الإثنين 12/مايو/2025

تيار في فتح .. عمليات تخريب منظّمة ومتواصلة لإفشال حوار القاهرة

تيار في فتح .. عمليات تخريب منظّمة ومتواصلة لإفشال حوار القاهرة
وفقاً لمراقبين؛ لم يكن مستغرباً، أن يدعو الناطق باسم حركة “حماس” فوزي برهوم في تصريح صحفي له يوم (16/10) السلطات المصرية إلى أن تقوم بفضح الجهة التي تقف أمام إنهاء الانقسام الفلسطيني.

وبرأيهم؛ فإن ذلك مرتبط بالمواقف الصادرة عن عباس، والتصريحات الصادرة عن الفريق المحيط تظهر أنهم يرفضون لقاءً ثنائياً بدعوة مصرية للاجتماع بحماس، ويشترطون عقده عقب اللقاء الشامل مع جميع الفصائل، وفقاً لأجندتهم، فضلاً عن اشتراطات وممارسات أخرى، وهو ما يعني أنهم يحاولون وضع العراقيل أمام الجهود المصرية لتوحيد الصف الداخلي، لإفشالها كما أفشلوا من قبل اتفاق مكة وإعلان صنعاء.

                                   رفض اللقاء الثنائي مع “حماس”

وقد اتضح ذلك من طرق مختلفة، فقد ذكرت مصادر مصرية موثوقة لصحيفة “الحياة” اللندنية يوم (15/10) أن رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من محمود عباس يطلعه فيه على موقفه الرافض للقاء الثنائي مع حماس، كما أشار نبيل أبو ردينة المتحدث باسم رئاسة السلطة أن محمود عباس رفض تشكيل أي لجان ثنائية مع حركة حماس في إطار التحضيرات الجارية للحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي ينتظر أن ترعاه مصر، وقال أبو ردينة في تصريحات لصحيفة “الحياة” اللندنية نشرت يوم (15/10) إلى أن عباس “متمسك بالحوار الشامل، ويرفض تشكيل لجان ثنائية”.

وعلى نحو متصل؛ نقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عن مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن ثمة تحفظات قوية لعباس على المبادرة المصرية في ثلاث قضايا سيبحثها مع المسؤولين المصريين خلال زيارته إلى القاهرة في الأيام القليلة القادمة، إحداها رفضه فكرة الحوارات الثنائية قبل الاتفاق على هدف إنهاء الانقسام وإعادة الشرعية الدستورية إلى غزة، حسب ما أوردته الصحيفة.

ويضاف إلى ما سبق تصريحات لمسؤولين في حركة “فتح” أو السلطة تصب في نفس التوجه؛ منها ما كان قد صرح به عزام الأحمد رئيس كتلة “فتح” البرلمانية بأن حركته ترفض طلباً تقدمت به “حماس” للجلوس معها قبل الاجتماع المعلن عنه برعاية مصرية.

                                  مراوغة فتحاوية واضحة

وأعربت حركة “حماس” عن خشيتها في بيان صدر عنها من أن “استمرار الرفض والتعنت من قبل حركة “فتح” والرئيس محمود عباس، يعني أنهم يصرون على إبقاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي، ويحاولون إفشال الجهد المصري كما أفشلوا اتفاق مكة وإعلان صنعاء”.

وقد عبر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عن عدم ارتياحه من رفض حركة “فتح” للقاء المباشر مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” برعاية المصريين، قائلاً: “لسنا مرتاحين أن تكون البداية لانطلاق الحوار الفلسطيني هي الرفض من فتح للقاء المباشر مع حماس”.

وأبدى حماد الرقب الناطق باسم حركة “حماس” أسف الحركة لوجود “مراوغة واضحة من حركة فتح والتفاف من خلف النصوص على الثوابت القائمة في الميدان”، مشيراً إلى أن طرح الحوار مع الفصائل يصيب المرء بالاستهجان البالغ، ذلك أن الفصائل لا مشكلة لحماس معها أصلاً إلا ما كان من اختلاف الرأي، واستغرب الرقب أن تبقى حالة الانقسام لمجرد فلسفة كلمة “إجماع فصائلي”، كما تطرح فتح ذلك، في وقت تقدم فيه حماس “فلسفة الإجماع الوطني والجماهيري لما لهاتين الحركتين من الثقل الأبرز في الساحة الفلسطينية”، مشيراً إلى ما حصلت عليه الحركتان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ( حماس 61%، فتح  أكثر من 34%).

                            إسكات الأصوات المعطلة للحوار

ولم تكن “حماس” الجهة الوحيدة التي تطالب عباس بإسكات الأصوات المعطلة للحوار الفلسطيني في حركة “فتح” التي يتزعمها، فقد طالبت بذلك كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح أيضاً، إيماناً منها بأهمية عدم تضييع الفرصة التي ترعاها مصر لإعادة الوفاق للصف الفلسطيني، وتغليب الحوار الداخلي على الحوار مع الكيان الصهيوني.

