الأحد 11/مايو/2025

جيش الاحتلال قدم المحافظة على حياة جنوده على حساب جواسيسه في غزة

جيش الاحتلال قدم المحافظة على حياة جنوده على حساب جواسيسه في غزة

توالت التصريحات والتسريبات حول ما تقوم به أجهزة المخابرات الصهيونية من تحقيقات في شكل استخدامها للمعلومات التي وصلتها من عملائها في القطاع خلال الحرب على غزة، وما اذا كانت هذه المعلومات قد استغلت بشكل غير حذر أدى إلى كشف عملائها وفقدان ما تعتبره الاستخبارات الصهيونية “مصادر قيمة” تمكنت حركة “حماس” من القضاء عليها.

الأولوية لحياة الجنود وليس للجواسيس

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر استخبارية قولها إن “استخدام المعلومات المذكورة كان ضروريًا لإنقاذ حياة الجنود الذين واجهوا مخاطر حقيقية خلال العملية”، وأكدت المصادر أن “حماس” اكتشفت عشرات العملاء الذين ساعدوا قوات الاحتلال خلال الحرب وقامت باعدامهم، ومن بينهم عناصر من “فتح”.

وكررت أجهزة الاستخبارات الصهيونية اتهامات كان وجهها ياسر عبد ربه -أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- لـ “حماس”، بأنها حولت المساجد والجامعات الى أقبية للتحقيق مع عناصر “فتح” وتعذيبهم وإطلاق النار على أرجلهم.

وتزيد الاستخبارات الصهيونية على ذلك اتهام “حماس” بإعدام مدنيين فلسطينيين اشتبهوا بالتعاون مع الاحتلال خلال الحرب “أو أبدوا فرحهم إزاء الضربة التي تلقتها “حماس” على حد زعم الصحيفة العبرية.

وتضيف “هآرتس” أن أجهزة الاستخبارات فاخرت خلال الحرب على غزة، بالتعاون الوثيق بين أجهزة الاستخبارات المختلفة، وإزالة عوائق الاتصال بين العملاء ووحدات الاستخبارات الميدانية، وأنه تم معالجة المعلومات الاستخبارية من خلال كسر قيود فرضت في السابق ومنعت استغلال المعلومات بشكل فاعل.

وبحسب المصادر فإن كسر هذه القيود في حرب غزة ساعد على تسريع تنفيذ العمليات العسكرية بناء على المعلومات الاستخبارية، سواء كان ذلك بمهاجمة عناصر المقاومة أثناء قيامها بإطلاق صواريخ، أو إنقاذ الجنود الصهاينة داخل غزة.

وتعتمد المصادر في قولها هذا على تصريحات كانت قد صدرت عن قادة ألوية للجيش أثناء الحرب، مفادها أن رجال الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية حذروهم في الوقت المناسب من عمليات كانت موجهة ضدهم وأنقذوهم، وحسب المصدر الصهيوني فإنه كانت لهذه التصريحات أبعاد اشكالية على العملاء الذين تم اكتشافهم وقتلهم بسبب استخدام الجيش غير الحذر لمعلوماتهم.

وبرأي مصدر صهيونية فإن ما واجه الجيش خلال الحرب على غزة هو “أن الحرب تستبق الحذر”، فيما قال مصدر آخر انه “كان يتحتم بذل كل شيء في سبيل انقاذ حياة الجنود المحاربين في القطاع، وإن أمن الجنود أهم من أمن العملاء”.

ويقول مصدر آخر إن المحرك كان “قتل أكثر ما يمكن من العرب” ولذلك كانت معايير محددة كالحفاظ على حياة من يعمل مع الاحتلال اقل اهمية.

تبدل المعايير

واكد مصدر كبير في جهاز الاستخبارات سابقا لـ “هآرتس” حدوث أمور مشابهة في السابق، وقال إنه من الطبيعي أن يقلق المشغل (الاستخبارات) على حياة من يعملون معه (العملاء)، لكنه يحدث أحياناً أن تبدي القيادات العليا اهتماماً أكبر بمعايير اخرى، كالحفاظ على حياة القوات ولذلك تتخذ قرارات مختلفة.

وللدلالة على محاولات الاحتلال استغلال المعلومات الاستخبارية التي وصلت اليها من عملائها في القطاع، تشير “هآرتس” إلى محاولة اغتيال قائد الذراع العسكرية لحركة “حماس”، أحمد الجعبري، أثناء الحرب على غزة، وتقول أن الاحتلال حاول مرتين على الأقل، اغتيال الجعبري، لكنه فشل.

وفي إحدى الحالتين ألقت الطائرات قنبلتين تزن الواحدة منهما طناً على بناية تواجد فيها الجعبري مع مجموعة من نشطاء الذراع العسكرية، ما أدى الى مقتل أحد عناصر “حماس”، لكن الجعبري نجا من محاولة الاغتيال.

وفي المرة الثانية -بحسب الصحيفة- وصلت الى الاستخبارات معلومات تفيد أن الجعبري يتواجد في منطقة مدنية تقوم فيها عشرة مباني، وبما أن العميل لم يتمكن من تحديد المبنى الذي يتواجد فيه الجعبري قرر الجيش الامتناع عن قصف المنطقة، رغم أن هناك من طالب بالعمل وقصف المنطقة كلها حتى لو أدى ذلك الى إلحاق خسائر بشرية كبيرة.

وبرأي الصحيفة فإن المعلومات الاستخبارية قادت إلى اغتيال نزار ريان، الوزير سعيد صيام، صالح أبو شريح، وتذكر “هآرتس” بعمليات اغتيال سابقة نفذها جيش الاحتلال بفضل معلومات وصلته من العملاء، منها اغتيال الشيخ أحمد ياسين -مع أنه كان معروفاً أين يصلي للجميع –  وهو اعتبر نجاحاً بحسب جيش الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....