تيار في فتح .. عمليات تخريب منظّمة ومتواصلة لإفشال حوار القاهرة

وبرأيهم؛ فإن ذلك مرتبط بالمواقف الصادرة عن عباس، والتصريحات الصادرة عن الفريق المحيط تظهر أنهم يرفضون لقاءً ثنائياً بدعوة مصرية للاجتماع بحماس، ويشترطون عقده عقب اللقاء الشامل مع جميع الفصائل، وفقاً لأجندتهم، فضلاً عن اشتراطات وممارسات أخرى، وهو ما يعني أنهم يحاولون وضع العراقيل أمام الجهود المصرية لتوحيد الصف الداخلي، لإفشالها كما أفشلوا من قبل اتفاق مكة وإعلان صنعاء.
رفض اللقاء الثنائي مع “حماس”
وقد اتضح ذلك من طرق مختلفة، فقد ذكرت مصادر مصرية موثوقة لصحيفة “الحياة” اللندنية يوم (15/10) أن رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من محمود عباس يطلعه فيه على موقفه الرافض للقاء الثنائي مع حماس، كما أشار نبيل أبو ردينة المتحدث باسم رئاسة السلطة أن محمود عباس رفض تشكيل أي لجان ثنائية مع حركة حماس في إطار التحضيرات الجارية للحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي ينتظر أن ترعاه مصر، وقال أبو ردينة في تصريحات لصحيفة “الحياة” اللندنية نشرت يوم (15/10) إلى أن عباس “متمسك بالحوار الشامل، ويرفض تشكيل لجان ثنائية”.
وعلى نحو متصل؛ نقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عن مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن ثمة تحفظات قوية لعباس على المبادرة المصرية في ثلاث قضايا سيبحثها مع المسؤولين المصريين خلال زيارته إلى القاهرة في الأيام القليلة القادمة، إحداها رفضه فكرة الحوارات الثنائية قبل الاتفاق على هدف إنهاء الانقسام وإعادة الشرعية الدستورية إلى غزة، حسب ما أوردته الصحيفة.
ويضاف إلى ما سبق تصريحات لمسؤولين في حركة “فتح” أو السلطة تصب في نفس التوجه؛ منها ما كان قد صرح به عزام الأحمد رئيس كتلة “فتح” البرلمانية بأن حركته ترفض طلباً تقدمت به “حماس” للجلوس معها قبل الاجتماع المعلن عنه برعاية مصرية.
مراوغة فتحاوية واضحة
وأعربت حركة “حماس” عن خشيتها في بيان صدر عنها من أن “استمرار الرفض والتعنت من قبل حركة “فتح” والرئيس محمود عباس، يعني أنهم يصرون على إبقاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي، ويحاولون إفشال الجهد المصري كما أفشلوا اتفاق مكة وإعلان صنعاء”.
وقد عبر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عن عدم ارتياحه من رفض حركة “فتح” للقاء المباشر مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” برعاية المصريين، قائلاً: “لسنا مرتاحين أن تكون البداية لانطلاق الحوار الفلسطيني هي الرفض من فتح للقاء المباشر مع حماس”.
وأبدى حماد الرقب الناطق باسم حركة “حماس” أسف الحركة لوجود “مراوغة واضحة من حركة فتح والتفاف من خلف النصوص على الثوابت القائمة في الميدان”، مشيراً إلى أن طرح الحوار مع الفصائل يصيب المرء بالاستهجان البالغ، ذلك أن الفصائل لا مشكلة لحماس معها أصلاً إلا ما كان من اختلاف الرأي، واستغرب الرقب أن تبقى حالة الانقسام لمجرد فلسفة كلمة “إجماع فصائلي”، كما تطرح فتح ذلك، في وقت تقدم فيه حماس “فلسفة الإجماع الوطني والجماهيري لما لهاتين الحركتين من الثقل الأبرز في الساحة الفلسطينية”، مشيراً إلى ما حصلت عليه الحركتان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ( حماس 61%، فتح أكثر من 34%).
إسكات الأصوات المعطلة للحوار
ولم تكن “حماس” الجهة الوحيدة التي تطالب عباس بإسكات الأصوات المعطلة للحوار الفلسطيني في حركة “فتح” التي يتزعمها، فقد طالبت بذلك كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح أيضاً، إيماناً منها بأهمية عدم تضييع الفرصة التي ترعاها مصر لإعادة الوفاق للصف الفلسطيني، وتغليب الحوار الداخلي على الحوار مع الكيان الصهيوني.