ودعت الكتائب في بيان صحفي صدر عنها، رئيس السلطة محمود عباس الذي يتزعم حركة “فتح” إلى إبعاد كل “المتآمرين” عن القضية الفلسطينية وإخراس كل الأصوات “النشاز” التي تهدف إلى إفشال الحوار والمصالحة الوطنية، وهو ما يؤكد برأي مراقبين، صحة رد فعل حماس على ما يصدر من حركة فتح، ويفضح التيارات الموجودة في السلطة وفتح والتي خرّبت وما تزال جهود المصالحة الوطنية بذرائع وحجج واهية.

واستهجنت “كتائب الأقصى” استمرار “بعض الأصوات اللامسؤولة” التي تخرج من بعض القيادات المحسوبة على حركة “فتح”، لتشكك في جهود الحوار وإمكانية المصالحة بعد أن كان لها الدور البارز في استمرار الشقاق والانقسام بين “شطري الوطن”.

وشددت الكتائب على دعمها الكامل للمصالحة الوطنية ولدعوات اللقاء بين حركتي “حماس” و”فتح” على طاولة واحدة وحل جميع الخلافات العالقة بينهما.

                               تصعيد الاعتقالات ضد “حماس”

ومن الأمور التي من شأنها إفشال الحوار الفلسطيني من طرف “فتح”، فضلاً عن رفضها إجراء حوار ثنائي مع حماس، كما يرى محللون، قيام أجهزة أمن مقاطعة رام الله بالتصعيد ضد حركة حماس اعتقالاً ومداهمات، والتدخلات الصهيو أمريكية في هذا الشأن، بدلاً من توفير مناخات مختلفة كإطلاق المعتقلين السابقين لديها، والتي من شأنها إنجاح الحوار.

وفي هذا الصدد؛ أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن نجاح جهود مصر في الحوار مرهون بكبح جماح ما يجري في الضفة الغربية من تصعيد أجهزة الأمن بحق عناصر “حماس”، ومنع التدخلات الخارجية لا سيما الصهيونية والأمريكية.
 
وقال هنية في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم (17/10) في المسجد الغربي الكبير بمخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، إن ما يجري في الضفة الغربية من اعتقالات ومداهمات، وما قيل عن اكتشاف مخازن أسلحة تابعة لحركة “حماس”، وافتعال الروايات لا يبشر بحوار حقيقي، وهذا ما يدلل على استمرار وجود الفيتو الأمريكي علي الحوار، ويدلل على وجود تيار عبثي لا يريد للمصالحة أن تتم، ويدلل أيضاً على تغلغل الأجهزة الصهيونية في أجهزة الأمن الفلسطينية، كما ورد في الخطبة.

وفي السياق نفسه؛ حثت كتائب شهداء الأقصى حركتي “حماس” و”فتح” على تهيئة المناخ المناسب لإنجاح الحوار بوقف فوري للحملات التحريضية، وشددت على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية ووقف كل حملات الملاحقة لـ”المقاومين” وإنجاح جهود مصر للمصالحة.

وتشير الأنباء إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة محمود عباس، صعدت حملة اعتقالاتها في صفوف أنصار حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في محافظات الضفة الغربية فاعتقلت ثلاثة عشر منهم، في الآونة الأخيرة، منهم أسرى محررون من سجون الكيان الصهيوني، في دور مكمل لما يقوم به جيش الاحتلال الذي قتل ثلاثة، واعتقل 29 فلسطينياً خلال 15 عملية توغل في الضفة خلال الأسبوع الماضي.

                                       ترجمة الأقوال إلى أفعال

وكخلاصة لما تقوم به السلطة وفريق في حركة “فتح”؛ اتهم الدكتور سامي أبو زهري الناطق باسم حماس أطرافاً داخل حركة “فتح” بالعمل على قطع الطريق أمام أي حوار وطني، وقال “واضح أنّ أطرافاً داخل “فتح” والسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله غير معنيون بأي اتفاق فلسطيني، نتيجة ارتباطهم بالاحتلال، وحفاظاً على مصالحهم الشخصية والحزبية”.

 

ورأى أبو زهري أنّ هذا الفريق “قد عبّر عن موقفه من خلال تصعيد حملة الاعتقالات ضد عناصر “حماس” والمجموعات المقاومة ومصادرة سلاحها، ثم اتهامها زوراً بأنّ هذا السلاح له علاقة بالوضع الداخلي، وعلى الرغم من اعتراف الاحتلال بأنّ هذه الاعتقالات أفلحت في إحباط عمليات فدائية؛ فإنّ حملة التصعيد لم تتوقف سياسياً وأمنياً، ثم جاء رفض حركة “فتح” للجلوس مع “حماس”، فهذه كلها مؤشرات على عدم جدية هذا الفريق في أي وفاق فلسطيني”.

ومنعاً لهذا الفريق من الاستمرار في تخريب جهود المصالحة الوطنية؛ دعا أبو زهري القاهرة والعرب “الذين تعهّدوا بمحاسبة أي طرف يعرقل الحوار إلى ترجمة مواقفهم والضغط على “فتح” للتوقف عن عرقلة جهود الحوار الوطني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....