الإثنين 12/مايو/2025

مآسي متواصلة .. وفاة طفل من لاجئي مخيم التنف على طريق بغداد – دمشق

مآسي متواصلة .. وفاة طفل من لاجئي مخيم التنف على طريق بغداد – دمشق

قبل عشر سنوات أشرق الأمل من رحم معاناة اللجوء، غير أن قساوة الحياة لم ترحم غضاضة الأمل الوليد، واليوم غربت شمسه أمام عيونٍ لا تستطيع إلا أن تيمّم شطر المشرق وجهاً؛ أملاً بإشراقةٍ أخرى تنهي فصول الألم وتغلق إلى الأبد كتابه المرير.

محمد كمال إبراهيم؛ لاجئ فلسطيني دخل ظهر اليوم الأربعاء (10/9) إلى مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق، ليدفن فيه بعد تعرّضه لحادث سيرٍ أليمٍ أودى بحياته.

ولد “محمد” في جمهورية العراق، وبعد تعرضها للغزو الأمريكي. اضطرت عائلته إلى الفرار إثر التهديدات التي وصلت للعائلة بالقتل والتصفية إن لم تغادر العراق، وما كان أمام العائلة إلا اللجوء إلى مخيّم التنف للاجئين الفلسطينيين الواقع في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية.

أمضى “محمد” وعائلته ما يزيد على العامين في مخيم التنف الحدودي، المعروف بطبيعته الصحراوية، وحرّه اللاهب، وبرده اللاذع، وحيواناته القاتلة، غير أن عائلته كانت ضمن العوائل التي وافقت دولة السويد على استضافتهم في أراضيها، وكان “محمد” وعائلته قد دخلوا مرحلة حزم الحقائب استعداداً للسفر في الأيام القليلة القادمة.

خرج عصر الثلاثاء (9/9) لشراء ما يستطيع شراءه بالنقود القليلة التي يحملها في جيبه حين دهسته شاحنة نقل طويلة على طريق دمشق – بغداد، وهشّمت قسمه السفلي كاملاً من بطنه حتى أخمص قدميه، وحاول اللاجئون الذين يسكنون مخيم التنف الحدودي إنقاذ حياته بإجراء إسعافات أوليّة لم تقدّم أيّة فائدة تذكر، ثمّ قاموا بنقله إلى الحدود السورية بغرض إدخاله إلى مستشفى يعالج فيها، غير أن المنيّة كانت إليه أسرع.

بعد غصّات عدّة منعته من البدء بالكلام؛ استجمع “كمال إبراهيم” قوّته وتحدّث لـ “لمركز الفلسطيني للإعلام”، وقال “أطفال العالم يلعبون بأجهزة الكمبيوتر، وأطفالنا هنا بين الأفاعي والعقارب، هل هذا معقول يا أمّة الإسلام؟”، وأضاف قائلاً “خرجنا عام 2006 من العراق هرباً من الموت الذي كان يحوم حولنا في كلّ لحظة، خرجت لأحمي عائلتي من الموت، ولكن قدر الله أراد لابني أن يموت هنا دهساً بشاحنة”.

بعد إدخال “محمد” إلى الأراضي السورية، والصلاة عليه في مسجد الوسيم في مخيّم اليرموك في دمشق، انتقل به أهله ومن حضر الجنازة إلى مقبرة الشهداء حتى يدفن فيها، وهناك فتح “محمد” جراح أهل مخيّم التنف من جديد، فقد جاء قبره ملاصقاً لقبر الحاجة “سعاد محمد عبد المحمود” من لاجئات مخيم التنف، وقد وافتها المنية قبل شهرين تقريباً، وإلى الأمام قليلاً كان قبر لاجئ آخر من مخيم التنف “محمد لطفي الشيخ خليل”، وبذلك صارت الوجع على قلوب من حضر الجنازة من أهل التنف أوجاعاً.

يذكر أن حالات وفاة أخرى من هذا النوع تعرّض لها اللاجئون الفلسطينيون من العراق الذي يقيمون في مخيم التنف الحدودي، منها الحادث الذي أصاب الطفل الفلسطيني “أحمد أكرم” والذي أدّى إلى وفاته، وكذلك الأمر مع الطفل “محمد محمود عبد موسى” الذي فارق الحياة إثر حادث سير بتاريخ (25/7/2007).

“محمد كمال إبراهيم” المولود عام (1998)م، غادر العراق طالباً في المدرسة الابتدائية، ليكمل دراسته داخل خيمة في مخيم التنف تسمّى “مدرسة”، كان وحيداً لأمّه وأبيه، عانى ماعاناه من ألم المرض الذي أصابه في دماغه، الآن وبعد عشر سنوات من سنّي عمره يدخل “محمد” مخيّم اليرموك اليوم محمولاً بنعش، ويدفن مع أقرانه في مقبرة الشهداء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....