جماهير إيرانية غفيرة تندِّد بجرائم الاحتلال بحق القدس وفلسطين

انطلقت في الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الجمعة، حسب التوقيت المحلي، مسيرات يوم القدس العالمي في العاصمة طهران وباقي المدن الإيرانية، وشاركت فيها جموع غفيرة من المواطنين رافعين لافتات تندد بالاحتلال الصهيوني و”حاضنته” الولايات المتحدة.

ووصف مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” من طهران مسيرات يوم القدس العالمي بالحاشدة والجماهيرية، مشيراً إلى أنّ المشاركين ردّدوا شعارات “الموت لامريكا” و”الموت لاسرائيل”، معلنين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ودعمهم له، مؤكدين “ضرورة وحدة المسلمين لتحرير القدس من براثن الصهاينة”، ومطالبين بخروج الصهاينة من الأراضي الفلسطينية “فورا دون قيد أو شرط”.

  

وطالب المتظاهرون في بيان لهم عند ختام مراسم يوم القدس العالمي، المؤسسات الدولية بالتوقف عن “دعم المجرمين الصهاينة، ومنع الكيان الغاصب من استمرار عدوانه ضد الشعب الفلسطيني”.

كما جاء في البيان “لن تعترف الأمة الإسلامية بـ”إسرائيل” قط؛ بل تؤمن بأنه سيأتي يوم تُمحَی هذه الغدة السرطانية عن الوجود”.

وقد أولت وسائل الإعلام الأجنبية، المرئية منها والمسموعة، اهتماماً واسعا بهذه المظاهرات، التي حظيت بتغطيات صحفية واسعة.

ومن جانبه؛ قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، في رسالة إلی مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس الإيراني أحمدی نجاد والشعب الإيراني بعامّة “من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، من أرض فلسطين المباركة، من أرض الرباط والجهاد؛ أوجِّه لكم تحيات الشعب الفلسطيني المسلم، وتحيات آلاف الشهداء والجرحی والأسری، وأشكركم علی إتاحة الفرصة لمخاطبتكم في هذا اليوم المبارك، والذي يخرج فيه الشعب الفلسطيني جنباً إلی جنب مع أشقاء في إيران وفي كل مكان”.

وأضاف هنية “إنّ أهلكم وإخوانكم في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، يتعرّضون لأبشع أنواع الظلم، إنهم يتعرضون لحصار لم تشهد البشرية مثيلاً له”، لكنه استدرك بالقول “رغم هذا الحصار، وهذه المعاناة؛ فإنّ شعبنا صابر مرابط ثابت، ولن يتنازل عن أرضه وعن القدس، وعن حق العودة إلی الأرض والديار”.

  

وبدوره؛ أشاد الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مجلس الخبراء، هاشمي رفسنجاني، خطيب الجمعة بطهران، بمشاركة الشعب الإيراني الواسعة في مراسم يوم القدس العالمي، ملقياً مسؤولية معاناة الشعب الفلسطيني علی بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، فضلاً عن العالم الإسلامي والعربي. وقال رفسنجاني “إنّ المجرم الرئيس في القضية الفلسطينية هو بريطانيا، التی وفّرت أرضية مناسبة للصهاينة في عهد الانتداب حتی يحتلّوا فلسطين؛ كما قامت بتعزيز قوة المحتلين”.

وأضاف رفسنجاني “كان قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين أوّل ما ارتكبته هذه المنظمة الدولية من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وأثناء الاحتلال أصدرت قرارات ضعيفة من دون القيام بمتابعتها وتنفيذها علی أرض الواقع”.

وقد أقام مكتب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بطهران، معرضاً ثقافياً وتاريخياً في ساحة فلسطين بالعاصمة الإيرانية، حيث زاره جمع غفير من المتظاهرين. ووزّع مكتب “حماس” بطهران أكثر من ثلاثين ألف نسخة من الكتيبات التعريفية عن المسجد الأقصی المبارك والقدس الشريف، وأكثر من عشرين ألف نسخة من اللوحات عن تاریخ فلسطين الشامل. وتخلل هذا المعرض توزيع مئات من الأقراص تحتوي علی أناشيد وأفلام فلسطينية. وتم كذلك توزيع مئات من لفحات وكنزات فلسطينية، مطبوع عليها شعارات فلسطينية وصور عن المسجد الأقصی المبارك.

وفي إطار الحملة الشعبية العالمية؛ قام مكتب حركة “حماس” بطهران من خلال هذا المعرض بتوزيع أكثر من خمسين ألف مطبوعة تعريفية بشأن هذه الحملة، كما تم تنسيق مع جهات ذات صلة في المحافظات والمدن الإيرانية لتوزيع هذه المواد الإعلامية علی المتظاهرين فيها بمناسبة يوم القدس.