الأحد 11/مايو/2025

أهالي شمال غزة يتحولون من مشاهدين لـ التغريبة الفلسطينية إلى أبطال وممثلين لها

أهالي شمال غزة يتحولون من مشاهدين لـ التغريبة الفلسطينية إلى أبطال وممثلين لها

صمت صوت القذائف الصهيونية وآلاف الأطنان التي كانت تسقطها الطائرات الحربية الصهيونية على رؤوس المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أيام، لكن صوت أنين الأمهات والزوجات والبنات وبكاء الأطفال لم يصمت بعد.

لا زالت تفاصيل جرائم الحرب الصهيونية تتكشف يوماً بعد يوم، مسجلة بذلك صفحات سوداء في تاريخ الكيان الصهيوني جراء ارتكابه هذه الجرائم، وصفحات أخرى من الصمت الغير مبرر من قبل الأنظمة العربية، في حين تكلم العجم وغير العرب لا بل غضبوا وأبدوا مواقف شهدها العالم.

التغريبة الفلسطينية

بابتسامة ممزوجة من المعاناة والتعجب، استقبلتنا المواطنة منال خضر من سكان منطقة جبل الريس شرق مدينة غزة، وهي تجلس على أنقاض ما تبقى من مطبخ منزل عائلتها المُدمر وتحاول غسيل الأواني في “جردل” من ماء وقليل من الصابون.

مع ثبات الابتسامة على وجه منال تحدثت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” وتقول: “كنت أشاهد مسلسل التغريبة الفلسطينية على التلفاز وكيف هجر أهالينا من منازلهم عام 1948م، بعد أن احتل اليهود بلادنا، وكيف أنني اليوم وكأني أمثل دور البطل في هذا المسلسل الجديد من التغريبة”.

وتسرد المواطنة الفلسطينية كيف أن قوات الاحتلال الصهيونية التي توغلت في منطقتهم ودمرت عدداً كبيراً من البيوت وحولتها على ركام، وتضيف: “عدنا إلى منزلنا بعد أن انسحبت قوات الاحتلال من منطقتنا، ولم نكن صراحة نتوقع ألا نجد حتى غرفة واحدة تؤوينا وأطفالنا، حتى أننا لم نجد ما نلبسه إلا ما بقي من الملابس الممزقة”.

هل خيمة تكفي عائلة ؟!

“الجو بارد كثيراً، لا سيما أن المنطقة مفتوحة بعض الشيء في منطقة جبل الريس، خاصة في الليل حيث يجتمع الأهالي كلُ في خيمته ويشعلون النار لتدفئة أبنائهم وأطفالهم الذين لا زالت أشباح المجازر الصهيونية تلاحقهم وهم يخافون في كل ليلة من أن ينقض جنود الاحتلال مرة أخرى حتى على الخيمة” .. هذا ما تحدث به المواطن أبو محمود فرج لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” قبل أن يعرفنا بنفسه.

ويتابع المواطن فرج وقد غيرت خطوط المعاناة على وجهه الأسمر معالمه: “ما الذي فعله بنا وبأهلنا هؤلاء المجرمون الصهاينة ما الذي أرادوه من هذه الحرب على المدنيين والأطفال نحن عدنا إلى زمن أبعد من نكبة عام 1948م، حيث أصبحت كل عائلة لها خيمة واحدة فقط فهل تعتقد أن هذه الخيمة كافية؟!”.

“لا نريد كابونات نريد اعمار بيوتنا”!

ويكشف المواطن أبو عبد الله دردونة عن مشكلة أخرى تواجه سكان الخيام، ويقول: “إن الكيان الصهيوني والدول الغربية وحتى بعض الدول العربية تحول أن توهم العالم بأن الفلسطينيين بحاجة إلى الكابونات والإعانات فقط وأن هذا ما ينقصهم ولا شيء سواه”.

وأضاف: “نحن نقولها لكل العالم، نحن لا نريد الإغاثة والمعونة والكابونة، نحن نريد اعمار بيوتنا حتى تعود حياتنا كما كانت، وإني لا أظنها أنها لن تعود حتى وبعد سنوات بعدما فقدنا ما فقدناه، فنحن فقدنا كل شيء”.

آن للاجئين أن يعودوا إلى بلادهم

“هم لاجئين أصلاً، وإنهم يشهدون حالة جديدة من اللجوء ” .. هكذا بات واضحاً على معالم مناطق شمال وشرق قطاع غزة، حيث أصبح مشهد الخيام هو المشهد الوحيد الذي يلفت انتباه كل من يزور هذه المناطق.

العجوز أبو سليم عبد ربه (67 عاماً) فقد منزله كما جيرانه كما الكثير من أقربائه، التقينا به وهو يجلس بين أبناءه وأحفاده وكأنه كان يتحدث عما مأساة واجهها من قبلهم وعن هجرته من بلدته الأصلية المجدل.

توجهنا له وقد أوقد النار وأحفاده خارج خيمتهم، وسرد الحكاية هجرنا اليهود من بلدنا الأصلية، وها هم كانوا يحسبون أن كل جيل سيكون مهجر لكن الشعب صمد في وجه الدبابات والطائرات، ولم يتزحزح عن أرضه وبيته”.

وأضاف العجوز الفلسطيني، وهو يتحدث بلهجة المتأمل: “أنا أقول وأنا واثق بذلك أكثر من أي وقت مضى، على أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئين والمهجرين أن يجهزوا أنفسهم ويحزموا أمتعتهم للعودة إلى بيوتهم الأصلية في بلادهم المجدل وصفد وعسقلان ودمرة والمحرقة والكوفخة وحيفا ويافا”.

وتنهد العجوز وقد رفع بصره وأكفه إلى السماء قائلاً: “اللهم اجعل هذا اليوم قبل يوم موتي يا رب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....