الإثنين 12/مايو/2025

مكر الاحتلال .. يد ممدودة لمصر لتمديد التهدئة والأخرى تقتل في الضفة

مكر الاحتلال .. يد ممدودة لمصر لتمديد التهدئة والأخرى تقتل في الضفة

تسارعت الأحداث مع قرب انتهاء التهدئة في قطاع غزة مع الاحتلال؛ بحيث بات الاحتلال يصعد بشكل يومي في الضفة الغربية من عمليات القتل بحق الأبرياء وتهويد القدس وبناء المستوطنات، وتسارعت اعتداءات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال.

كل ذلك يتم مع طلب الاحتلال من مصر تمديد التهدئة مع حركة “حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية، مما حدا بالكتاب والمحللين السياسيين إلى محاولة قراءة وفهم ما يريده الاحتلال من وراء ذلك.

لا تهدئة في الضفة

البروفسور عبد الستار قاسم المحاضر في جامعة النجاح بمدينة نابلس عقب على ذلك بالقول “إن التهدئة هي فقط في غزة، وطلب الاحتلال تمديدها؛ لأن له مصلحة في ذلك كما لغزة مصلحة في ذلك، ولكن السؤال هو لماذا لا تقوم الفصائل الفلسطينية بالرد على عمليات القتل من قبل الاحتلال وتقوم بعمليات ضده!”.

وأضاف “نعم هناك ضغوط مشتركة من الاحتلال والسلطة على المقاومة والتي كان آخرها العثور على نفق في الخليل وتفجيره، ومصنع للمتفجرات، وفي عام 96 كان هناك سلطة وكان هناك عمليات تردع الاحتلال، وعلى القوى أخذ التدابير الأمنية بشكل كبير في الضفة كون التنسيق الأمني يحد من العمل المقاوم”، وتابع: “التنسيق الأمني ولقمة الخبز التي يتحكم فيها الاحتلال يجب أن نتحرر منهما حتى ننطلق”.

وبين قاسم أن يد الاحتلال طليقه في الضفة الغربية لأنه لا يوجد مقاومة لأسباب عديدة في الضفة، لذا “يجب الاستعداد وأخذ الاحتياطات الأمنية للعمل على إيجاد أرضية مقاومة تردع الاحتلال عن مواصلة جرائمه”.

المقاومة بين غزة والضفة

الكاتب والمحلل عماد صلاح الدين يرى أن الكيان الصهيوني في الأساس لا يريد تهدئة مع الفلسطينيين في سياق علاقة تبادلية بأبعاد سياسية وقانونية محكومة ومضبوطة، وعادة ما تجرى هكذا موضوعات في إطار وساطات أو ما يسمى بطريقة غير مباشرة.

وأضاف: “كدولة احتلال تسعى إلى فرض شروطها على الفلسطينيين، وهي إذ تطلب تمديد التهدئة أو من قبل الموافقة عليها عبر الوساطة المصرية؛ فهي بحكم المضطر إليها بسبب وقع المقاومة التي تقودها حماس في غزة، والصواريخ الفلسطينية البسيطة في غزة خلقت نوعاً من الذعر والتوازن الاستراتيجي في إطار ضرب الحالة الأمنية المطلقة القائم عليها طبيعة وفلسفة المشروع الصهيوني المكرس عملياً “بإسرائيل”، والتهدئة في القطاع ضمن حالة التبادلية ولو في سياق وقف نار متبادل بين طرفي المعادلة، إلا أنها على أية حال تعد سابقة منفردة ووحيدة مع “إسرائيل” ضمن بعد التبادلية هذه.

وأضاف: “أما في الضفة الغربية؛ المسألة ليست كذلك هنا توجد مفاوضات والمقاومة أصلاً ممنوعة ولا توجد بالتالي أداة ضاغطة على “إسرائيل” للردع، ولقد ثبت بالتجربة أن “إسرائيل” تقبل ما يطلبه الفلسطينيون أو العرب من استحقاقات من خلال الردع، بغض النظر عن درجة ومفعول هذه الأداة الضاغطة، إليك تجربة امتناع الفصائل عن المقاومة بتهدئة حوارات القاهرة 2005 خرقتها “إسرائيل” لأنها أرادتها من طرف واحد”.

مواطنو الضفة

أما المواطنون في الضفة؛ فكان لهم رأي آخر وهو أن التصعيد في الضفة سببه تقاعس ورضوخ السلطة والأجهزة الأمنية كلياً لأوامر الاحتلال، مما حدا بالأخير إلى إطلاق يده في القتل والإجرام.

المواطن هشام محمد (50 عاماً) قال بأن التصعيد سببه ما يراه الاحتلال من جرأة الأجهزة الأمنية الخانعة للاحتلال على المقاومة وتوفير المعلومات حول المقاومين، مما يشكل تربة خصبة لمواصلة إجرامه بينما في غزة هناك أجهزة أمنية مقاومة تعمل بأجندة وطنية تقاوم الاحتلال ولا تخدمه ولا تنصاع لأوامره.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات