الإثنين 12/مايو/2025

موسم الزيتون .. تقوية للاقتصاد المنزلي وتعزيز لصمود الفلسطينيين (مصوّر)

موسم الزيتون .. تقوية للاقتصاد المنزلي وتعزيز لصمود الفلسطينيين (مصوّر)

برغم محاربة الاحتلال للاقتصاد الفلسطيني على مدار الساعة وتدهور الأوضاع؛ إلا أن موسم الزيتون الحالي وفي كل موسم يعمل على تعزيز الاقتصاد المنزلي للأسر الفلسطينية وتقوية دعائم وأسس الاقتصاد الفلسطيني وخاصة الاقتصاد الزراعي.

ومع بداية شهر تشرين أول (أكتوبر) من كل عام تتجه آمال المزارعين الفلسطينيين إلى موسم قطف الزيتون والذي يعدّ المنفذ الوحيد للتغلب على الأوضاع الاقتصادية الصعبة خاصة مع الارتفاع الملحوظ في أسعار السلع الاستهلاكية، خصوصاً أن زيت الزيتون ينظر إليه بوصفه أهم أساسيات اقتصاد البيت الفلسطيني.

الاقتصاد المنزلي

“أبو العز” خليل سامي (50 عاماً) من بلدة اللبن الشرقية شرق سلفيت يقول إن موسم الزيتون كله خير وبركة بالنسبة له ولعائلته، وعن ذلك يضيف: “في كل موسم زيتون نقوم بجمع حب الزيتون “الرصيص” ونخزنه في البيت ونبيع جزءا منه للتجار أو لزبائن نعرفهم كل عام، ومن ثم مع قرب انتهاء القطاف نقوم بجمع حبات المملوح وهو الحب ذو اللون الأسود وتخزينها وبيع ما يزيد عن حاجة العائلة، أو حتى تخزينها لبيعها طوال العام بأسعار تصل إلى 15 شيكلاً للكيلو الواحد أحياناً، أما الرصيص فنبيعه بستة وحتى عشرة شواكل للكيلو الواحد حسب كبر الحب وحجمه”.

أما عن الزيت فيعتبره أبو العز أنه “عز الفلسطينيين وسبب صمودهم على أرضهم رغم أنف الاحتلال، فهو يمد العائلة بالمال والطعام طوال العام، حيث باعه العام الماضي بسعر 16 شيكل للكيلو الواحد، وفي هذه السنة يتوقع أن يبيعه بعشرين شيكلاً للكيلو، وهو ما يشكل طوق إنقاذ للعائلة من الديون طوال العام، وهو ما يجعل أبو العز يشتري بذور وأسمدة وأغراض زراعية لأرضه.

تقديرات للموسم الحالي

المهندس الزراعي احمد عبد الله من نابلس يقول إن الموسم الحالي جيد لزيت الزيتون، والذي يقدر فيه الإنتاج لهذا العام بحوالي 60% من المواسم العادية “الماسية” و20 في المائة من إنتاج القطاع الزراعي، وبين أنه هناك وعياً لدى المزارع الفلسطيني والاهتمام بإنتاج زيت عالي الجودة، وأن الحد الأدنى لسعر الزيت العادي هو 15 شيكل للكيلوغرام زيت، والحد الأدنى للزيت عالي الجودة هو 17 شيكلاً، وهذه الأسعار هي من قبل مجلس الزيت الفلسطيني.

المزارع أبو العز يرفض البيع بهذه الأسعار ويقول إنه لن يبعيه بأقل من عشرين شيكلاً، ويرجع ذلك لارتفاع الأسعار في كل شيء، ويرى أن حظ زيت الزيتون لن يكون ناقصاً لأنه سلعة مهمة ورئيسية في فلسطين.

شجرة مباركة

المزارعون في الضفة كانوا قد باركوا قرار وزارة الزراعة المقالة في غزة عبر الوزير محمد الاغا في منع استيراد زيت الزيتون، ودعوا إلى اتخاذ الخطوة نفسها في الضفة لحماية أسعار الزيت ومحصول الزيتون من التجار الجشعين والفاسدين، إلا أن دعوتهم لم تلقى الصدى المطلوب في الضفة.

المزارع فارس عبد الله من بلدة عقربا قال إنه “رغم المؤامرات على شجرة الزيتون تبقى صامدة وواقفة وفيها كل الخير والبركة، فهي توفر الحطب والجفت طيلة فصل الشتاء، وتوفر له المال لمصاريف الحياة المتزايدة، وهي بوركت من فوق سبع سماوات ولن يستطيع الاحتلال أن يوقف بركتها أو أن يقتلعها بل إن من سيقتلع عن قريب هو الاحتلال وتبقى كما بقيت عبر التاريخ.

أما المزارع عطا الله إبراهيم من حواره فيقول إن أسعار الزيوت النباتية الأخرى ارتفعت مع أنها مسرطنة وتسبب الأمراض بحسب الخبراء وسعر زيت لزيتون بقي على حاله فهذا يدلل على أن هناك مؤامرة على شجرة الزيتون المباركة، ويجب التصدي لها وعدم التساوق مع الفاسدين والتجار الجشعين بل مقاضاتهم.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات