بغير حساب فلا يعلم مقدار مضاعفة أجرهم إلا الله فكيف إذا كان الصبر مصابرةً من الفئة القليلة للفئة الكثيرة جهاداً في سبيل الله وابتغاء مرضاته ويكفي أن الجهاد والصبر هما الطريق الوحيد للجنة وأن الله قد ابتلى عباده بالقتال ليميز المجاهدين الصابرين عن القاعدين الخائفين كالذي يخشى عليه من الموت أو كأنما يساقون إلي الموت وهم ينظرون قال عز وجل: “و لَنَبْلُوَنَّكُمْ حتى نعلمَ المجاهدينَ منكم والصابرينَ ونَبْلُوَ أخبارَكم” وقال تعالى: “أمْ حَسِبتم أن تدخلوا الجَنة ولمَّا يعلمِ اللهُ الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين” .

2- ما هو فضل الصبر في مثل هذه المواقف وهل لك أن تسقط مواقف الصابرين من السلف الصالح على ما نحن فيه؟
وأما عن الاجتهاد في إسقاط مواقف السلف الصالح على هذه الواقعة فقد أسميناها معركة الفرقان تشبيهاً بمعركة بدر التي سمَّاها ربنا بيوم الفرقان إذْ نصرهم الله ببدرٍ وهم أذلة فقد كانوا يظنون أنهم ملاقو الله فقالوا كما قال جند طالوت: “كمْ من فئةٍ قليلةٍ غَلَبَتْ فئةً كثيرةً بإذنِ اللهِ واللهُ مع الصابرين” البقرة  فقد كانت فرقاناً من وجوه عديدة عسكرية وسياسية وفكرية.
كما أنه بالإمكان أن نقيس انتصارنا هذا على معركة الأحزاب أو الخندق فقد كانت فرقاناً بين مرحلتين: جهادِ الدفع وجهادِ الطلب أي الزحف على العدو بمعني أن قرار استئناف القتال صار بأيدينا وإن هذا العدوان قد اجتمع علينا فيه الأحزاب من يهود وعرب وفلسطينيين فتصدينا له بحفر الأنفاق والخنادق فاضطر العدو أن يعلن الانسحاب من المواجهة كما أعلنه أبو سفيان يوم الأحزاب.

3- قام الأستاذ خالد مشعل بإسقاط آيات الأحزاب على مواقف مختلف الأطراف في معركة الفرقان في عجالة في خطابه؛ فهل لك أن تفصل لنا أكثر وتوضح؟
إن الأستاذ خالد مشعل حفظه الله كان مصيباً في قياسه انتصارنا هذا على يوم الأحزاب فهو مثله ابتداءً وانتهاءً.
ألم يشترك في هذا العدوان مع الصهاينة الأمريكانُ أسلحتهم والصليبيون بالغطاء السياسي ثم حكومة مصر التي قامت بدور قريش والنظام السعودي الذي هو بمثابة غطفان والأعراب من قرارة ومُرَّة وأَسْلَمَ وأشجعَ وغيرهم، ثم المنافقون الذي يتعاونون مع العدو على الأرض بالتجسس والتخابر وكَشْفِ مواقع الرباط مُؤَمِّلين أن يتمكن الصهاينة من كسر شوكتنا وأن يعودوا على ظهر الدبابة لامتطاء أكتافنا وكَتْمِ أنفاسنا والمعنى في سياسة تصفية القضية الفلسطينية.
إنهم بهذا يكونون قد جاءونا من فوقنا ومن أسفل منا وقد زاغت منا الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ووقع من بعضنا الظنون المختلفة بالله فقد ابتلينا وزُلْزِلنا زلزالاً شديداً مع البأساء بالحصار والضراء بالبرد والمرض والجراح والتهديم والتشريد وهي طريق الجنة حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله وعندها يكون نصر الله قريب فإنه إذا استيأس الناس وأخذتهم ساعة العسرة وكاد يزيغ قلوب فريق منهم جاءهم نصر الله ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين .

ب-  وأما انتهاء فقد رد الله اليهود بغيظهم لم ينالوا خيرا كما رد الأحزاب يوم الخندق والأمل أن يكون ربنا عز وجل قد كفى المؤمنين القتال الدفاعي فلا يداهمون في عقر دارهم بل يكونوا هم أصحاب القرار في الزحف على بني قريظة والقضاء عليهم وإنما نرى المفاوضات المستميتة في مفاوضات التهدئة التي يرغب العدو أن لا تقل عن عشر سنين ويتطلع إلى مدِّها خمسة عشر عاما وهم يريدون أن ينتزعوا بالسياسة ما عجزوا عن تحصيله بالقوة وهذا يعكس الشعور بالعجز عن تحقيق الأهداف ولو استأنفوا القتال، في حين نعلم أننا لن نعطى التهدئة إلا بشروطها من وقف العدوان وفتح المعابر ودفع الحصار ولن نقبل المصالحة إلا على وجهها على أن توقف حكومة دايتون الملاحقة وتطلق السجناء السياسيين وتعيد الرواتب المقطوعة والجمعيات المصادرة وغير ذلك بل نتطلع إلى تكوين مرجعية لفصائل المقاومة ولمن شاء من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ما دام الممسكون بخناق منظمة التحرير يرفضون أن نبعث فيها الحياة من جديد فمن المنتصر إذا؟

 4- ليست الحكومات العربية والإسلامية مع المقاومة والجهاد إجمالا كما هو معلوم؛ لكن في معركة الفرقان اختلفت مواقف بعض الأطراف عن حكومات صارخة التأييد للكيان أو حصار القطاع. هل هناك في الشرع ما يؤيد تقدير هؤلاء والشعور بالامتنان لهم تفضيلا لهم على غيرهم من حكومات أعوان أمريكا؟
إن مواقف معظم الأنظمة العربية متخاذلة إما بسبب العداء للإسلام كالنظام المصري المتبرج والنظام السعودي المستتر بشكليات الإسلام وإما بسبب الضعف والنفاق لذلك فقد كان صمودنا وانتصارنا على الصهاينة قد استنهض فيهم بعض الرجولة للخروج من أسر الأنظمة المعادية ومن رعب الصهاينة وقاموا بأضعف الإيمان وهو قمة غزة الطارئة وقد أصروا على عقدها بمن حضر رغم محاولات الآخرين تفريغها بقمة شرم الشيخ أو الكويت أو غيرها وهذا موقف يشكرون عليه وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد فتح الباب واسعا يوم الحديبية بأن من شاء من القبائل أن يدخل في حلف قريش أو في حلفنا فمرحبا به حتى تكون الهدنة في الجزيرة كلها فدخل بنو خزاعة في حلفنا ولم يكونوا مسلمين وكان فتح مكة انتصارا لهم من عدوان بنى بكر عليهم وهم الذين أعانتهم قريش فيه نظرا لأنهم دخلوا في حلفها، والفارق هنا أن هؤلاء مسلمون في الجملة لذلك فإن موقفهم جاء سياق نصرة إخوانهم المستضعفين فهم أقرب إلينا من خزاعة للمؤمنين.

5- ما رأيك في موقف رجب طيب أردوغان في منتدى دافوس؟
إن مئات الملايين من المسلمين والأحرار في العالم قد جهروا باحترامهم لمواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وبالأخص في رده على مزاعم رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز في مؤتمر دافوس فلما لم يسمحوا له أن يكمل ردوده صفعهم بالانسحاب ليس من تلك الجلسة وحدها بل من هذا المؤتمر الدوري ولا شك أن الأمة لا تجتمع على ضلالة وأن ألسنة الخلق أقلام الحق وأننا شهداء الله في الأرض ومن هنا فموقف اردوغان كان هو عين الصواب وإلا فمتى كان الصهاينة يعتذرون لولا علمهم بأن هذا الموقف قد يترتب عليه انحياز تركيا بالكامل للأمة الإسلامية وهو ما يهدد بإحياء أمجاد الخلافة الإسلامية العثمانية ولا بقاء للصهاينة عندئذ في فلسطين.

6- ما هو حكم النظم العربية والإسلامية التي تحاصر غزة أو تغطي سياسيا مواقف من يحاصرون غزة؟
 لما رجع المنافقون من منتصف الطريق يوم أحد أخبر سبحانه أنهم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان فلما راحوا يبطئون المؤمنين عن القتال وصفهم بأنهم كفروا وقالوا لإخوانهم الشهداء لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فقد وصفهم بالكفر الخالص ثم لم يناصروا يهود بني النضير حكم بأنهم صادروا بولائهم لهم منهم لذلك فقد وصفهم بأنهم يسارعون في الكفر حين سارعوا في ولاء اليهود ونصرتهم ومن هنا فإن الأنظمة التي تشارك في حصارنا في غزة هم بذلك يسارعون في الكفر والأنظمة التي تعطي الغطاء السياسي قد كفروا بذلك لأن من يتخذ الكافرين أولياء من دين المؤمنين فليس من دين الله في شيء بينما الذين هم للكفر أقرب منهم للإيمان فهم الذين يقدرون على نصرتنا ولكنهم يكتفون بالتفرج والحوقلة دون أن يحركوا ساكناً هدانا الله جميعاً للإيمان.

7- رأينا لكثير من علماء العرب والمسلمين مواقف ممتازة في معركة الفرقان – وهذا واجبهم كما هو معلوم – فكيف تنصحهم بخصوص المستقبل؟ وما هو واجبهم أثناء توقف القتال رغم استمرار الحصار والصراع العام إجمالا مع الصهاينة؟
 لقد كان موقف أكثر العلماء ضعيفاً إذ لم يخرج عن حدود الخطب والاحتجاج والشّجب بينما أصدر مجموعة منهم فتوى لابأس بها تُحرم وتُجرم المشاركة في العدوان وكان لقلة القلة منهم دور في تحريضنا على المصابرة والمقاومة وقاموا بجهد مأجور ومشكور في تأليب الشعوب على المظاهرات واستنهاض بعض الحكام للدعم المادي والسياسي.
لذلك فالمطلوب من جميع العلماء أن يتأسّوا بتلك الفئة القليلة بالمضيّ في تحريض الشعوب والحكام على مواصلة الدعم بكل صوره لاسيما العسكري والمادي بل عليهم أن يرتبوا زيارات مكوكية لنا في الداخل للتواصل مع الحكومة والمجاهدين وإذا أمكن أن يرابط بعضهم عندنا عدة أشهر أو حتى بقية العمر ممن لهم تأثير كبير في الداخل والخارج فالواجب أن يفعلوا كما أن المطلوب منهم أن يكونوا على رأس اللقاءات التي تستنتج العبر من هذه الجولة استعداداً للجولات القادمة حتى التحرير وإقامة دولة الخلافة في بيت المقدس وأكنافه.

8- ماذا تقول للعلماء أو المحسوبين عليهم الذين سفهوا الخروج في مظاهرات لنصرة غزة؟
 صدرت بعض الفتاوى النشاز في إحدى الدول العربية ترى أن الخروج في مظاهرات شعبية نصرة لغزة نوع من السفه وليس لوناً من الجهاد وهذا رأي يتبناه كثير من الأفراد المحسوبين على السلفية وأنا أعتقد أن السلطان يخشون على كبرائهم وأمرائهم ومن ينعوتنهم بأولي الأمر من أن يكون استيقاظ الشعوب مهدداً لتلك العروش ولا عجب في ذلك فهذا النموذج من الملتصقين بالعلماء موجود عبر التاريخ غير أنه في الأنظمة الحديثة تجري صناعة أمثالهم منذ الصغر فينشئون يرتعون في الوظائف والمناصب ولا يستطيعون عنها فطاماً فيلبسون المواقف السياسية لبوس الفتاوى الدينية ويلبسون على الناس دينهم.

لذلك فإننا نعظهم أن يخافوا مقام ربهم وأن ينهوا النفس عن الهوى فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور والآخرة خير وأبقى وإن العلماء أحد ثلاثة هم أول من يدخلون الجنة وأول من تُسعر بهم النار فلا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم وإن مصادرة حريات الشعوب ومنعهم من التعاطف مع إخوانهم المستضعفين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة ترتفع إلى 151

حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة ترتفع إلى 151

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الإثنين، إن عدد شهداء الصحافة الفلسطينية في القطاع، منذ 7 أكتوبر 2023...

صحة غزة: 37347 شهيدًا منذ بدء العدوان

صحة غزة: 37347 شهيدًا منذ بدء العدوان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة في غزة في التقرير الاحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الاسرائيلي المستمر لليوم ال 255...