تهاوي الاقتصاد الأمريكي .. هل هو مؤشر لسقوط الهيمنة على العالم ؟!

تستمر البورصات العالمية، والأمريكية منها خاصة، في التهاوي والتدني اقتصادياً وتعلن يوم بعد يوم إفلاسها مالياً، ويهتز مع هذه الأزمة الاقتصادية عرش الهيمنة الأمريكية والأوربية على العالم.

أسباب التهاوي

المحلل الاقتصادي محمد عمر؛ أكد في تصريح خاص أدلى به لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاقتصاد الفلسطيني لن يتأثر بتهاوي البورصات العالمية مهما تهاوت، لأنه غير مرتبط بشكل مباشر بالاقتصاد العالمي.

وأشار المحلل الفلسطيني إلى أن السوق الفلسطيني صغير جداً، لا يُقاس بالأسواق العالمية التي تتهاوي وتغلق بورصاتها يوماً بعد يوم.

وأرجع الخبير الاقتصادي تهاوي البورصات الأمريكية إلى تدافع الولايات المتحدة إلى محاربة ما وصفته بـ “الإرهاب” وضخ الأموال من أجل ضرب العديد من الدول، كما فعلت في العراق وأفغانستان.

الامبريالية الأمريكية

ويقول أحد الخبراء الاقتصاديين: “إن الطبيعة الامبريالية للرأسمالية الأمريكية كانت إحدى المسببات الرئيسة للأزمة الحاصلة ولن تكون بمعزل عن الأزمة المالية التي تمر بها الولايات المتحدة”.

وأشار الخبير الاقتصادي حسن الجمل إلى أن أحد مستشاري الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون “جوزيف ستيفلتير” وهو حاصل على جائزة نوبل للسلام، قال: “بأن حرب العراق كلفت الولايات المتحدة 50 إلى 60 مرة أكثر من التقديرات وشكلت السبب المركزي للأزمة المصرفية التي تهدد الاقتصاد العالمي”.

وأوضح أن عدم التمكن من الحرب وخروجها عن السيطرة الأمريكية وإطالة أمدها أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية لعدم تحقيق الحملة لأهدافها.

وأضاف الخبير الفلسطيني الجمل: “إن الانهيار المالي الحاصل دفع وسائل الإعلام الغربية أن تقر بحقيقة ما كان لها إن تقر بها لولا أنها أجبرت على ذلك جراء تداعيات الأزمة؛ إذ جاء في كثير من المقالات والتحليلات عبارة “ماركس يبعث حياً” بالإشارة إلى التفسيرات والتنبؤات العلمية لماركس عادت إلى الحياة مجدداً والتي جاء فيها ضرورة إلغاء النقد كمعادل وضرورة الانتقال والعودة إلى التبادل البضائعي، وعليه رأى أن النظام الاشتراكي المتطور عند ماركس هو إلغاء دور النقد، ونحن موضوعياً نسير في هذا الاتجاه حيث لم يعد الدولار المعادل المؤتمن والحقيقي للتداول.

تنبؤ بالانهيار

الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” كان قد أكد في تصريح صحفي خاص بـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الشهيد القائد المهندس إسماعيل أبو شنب كان قد توقع منذ العام 1991 انهيار الاقتصاد الأمريكي وأنه سيتلو ذلك انهيار هذه الدولة، وانفراط عقدها وتأثيرها.

وقال أبو زهري: “أن الشهيد المهندس أبو شنب رحمه الله؛ عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والذي اغتالته قوات الاحتلال عام 2003، كان قد توقع واستشرف عمليات الانهيار المتلاحق في الاقتصاد الأمريكي.

وأوضح أنه لا يزال يذكر خلال تواجده في سجون الاحتلال، إحدى محاضرات الشهيد القائد، عندما ذكر في إحدى الجلسات السياسية التي كان يعقدها للأسرى في سجن عسقلان، أن الهيمنة والنفوذ الأمريكي يفتقد التفوق والسيطرة الاقتصادية.

وأضاف مستذكراً قول الشهيد أبو شنب، واستشرافه بأن انهيار أمريكا لن يكون إلا انهياراً اقتصادياً وأنه حينما ينهار هذا الاقتصاد؛ ستنهار هذه الدولة وينفرط عقدها.

وتبقى الأيام القادمة كفيلة بكشف الصورة المهزوزة للسيطرة والهيمنة الأمريكية، الأمر الذي سيٌشكل حالة من التشفي لكل من ظُلموا وذاقوا العذاب في ظل الهيمنة الإمبريالية الأمريكية على العالم.