ودعت الكتائب في بيان صحفي صدر عنها، رئيس السلطة محمود عباس الذي يتزعم حركة “فتح” إلى إبعاد كل “المتآمرين” عن القضية الفلسطينية وإخراس كل الأصوات “النشاز” التي تهدف إلى إفشال الحوار والمصالحة الوطنية، وهو ما يؤكد برأي مراقبين، صحة رد فعل حماس على ما يصدر من حركة فتح، ويفضح التيارات الموجودة في السلطة وفتح والتي خرّبت وما تزال جهود المصالحة الوطنية بذرائع وحجج واهية.
واستهجنت “كتائب الأقصى” استمرار “بعض الأصوات اللامسؤولة” التي تخرج من بعض القيادات المحسوبة على حركة “فتح”، لتشكك في جهود الحوار وإمكانية المصالحة بعد أن كان لها الدور البارز في استمرار الشقاق والانقسام بين “شطري الوطن”.
وشددت الكتائب على دعمها الكامل للمصالحة الوطنية ولدعوات اللقاء بين حركتي “حماس” و”فتح” على طاولة واحدة وحل جميع الخلافات العالقة بينهما.
تصعيد الاعتقالات ضد “حماس”
ومن الأمور التي من شأنها إفشال الحوار الفلسطيني من طرف “فتح”، فضلاً عن رفضها إجراء حوار ثنائي مع حماس، كما يرى محللون، قيام أجهزة أمن مقاطعة رام الله بالتصعيد ضد حركة حماس اعتقالاً ومداهمات، والتدخلات الصهيو أمريكية في هذا الشأن، بدلاً من توفير مناخات مختلفة كإطلاق المعتقلين السابقين لديها، والتي من شأنها إنجاح الحوار.
وفي هذا الصدد؛ أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن نجاح جهود مصر في الحوار مرهون بكبح جماح ما يجري في الضفة الغربية من تصعيد أجهزة الأمن بحق عناصر “حماس”، ومنع التدخلات الخارجية لا سيما الصهيونية والأمريكية.
وقال هنية في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم (17/10) في المسجد الغربي الكبير بمخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، إن ما يجري في الضفة الغربية من اعتقالات ومداهمات، وما قيل عن اكتشاف مخازن أسلحة تابعة لحركة “حماس”، وافتعال الروايات لا يبشر بحوار حقيقي، وهذا ما يدلل على استمرار وجود الفيتو الأمريكي علي الحوار، ويدلل على وجود تيار عبثي لا يريد للمصالحة أن تتم، ويدلل أيضاً على تغلغل الأجهزة الصهيونية في أجهزة الأمن الفلسطينية، كما ورد في الخطبة.
وفي السياق نفسه؛ حثت كتائب شهداء الأقصى حركتي “حماس” و”فتح” على تهيئة المناخ المناسب لإنجاح الحوار بوقف فوري للحملات التحريضية، وشددت على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية ووقف كل حملات الملاحقة لـ”المقاومين” وإنجاح جهود مصر للمصالحة.
وتشير الأنباء إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة محمود عباس، صعدت حملة اعتقالاتها في صفوف أنصار حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في محافظات الضفة الغربية فاعتقلت ثلاثة عشر منهم، في الآونة الأخيرة، منهم أسرى محررون من سجون الكيان الصهيوني، في دور مكمل لما يقوم به جيش الاحتلال الذي قتل ثلاثة، واعتقل 29 فلسطينياً خلال 15 عملية توغل في الضفة خلال الأسبوع الماضي.
ترجمة الأقوال إلى أفعال
وكخلاصة لما تقوم به السلطة وفريق في حركة “فتح”؛ اتهم الدكتور سامي أبو زهري الناطق باسم حماس أطرافاً داخل حركة “فتح” بالعمل على قطع الطريق أمام أي حوار وطني، وقال “واضح أنّ أطرافاً داخل “فتح” والسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله غير معنيون بأي اتفاق فلسطيني، نتيجة ارتباطهم بالاحتلال، وحفاظاً على مصالحهم الشخصية والحزبية”.
ومنعاً لهذا الفريق من الاستمرار في تخريب جهود المصالحة الوطنية؛ دعا أبو زهري القاهرة والعرب “الذين تعهّدوا بمحاسبة أي طرف يعرقل الحوار إلى ترجمة مواقفهم والضغط على “فتح” للتوقف عن عرقلة جهود الحوار الوطني”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...