في معركة الفرقان.. تلاميذ العياش ينتظرون الصهاينة بالأحزمة الناسفة في شوارع غزة
أمام تصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي؛ تواصل قوات الاحتلال ارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين فتقصفهم بأطنان من المتفجرات من البر والجو والبحر، تأتي الذكرى الثانية عشر لاستشهاد القائد المهندس يحيى عياش الذي رحل بجسده وبقي بعقليته وابتكارته ماثلاً أمام أعين المجاهدين في فلسطين.
فعلى ثغور القطاع يقف الآلاف من تلاميذ العياش المجندين بالعقيدة وحبهم للجهاد يحملون بنادقهم ويزرعون عبواتهم التفجيرية بأنواعها المختلفة التي ورثوها عن قائدهم المهندس عياش، منتظرين تقدم قوات العدو لانقضاض عليها.
نشأة العياش
في السادس من آذار/ مارس لعام 1966 كانت فلسطين على موعد مع مولد رجل مهندس، ظل بصماته الجهادية مرسومة على قنبلة أو حزام ناسف تمتلكها المقاومة الفلسطينية، فقد ولد العياش في قرية رافات جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة وقد تزوج من إحدى قريباته وأنجب طفلين “براء ويحيى”.
بداياته في “كتائب القسام”
بدء العياش نشاطه في صفوف “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” منذ مطلع عام 1992 وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وطور لاحقاً أسلوب الهجمات الاستشهادية عقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994، واعتبر مسؤولاً عن سلسلة الهجمات الاستشهادية مما جعله هدفاً مركزياً للصهاينة.
الابتكار وتطوير المقاومة
يعتبر المهندس يحيى عياش المخترع والمبتكر الأول لأسلوب العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الصهيوني، فقد تركزت نشاطاته في تجهيز العبوات والأحزمة الناسفة بأشكالها وأنواعها المختلفة حيث قض مضاجع الاحتلال جراء أساليبه المختلفة التي جعلت العدو في حيرة من أمره مع تنوع العمليات الاستشهادية وطرق تنفيذها التي دبرت بعقلية المهندس القسامي الفذ.
نعوت الصهاينة فيه
من كثرة ما فعله عياش في الصهاينة نال إعجابهم من شدة ذكائه وألمعيته، فيقول عنه “شمعون رومح” أحد كبار العسكريين الصهاينة: “إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى قدرة فائقة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع”.
أما وسائل الإعلام الصهيونية فقد لقبته بـ : “الثعلب” و”الرجل ذو الألف وجه” و”العبقري”، وقد بلغ الخوف والهلع الصهيوني من المهندس عياش لدرجة أن يقول رئيس الوزراء آنذاك إسحاق رابين: “أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست”.
أما “موشيه شاحاك” وزير الأمن الداخلي الصهيوني آنذاك فقد قال عنه: “لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عيَّاش إلا بالمعجزة؛ فدولة الاحتلال بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حدًّا لعملياته”.
بصمات “العياش” لا زالت راسخة
“لا يستطيع الصهاينة أن يمحو من عقولنا المهندس يحيى عياش فبصماته لا زالت راسخة على العبوات الناسفة بأشكالها” .. بهذه الكلمات بدء أبو مجاهد أحد قادة القسام شمال قطاع غزة حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” في الذكرى الثانية عشر لاستشهاد المهندس عياش.
وأضاف المقاوم الفلسطيني وهو يقف مرابطاً على ثغور الشمال: “في هذا يوم نتذكر المهندس عياش الذي بفضل عقله الجبار استطعنا في بعد اثنا عشر عاماً أن نطور من العبوات الناسفة التي تدمر آليات الاحتلال المصفحة”.
أحد مقاتلي القسام قال: “اليوم في معركة الفرقان المباركة هناك الآلاف من تلاميذ العياش جاهزون بأحزمتهم الناسفة في كل شارع وزقاق لتفجير أنفسهم بالجنود الصهاينة الذين قتلوا أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ونحن لهم بالمرصاد والله تعالى معنا”.
المعركة المستمرة
لا زالت معركة “الفرقان” التي أعلنتها المقاومة الفلسطينية تواجه ذلك “الرصاص المصبوب” ويستمر الصهاينة في استهداف المنازل المدنية وعائلات بأكملها فيما لم تنل تلك الحرب الصهيونية من المقاومة ومن رجالاتها الذين ينتظرونهم في شوارع غزة، ولا زالت القوات الصهيونية تخشى من التقدم أكثر لشوارع غزة خوفاً من مفاجآت تجهزها المقاومة كما وعدته من قبل.
وتبقى ذكرى المهندس العياش محفورة في أذهان رجال وأطفال ونساء قطاع غزة ويستذكرون سيرته العطرة في معركتهم الفاصلة مع الاحتلال الصهيوني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...