الأحد 11/مايو/2025

المقاتلون والصحفيون .. معاً في مواجهة آلة الحرب الصهيونية في غزة

المقاتلون والصحفيون .. معاً في مواجهة آلة الحرب الصهيونية في غزة

كما المقاتل يمتشق سلاحه في ساحة الوغى؛ يقف الصحفي في غزة ممتشقاً كاميرته أو قلمه، يستعد للحظة ليطلق عدسته لتكشف مستوراً يحاول الاحتلال تغطيته بكافة السبل والوسائل، وقد وصل الأمر بالاحتلال لأن يتعمد قتل أولئك الجنود المجهولين من الصحفيين ليفعل الأفاعيل ويرتكب جرائم الحرب دون سلاح الإعلام من الكاميرا أو القلم ليكشف عن جريمته التي لولا لم يواجهها الصحفي بسلاحه لتجرأ العدو الصهيوني وفعل بشعبه ووطنه أكثر مما يفعل.

الصحافة أمانة

لقد أيقن الصحفيون منذ تخرجهم من الثانوية العامة أن تسجيلهم في تخصص الصحافة والإعلام يعني أنهم ذاهبون إلى عالم ما وراء الخبر، وأنهم سيحملون أمانة كبيرة في أعناقهم وهي نقل المعلومات بصدق وكشف جرائم العدوان الصهيوني المتواصل على أبناء شعبهم، ومع علمهم بمدى خطورة هذه المهنة وصعوبتها إلا أنهم آثروا أن يسيروا في ركب “مهنة المتاعب”.

جميلة بمتاعبها

يؤكد الكثير من الصحفيون الفلسطينيون العاملين في معترك “صاحبة الجلالة” أن مهنتهم الصحفية تحملهم على أداء واجبهم بكل عزيمة وإصرار وسط تخلي الكثير من الصحفيين عن آداب هذه المهنة النبيلة وعملوا فيها كنوع من التجارة وكسب المال بكافة الطرق.

قتل الحقيقة أو بترها

قبل أكثر من عام وأمام عدسات الكاميرات أجهزت قوات الاحتلال الصهيونية برشاشتها على الصحفي عماد غانم مصور فضائية الأقصى، محاولة بذلك قتله وتدمير كاميرته ولكنه نجا بروحه وبترت قدماه بفعل رصاصات الغدر الصهيونية.

وكان غانم قد قال بعد أن تم نقله إلى المستشفى، أنه نطق الشهادتين، ورفع أصبع السبابة عدة مرات وهو ملقى على الأرض، بانتظار مصيره ورصاص الاحتلال من حوله يضرب الأرض وجسده، حتى بُترت قدميه تماما، لافتا إلى انه طوال ذلك لم يترك كاميرته، التي ظل قابضاً عليها بيده اليمني، بينما راح يستغيث ملوحاً باليسرى.

في نظر الاحتلال .. الصحفي والمقاتل سواء

لقد تجاوزت آلة الحرب الصهيونية كافة الأعراف والقوانين والاتفاقيات وكل “المسميات” لتساوي بين الصحفيين والمقاتلين لا بل حتى المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ لم يسلموا من نار الاحتلال بغزة.

ففي غزة لم يسلم الصحفيين من نيران الاحتلال الصهيوني وقصفه حيث تواصلت عمليات الاستهداف المباشر للصحفيين والإعلاميين بغزة ففي مشهد لم يغب عن عيون الصحفيين ومنذ زمن ليس بالبعيد أقدمت قوات الاحتلال على اغتيال الزميل الصحفي فضل شناعة مصور وكالة رويترز للأنباء بشكل مباشر عندما كان يقوم بأداء واجبه المهني والوطني بتغطية أحداث وقعت شرق مدينة غزة حيث باغتته بقذيفة مدفعية كانت كفيلة بأن تحوله من ناقل للخبر إلى الخبر بعينه.

استهدافات مقصودة

كان آخر الصحفيين الذين تم استهدافهم بشكل مقصود هو الصحفي علاء مرتجى ويعمل بإحدى الإذاعات المحلية بغزة، عندما كان متواجداً بمنزله شرق حي الزيتون عندما استهدفت قذيفة مدفعية منزله فاستشهد على أثره وأصيبت والدته بجراح وصفت بالخطيرة.

كما سبقه قبل ذلك استشهاد مصور التلفزيون الجزائري الصحفي باسل فرج عندما كان يهم بتغطية أحداث اليوم الأول للحرب على غزة في السابع والعشرين من ديسمبر المنصرم، حيث أصيب بجراح خطيرة ونقل للمستشفى لتلقي العلاج إلا أنه فارق الحياة بعد أيام قليلة.

كما استهدفت قوات الحرب الصهيونية بشكل مباشر منزل عائلة المصور الصحفي إيهاب الوحيدي الكائن بحي تل الإسلام غرب مدينة غزة حيث أدى ذلك إلى استشهاده وزوجته والدته في قذيفة مدفعية طالت شقتهم الواقعة في أحد الأبراج السكنية.

وكانت الطائرات الحربية الصهيونية قد استهدفت بصاروخ مصور وكالة شهاب الصحفي حمزة شاهين أثناء تغطيته لجرائم الاحتلال في منطقة شمال قطاع غزة.

الصحفيون شهداء مع وقف التنفيذ

ومع ضراوة الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على المدنيين والأبرياء والعزل في قطاع غزة تزداد الهمة لدى الصحفيين في متابعة عملهم مؤكدين أنهم سيواصلون فضح جرائم الاحتلال مهما كان الثمن حتى لو كان دفع حياتهم كزملائهم الشهداء السابقين فضل وباسل وإيهاب .. أو دفع جزءً من أجسادهم كالصحفي غانم.

ويبقى الصحفيين كالمقاتلين في الميدان لا تلين لهم قناة ولا تغفى أعينهم ليلاً، وهم مستمرون في فضح جرائم الاحتلال وكشف ما يرتكبه بحق المدنيين والأبرياء بقطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات