العزل في سجون الاحتلال قبور للأسرى تؤدي إلى اضطرابات نفسية

تواصل إدارة مصلحة السجون الصهيونية، سياسة العزل الانفرادي للأسرى الفلسطينيين كنوع من العقاب لهم والذي يكون غالبا بدون سبب، وفي بعض الأحيان تتذرع إدارة السجون بمخالفة الأسير لأوامر ولوائح السجون، وهو ما يعني أحيانا أن يبقى الأسير في العزل لمدة تصل لعشرين عاما.

اضطرابات نفسية

فقد أكدت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في تقرير صدر مؤخرا أن ظروف العزل والإفراد التي يوضع بها السجناء الفلسطينيون في السجون الصهيونية، والتي تستمر لفترات طويلة تؤدي إلى اختلالات عقلية.

مرض بلا علاج

وقال التقرير إن مصلحة السجون تستخدم إجراء العزل والإفراد كأسلوب أساسي سهل عوضا عن البدائل العلاجية الأقل ضررا، ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن الدكتور زيف وينر، وهو متخصص في الطب النفسي وعلم النفس وأحد الخبراء الذين تبرعوا بالمشاركة في الدراسة قوله: إن العزل لفترات طويلة قد يؤدي إلى الإضرار بصحة السجين العقلية، وقد يؤدي إلى اختلال طويل الأمد وفي بعض الأحيان لا يمكن علاجه.

وأشار التقرير إلى أن السجناء الفلسطينيين الذين يوضعون في ظروف العزل والإفراد يوضعون في ظروف مختلفة وأكثر قسوة من الظروف التي يوضع بها السجناء الآخرون، وكثيرا ما يحرمون من حقوق الزيارات من قبل ذويهم أو المكالمات الهاتفية لأسباب تقول سلطات السجون إنها أسباب أمنية.

مكافحة العزل

وذكر التقرير أن العلاجات النفسية القليلة المتوفرة في السجون تقتصر على الأدوية والتي هي في  الغالب حبة الاكمول وشرب الماء، وأشار التقرير إلى أن معظم الأطباء النفسيين الذين يعملون في السجون لا يتكلمون العربية.

وتختتم مؤسستا أطباء من أجل حقوق الإنسان و”الضمير” تقريرهما بمناشدة الجمعية الطبية “الإسرائيلية” بالعمل على مكافحة أساليب عزل السجناء الفلسطينيين الذين يعانون من أمراض نفسية، دعت مؤسسة أطباء من أجل حقوق الإنسان الجمعية “الإسرائيلية” للطب النفسي إلى الإعراب عن احتجاجها ضد الظروف التي يوضع بها السجناء.

أوضاع الأسرى المعزولين

حالة الأسرى المعزولين صعبة جدا وهناك عدد كبير من الأسرى المعزولين وقد وصلت مدة عزلهم إلى مدة طويلة دون أن يخرج من عتمة الزنزانة إلا في ساحة الفورة، حيث تشير محامية مؤسسة مانديلا بثينة دقماق أن قوائم الأسرى المعزولين في تزايد مستمر منهم الأسير حسن سلامة من خان يونس وله عشرة سنوات في العزل الانفرادي، وإبراهيم حامد الذي تصف وضعه بالصعب وتفيد انه في حالة عزل في زنزانة انفرادية منذ أسره حيث خضع لتحقيق طويل وصل إلى خمسة شهور.

وتشير دقماق أن الأسرى المعزولين هم معزولون مع سجناء مدنيين وجنائيين، حيث يتلقى أسرى العزل الشتائم والألفاظ النابية منهم، وتضيف أن العزل تهدف منه مصلحة السجون إلى عدم التواصل مع العالم الخارجي مع وضعهم ضمن حالة ضغط نفسي فضيع تكون له آثار سلبية على حياته.    

من ناحية أخرى قالت دقماق إن الأسرى المعزولين محرومين من أدنى متطلبات الحياة حيث يمنع عنهم الطعام والشراب لفترات طويلة، تصل إلى مرة واحدة كل يوم، كما يتم منع إدخال أي نوع من الكتب والمجلات أو ما شابه ذلك.

وأفادت أن هناك مشكلة في البريد حيث لا يصل بسهوله، ويتم إيقافه لأتفه الأسباب، وتفيد أن الأسرى المعزولين لا يخرجون إلا مرة واحده في ساحة الفورة، حيث يخرج الأسير مكبل الأيدي والأرجل وبحالة في غاية الصعوبة.

ويوضع الأسير المعزول داخل زنازين وأقسام مساحتها فقط من متر وأربعين سم، إلى مترين وخمسين سنتيمتر، حيث تفتقد لأدنى مقومات الحياة، ولا توجد فيها تهوية ولا تدخلها أشعة الشمس، ولا يوجد بها سوى فتحة صغيرة لإدخال الطعام وان الأسرى المعزولين يحرمون من زيارة الأهل وغالبا ما يتم تمديد العزل لهم وباستمرار.