الثلاثاء 13/مايو/2025

مظاهرات حاشدة في عدد من العواصم العربية احتجاجاً على حصار غزة (مصور)

مظاهرات حاشدة في عدد من العواصم العربية احتجاجاً على حصار غزة (مصور)

تظاهر عشرات الآلاف من العرب في لبنان والبحرين وسوريا أمس الجمعة (19/12)، للتنديد بالحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة.

فقد تظاهر عشرات الآلاف في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، بناء على دعوة حزب الله اللبناني، للتنديد بالحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة.

وألقى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، خطابا في ختام التظاهرة التي سارت في كل شارع جادة هادي نصرالله، الشارع الرئيسي في الضاحية، أكد فيه أن “شعب فلسطين لا يهزم، المتآمرون هم الذين سيهزمون”.

وأكد رفض حزب الله “التسوية الفاشلة المهينة”، مضيفاً: “نحن مع المقاومة التي تحرر كامل التراب الفلسطيني”، و”نحن في حزب الله لن نتخلى عن قضيتنا، قضية فلسطين” التي وصفها بـ”القضية المركزية”.


وتساءل قاسم الذي وقف على منصة مستحدثة في آخر الشارع: “لم لا نسمع القيادات العربية تصرخ وتستنكر وتطالب برفع الحصار عن قطاع غزة”، وأضاف: “أيها العرب مسؤوليتكم أن تدعموا قضية فلسطين بالمال والسلاح والموقف”.

ودعا مصر إلى “وقفة تاريخية إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر”، في إشارة إلى ضرورة فتح معبر رفح الذي يربط بين قطاع غزة والأراضي المصرية.

وكانت شوارع الضاحية الجنوبية غصت بجموع المتظاهرين في حين أغلق العديد من طرقها أمام حركة السير، وانتشر عناصر “الانضباط” التابعون لحزب الله في كل مكان للإشراف على تنظيم التظاهرة.

ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية وأعلام “حزب الله” وأعلام لبنان وأخرى تابعة لحركة “أمل”، وساروا على وقع خطابات للأمين العام لحزب الله والأناشيد الحماسية وهتافات “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”.

ورفع متظاهرون شعارات بينها “لا اتفاقات إذا كانت ستؤدي إلى كارثة إنسانية”، و”ديننا دين نصرة المظلوم”، و”غزة رمز الشرف والكرامة”. ورفع آخرون صورة كبيرة لنصرالله والقيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في 12 شباط/فبراير، مع عبارة “يا قدس إنا قادمون”.

كذلك رفعت امرأة صورة عليها رسم حذاء كتب تحته “رمز العز” ورسم كأس ويسكي كتب تحته “رمز الذل”، في إشارة إلى الحذاء الذي رماه الصحافي العراقي منتظر الزيدي على الرئيس الأميركي جورج بوش.

وقال مصباح قاروط (42 عاماً)، أحد المشاركين في التظاهرة لوكالة “فرانس برس”: “جئت من الجنوب لأجل غزة. التظاهر لا يكفي ضد إسرائيل. لا بد من عمل عسكري لإبادة إسرائيل”.

وبموازاة هذه التظاهرة المركزية جرت تظاهرات مناطقية عدة لا سيما في الجنوب والبقاع (شرق) وهما منطقتان يتمتع فيهما الحزب اللبناني بثقل شعبي كبير، فضلا عن تظاهرات في الشمال نظمتها حركات إسلامية وفلسطينية.

الصمت على الحصار حصار

وجرت تظاهرات في عدد من المناطق في الشمال والجنوب والبقاع (شرق). ففي صيدا، تجمع مئات الأشخاص منددين بالحصار، وحملوا دمية تمثل الرئيس الأميركي جورج بوش مع حذاء مربوط حول عنقه، في إشارة إلى قذف الصحافي العراقي منتظر الزيدي الرئيس الأميركي بحذاء في بغداد.

وحمل المتظاهرون لافتات ترفض الديمقراطية الأمريكية وتطالب بالعدالة. كما أحرقوا أعلاما إسرائيلية وأميركية. وفي النبطية في الجنوب، أقيم احتفال حاشد في النادي الحسيني للمدينة حضره عدد من النواب وممثلون عن الأحزاب والقوى السياسية وعلماء دين.

ورفعت في الاحتفال أعلاماً فلسطينية ولبنانية ولافتات كتب عليها “غزة رمز الأحرار وقبلة الثوار”، و”غزة مدينة الأحرار أقوى من الحصار والنار”. وألقى النائب حسن حب الله من حزب الله، كلمة في الاحتفال ناشد فيها “أهل مصر أن يقفوا موقفا شجاعا مع أهلهم في غزة ويتحدوا الإدارة الأمريكية والصهيونية ويفتحوا المعبر أمام شعبنا في غزة”.

كما سارت تظاهرات في مخيمي البداوي والبارد للاجئين الفلسطينيين في الشمال ومخيم الجليل في البقاع، تضامنا مع أهالي غزة المحاصرين. وألقى مفتي الهرمل الشيخ علي طه، كلمة خلال اعتصام في الهرمل في البقاع دعا فيها الشعوب العربية إلى “التكاتف والضغط على الحكام لفتح المعابر وفك الحصار الظالم”.

وقال: “إن السكوت عن الحصار حصار، وأن المشاركة في هذا الاعتصام إدانة لصمت الحكام وصرخة لنصرة غزة وأطفالها”، ونظمت “جبهة العمل الإسلامي” في عكار في الشمال احتفالا تضامنيا شعبيا حاشدا مع أهالي غزة. وفي خطبة الجمعة، دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، “إلى عقد مؤتمر شعبي في مكة المكرمة أو في القاهرة أو طهران”، وقال: “علينا أن نتحرك نزولا وصعودا لان الكبار يخافون على مراكزهم ومناصبهم”، مشيرا إلى أن مثل هذا الاجتماع “يعطي ثمارا والمطلوب وضع برنامج عمل لإنقاذ الشعب الفلسطيني”.

تظاهرة في البحرين

كما تظاهر آلاف البحرينيين أمس، بدعوة من جمعيات سياسية بحرينية معارضة، تضامنا مع قطاع غزة وللمطالبة برفع الحصار عنه. وانطلق المتظاهرون رافعين الأعلام الفلسطينية من دوار مجمع “جيان” إلى دوار مجمع “الدانة” غرب العاصمة المنامة، ورددوا هتافات مناوئة لإسرائيل وتطالب برفع الحصار عن أهالي غزة.

وردد المتظاهرون الذين قدر المنظمون عددهم بنحو 5 آلاف متظاهر، هتافات مثل “من غزة للبحرين شعب واحد لا شعبين”، “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا”، وطالب بيان وزع في التظاهرة، الحكومات العربية بدعم سكان غزة كما أعلن عن سفينة مساعدات بحرينية تنظمها الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع ستنطلق من قبرص إلى قطاع غزة قريباً لكسر الحصار.

 

وتشهد البحرين عادة تظاهرات مناوئة لإسرائيل والولايات المتحدة جرت أكبرها أمام السفارة الأمريكية عام 2002 أثناء الاجتياح الصهيوني للضفة الغربية، وضمت نحو عشرين ألف مشارك.

مسيرة في دمشق

وانطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة تضامناُ مع قطاع غزّة المحاصر بعد صلاة الجمعة في مخيم “سبينة” للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني وعددٍ من الشخصيات الاعتبارية من داخل المخيم وخارجه.

وردّد المتظاهرون شعارات تندّد بالحصار الظالم على قطاع غزّة، وتستهجن مواقف الدول العربية والغربية من هذا الحصار، كما أطلقوا هتافات تدعو المقاومة إلى تصعيد عملياتها ضدّ الكيان الصهيوني.

وفي نهاية المسيرة ألقى الدكتور ماهر الطاهر كلمة أكّد خلالها على أنّ الشعب الفلسطيني “شعب واحد موحّد ضد الاحتلال الصهيوني، سيواصل الصمود والكفاح والمقاومة رغم الحصار والعدوان، قائلين بذلك للعام أجمع: فلسطين لنا والأرض أرضنا والقدس قدسنا”.

كما شدّد الطاهر على أهمية القوة التي تتمتع فيها فصائل المقاومة، معتبراً أنّ “قوّة “فتح” وقوة “حماس” وقوة الجبهات والفصائل يجب أن تتوحّد لمواجهة الإرهاب الصهيوني”، ولفت الطاهر إلى أنّه على الدول العربية أن “تتّخذ قراراً صارما بكسر الحصار برّاً وبحراً”.

من جهته أشار الدكتور نواف تكروري؛ رئيس قسم العمل الشعبي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في سورية، إلى أنّ هذه المسيرة أكّدت للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة “وقوف الشعب الفلسطيني أينما كان إلى جانب حقهم”.

وتابع تكروري قائلاً “الرسالة الثانية من هذه المسيرة متوجّهة إلى الدول العربية ولمصر على وجه الخصوص، فمسؤولية الحصار تقع على مصر بالدرجة الأولى بعد الكيان الصهيوني في تحمّل مسؤولياتها تجاه قطاع غزّة، فلا عذر للقيادة المصرية في إغلاق معبر رفح، ولا يجوز أن يملك الكيان الصهيوني إغلاقه، لأن ذلك يعتبر تحكماً إسرائيلياً بالسيادة المصرية”.

يشار إلى أنّ المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية، عقدت اجتماعاً طارئاً وقرّرت الإعلان عن انطلاق فعاليات “أيام رفع حصار عن غزة”، والتي تبدأ الجمعة 1912 في عدد من الدول العربية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات