مدرسة الفاخورة .. مجزرة جديدة في سجل الاحتلال الحافل بالمجازر

أعادت المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال في باحة ومحيط مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، إلى الأذهان تاريخ طويل من المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
وفي موقع الجريمة تبدت أبشع الصور فالأشلاء متناثرة .. والدماء الطاهرة المجبولة بترب الطرقات تشهد على حجم الوحشية .. فيما كانت جدران المدرسة المهدمة المنازل المدمرة تشهد على استباحة كل المحرمات.
هول المشهد
بصعوبة نجح يوم أمس عدد من رجال الإسعاف والمواطنين في الوصول إلى المكان المستهدف وعيونهم إلى السماء تراقب حركة الطائرات التي تتأهب لإطلاق المزيد من الصواريخ، ارتجف أحد ضباط الإسعاف من هول المشهد .. وقال “منذ أكثر من عشرة ايام ننقل جرحى وإصابات .. تابعت مقتل عائلات بأكملها .. لكن لم أر في حياتي مثل هذه المشاهد”، وأضاف ” الدماء كانت في كل مكان والأشلاء كذلك .. صراخ الأطفال والنساء كان يقطع أنياط القلوب..”.
وقصفت الطائرات الصهيونية بعدة صواريخ محيط المدرسة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، التي أوى إليها المئات من الفلسطينيين الفارين من القصف والتوغل الصهيوني، ما أدى وفق آخر حصيلة إلى استشهاد 43 مواطناً وإصابة العشرات بجروح بجروح.
تفاصيل الجريمة وإبادة عائلات
ووفق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي وثق الجريمة في حوالي الساعة 3:35 مساء الثلاثاء الموافق 6/1/2009، قصفت الدبابات والطائرات الصهيونية، أربعة صواريخ وقذائف مدفعية باتجاه مخيم جباليا، سقطت إحداها في فناء منزل المواطن سمير شفيق ديب، (43 عاماً) ما أدى إلى استشهاده ووالدته المسنة نادية ذيب (70 عاما)، وثلاثة من أنجاله، وهم عصام (12 عاما)، ومحمد (23 عاما)، فاطمة (20 عاما)، وخمسة من أنجال شقيقه معين، وهم: نور، عامان، مصطفى (12 عاما)، ومحمد (17 عاما)، وأثيل (7 أعوام)، وآلاء (19 عاما)، بالإضافة إلى اثنتين من نساء العائلة وهن آمال مطر ديب (34 عاما)، خضرة عبد العزيز ديب (41 عاما).
المدرسة ساحة موت
أما القذائف الأخرى فاستهدفت مدرسة الفاخورة، والتي أوت إليها عشرات العائلات التي نزحت من مناطق سكناها من بيت لاهيا، جراء القصف الصهيوني، ومحيطها من الناحية الجنوبية الغربية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
وأكد المركز الحقوقي في بيان له تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، أن بين الشهداء بينهم ثمانية أطفال، وشقيقان، وأب ونجله كما أصيب في هذه الجريمة حوالي 50 مواطناً آخراً عدد منهم بجراح خطيرة.
الحكومة الصهيونية وقوات الاحتلال، حاولت كعادتها تبرير هذه المجزرة بأنها جاءت رداً على استخدام المدرسة أو محيطها في تنفيذ هجمات ضد الكيان الغاصب، وهو الأمر الذي نفته مصادر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وروايات شهود العيان. وأكد المركز الحقوقي أن مثل هذا التبرير يدلل على استهداف المدنيين في المدرسة عمداً من قبل قوات الاحتلال وهو ما يشكل جريمة حرب وفق قواعد القانون الدولي.
ويعتبر مخيم جباليا ليس أكثر مخيمات القطاع اكتظاظاً بالسكان فحسب ، بل أكثر أماكن العالم اكتظاظاً بالسكان حيث يقطنه أكثر من 176 ألف فلسطيني وفق تقديرات الإحصاء الفلسطيني لعام 2007، بينما مساحته لا تزيد عن 14 ألف دونم.
هربوا من القذائف فلاحقتهم الصواريخ
وقال الجريح محمود أحمد( 45 عاماً) الذي وصل إلى مشفى كمال عدوان، إن ما حدث “مجزرة” مشيراً إلى أنه لم يكن يتصور أن تصل “الهمجية” إلى هذا المستوى في استهداف المدنيين، وذكر انه أخلى منزله بعد تعرضه للقصف في محيط منطقة جبل الكاشف ولجأ إلى المدرسة مع أفراد أسرته المكونة من سبعة أفراد ليجدوا أنفسهم هدفاً للصواريخ، وقد تهدمت جدران المدرسة وانهالت على أجساد الشهداء الذين كان بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
تاريخ من المجازر
ووصف عبد اللطيف قانوع المتحدث باسم “حماس” في شمال قطاع غزة ما حدث أيضاً بـ”المجزرة” معتبراً استهداف المدنيين بهذا الشكل دليل تخبط الاحتلال وفشله في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى إن ما يحدث يذكر بمجازر صبر وشاتيلا (سبتمبر 1982 في لبنان وسقط فيها 700 قتيل) ومذابح دير ياسين (أبريل 1948 خلفت ما بين 250 – 300 قتيل) وكفر قاسم (أكتوبر 1956- 45 قتيلاً).
وتساءل قانوع ” هل هذه هي البطولة ..استهداف المدنيين وقتل النساء والأطفال وتدمير المنازل على رؤوس قاطنيها؟”.
وهذه هي المدرسة الثالثة التابعة للأنروا التي تقصفها الطائرات الصهيونية منذ صباح اليوم.
وأكد المستشار الإعلامي للأنروا عدنان أبو حسنة إن ثلاثة شهداء ارتقوا بعد قصف مدرسة أسماء في غزة وقصفوا مدرسة حي الشوكة برفح، وهما مدرستان من أصل 21 مدرسة فتحتها الأنروا لإيواء 15 ألف نازح فلسطيني.
ويؤمن الفلسطينيون أن إقدام الاحتلال على اقتراف هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي تستهدف المدنيين وباتت تبيد عائلات بأكملها تدلل على فشل الاحتلال في مواجهة المقاومة وانه يريد التغطية على هذا الفشل بتنفيذ إبادة جماعية في صفوف المدنيين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...